محمد عبدالقدوس قال صديقي الحائر وكان حزينا: الأحداث تتصاعد بطريقة خطيرة جدا ولا أدري ما الذي يمكن ان يحدث غدا، المجتمع أنقسم إلي قسمين لا ثالث لهما.. واحد مؤيد لقرارات الرئيس، والثاني معارض له والبلد علي كف عفريت.. حلعندك حل؟ قلت له وأنا أشاركه حزنه وتألمه لما يجري في بلدنا: موافق يا صاحبي علي معظم ما قلته.. لكنني أعترض علي كلامك بأن مصر مقسومة قسمين!! وقبل ان أشرح وجهة نظري رأيته ثائرا بعدما فقد أعصابه قائلا في حدة: أوعي تكون عايز تفهمني باعتبارك إخواني أن الغالبية العظمي وراء الرئيس مرسي الذي أكد ان استطلاعات الرأي تؤكد ان 08٪ من الشعب علي الأقل وراءه. قلت له وأنا أضبط أعصابي بصعوبة شديدة جدا: المناقشة الموضوعية -لو كنت حضرتك عايزها بجد - تفترض عدم المقاطعة واتهامي بانني من الإخوان المسلمين وسام علي صدري وقلتها زمان في عز سطوة مبارك عندما كان هذا الانتماء يذهب بك إلي التهلكة، لكنني أيضا ابن الثورة المصرية شاركت فيها منذ بدايتها وقبلها أيضا! وأحب بلادي جدا، واخبرتك انه غير صحيح ان البلد مقسوم إلي قسمين والحقيقة انه منقسم إلي ثلاثة! والفريق الثالث هو بالتأكيد الأضخم عددا ويضم الغالبية الساحقة من شعب مصر، وهو زهقان جدا من المليونيات ويرفضها خاصة إذا اقترنت بأعمال عنف ، ويقول للإسلاميين والعلمانيين.. كفاكم تظاهرات واحتجاجات، حرام عليكم البلد عايز يستقر! واراهن ان الفريق الثالث هذا الذي يشكل الغالبية العظمي سيذهب إلي الاستفتاء علي الدستور ليقول رأيه إما بالموافقة أو الرفض، فهذا هو مخرج الأزمة حاليا من وجهة نظري ويجب ان يحاول أحد منع الشعب من ان يقول كلمته في مشروع الدستور الجديد فإذا وافق في استفتاء حر ونزيه فالخطوة القادمة انتخابات مجلس الشعب، وإذا رفضه فإن هذا سيعتبر انتصارا عظيما للمعارضة، وفي هذه الحالة سيصبحون اسياد الساحة السياسية! وفاجأت صاحبي قائلا: ورغم انني انتمائي إلي الإخوان إلا أنني من الفريق الثالث الرافض للمليونيات وآخر تظاهرة ذهبت إليها كانت منذ ستة أشهر، رغم انني كنت دائم الاحتجاج في العهد البائد ضد فرعون عندما كانت التظاهرات من الممنوعات القاطعة بعكس ما نراه الآن حيث نشاهد كل من هب ودب يحتج!!