وكأنني في كابوس مزعج لا ينتهي.. لا أصدق ما أراه واسمعه من بعض المشايخ الذين ينتمون للتيار السلفي في مصر والذين يسعون لنشر المذهب الوهابي المتشدد علي أرض الكنانة. شاهدت احدهم يبرر صورة التقطت له مع رجل دين مسيحي وكأنه يتبرأ من هذه الصورة ويقول انه لا يحب رجل الدين المسيحي ولن يحبه لا لشيء سوي انه من دين آخر!! وإذا سألت نفس الشيخ السلفي عن معلمه لأكد لك انه »ابن تيمية« وهو لا يدري ماذا فعل شيخه عندما كان يتفاوض مع التتار بعد اسر عدد من المسلمين والمسيحيين.. حيث عرض عليه التتار تسليم المسلمين فقط فكان رد »ابن تيمية« قاطعا: أهل ذمتنا قبل أهل ملتنا! هذا هو »ابن تيمية« معلمكم يا سلف هذه الأيام الرديئة! ثم نأتي إلي المعلم الأعظم نبي الرحمة محمد »صلي الله عليه وسلم« ماذا قال في عهده لنصاري نجران: »لا يحمل الرهبان والاساقفة ولا من تعبد منهم أو لبس الصوف أو توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الأمصار شيئا من الجزية أو الخراج ولا يجبر احد ممن كان علي ملة النصرانية كرها علي الإسلام ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذي المكروه حيث كانوا وأين كانوا من البلاد«. 000 شيخ سلفي آخر من مشايخ هذه الأيام الغبراء شاهدناه يدعو إلي هدم الأهرامات وأبوالهول لانها اصنام!!.. ويبدو ان هذا الشيخ يجد في نفسه ايمانا أكبر من ايمان سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب الذي تم فتح مصر في عهده وأصبحت مصر ولاية تابعة للدولة الإسلامية الكبري. الجيوش الإسلامية بقيادة عمرو بن العاص عندما وصلت مصر وجدت الأهرامات وأبوالهول ولم يتفتق ذهن أحدٍ عما تفتق إليه ذهن هذا الشيخ السلفي وقال بضرورة هدم الأهرامات وأبوالهول لانها أصنام! لم يذكر لنا التاريخ ان مصريا عبد »أبوالهول« أو حج إلي »الأهرامات«! ما كل هذا العبث الذي يجري الآن علي أرض الكنانة؟ ما هذا الفكر البدوي والهجمة الصحراوية علي بلاد النيل؟ ومن يمول هؤلاء الذين يدعون انهم اتباع »السلف الصالح«.. والرسول الكريم وصحابته والسلف الصالح منهم براء! لقد حق علي سلفيي هذا الزمن الردئ قول الله تعالي: »وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون، ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون« صدق الله العظيم.