علي مدار 30 سنة في زمن المخلوع لم يكن لنا أي كرامات أو مواقف تجاه ما تفعله بنا اسرائيل. وعصر يوم الاربعاء الماضي سألني صديق ما إذا ستفعل اسرائيل تجاه الصواريخ الاربعة التي انطلقت من سيناء تجاه الاراضي الفلسطينيةالمحتلة؟. فقلت بدون تردد سوف تضرب غزة. وما هي الا ساعة وكانت الطائرات الاسرائيلية تضرب غزة ضربا منظما ولكنه بانفعال ممنهج. وراح ضحيته قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس مع عشرة شهداء اخرين وما لايقل عن 35 مصابا. ولأول مرة من قيام ثورة 25 يناير اشعر ان مبدا الكرامة احد اهداف الثورة بدأ يتحقق وخاصة فيما يتعلق بإسرائيل. وكان التحرك سريعا فقد رفع رئيس الجمهورية سماعة التليفون وقبل ان يطلب وزير الخارجية ليكلفه بالتوجه الي الاممالمتحدة لطلب اجتماع عاجل لمجلس الامن لبحث الموقف من الاعتداء الاسرائيلي علي غزة وطلب الرئيس مرسي الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي ليبلغه طلب مصر بعقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية العرب. بل واصدرت رئاسة الجمهورية بيانا حادا وشديد اللهجة لم نكن نسمعه أو حتي نسمع عنه.ولكن اذا كان هذا الحدث قد حرك الكرامة المصرية ودخلنا في مرحلة عودة الروح للدور العربي القيادي وخاصة عندما يتم الاعتداء علي الاشقاء في فلسطينالمحتلة ككل وليس غزة فقط. وقد يقول قائل لان حماس تعد احد افرع الاخوان كان هذا الموقف للرئيس صاحب المرجعية الاخوانية. وحتي لو كان هذا فيه شئ من الصحة الا ان مصر الثورة في موقفها الداعم والمساندة للسلطة الفلسطينية ورئيسها في مسعي الحصول علي صفة الدولة الفلسطينية المراقبة في الاممالمتحدة يضحض هذه الرؤية ويظهر دور مصر المتوازن الان بجانب مساعيها في مطالب المصالحة بين الفصائل والتي لن تتوقف. ونعود الي ما قامت به اسرائيل علي ذمة الصواريخ الاربعة المنطلقة من سيناء فهنا لابد من وقفة مصرية منتبهة. لان ما حدث ازعج اسرائيل كثيرا واخرجها عن شعورها وعجل بعملية غزة. وجعل اسرائيل تقول ان هذه الصواريخ شبيهة بما يطلقه حزب الله علي اسرائيل. أي ان هذه الصواريخ ايرانية وهنا لابد ان نرصد ونوقف أي عبث بالاراضي المصرية لاطلاق مثل هذه الاسلحة. وان مثل هذه العمليات بجانب ما تم داخل سيناء نفسها. وما تقوم به الاجهزة المصرية لمواجهة التنظيمات الجهادية المتطرفة سوف يفتح لنا مرة اخري المخطط الاسرائيلي الامريكي بتوطين اهل غزة علي مساحة 40 كيلو مترا مربعا داخل الاراضي المصرية في المساحة من رفح المصرية وحتي منطقة الشيخ زويد مقابل قطع اراضي تحصل عليها مصر بالقرب من صحراء النقب. وما تسعي اليه الاصابع الخفية لاحداث سيناء سوف تصل بنا الي هذه النقطة. وسوف تهيئ الارض لتدخل امريكي بمظلة دولية. وقوات الاممالمتحدة المنتشرة في سيناء لمراقبة تنفيذ اتفاقية الكامب جاهزة لتنفيذ هذا المخطط. والدور الامريكي الخفي وراء استدعاء القاعدة وفصائل من التنظيمات الجهادية الجديدة تسير في تنفيذ هذا المسلسل .وكثيرا ما تختفي فصول هذا السيناريو ثم تعود الي السطح مرة اخري. واعتقد ان اجهزة المخابرات المصرية لا يخفي عليها هذه المخططات .وان الرئاسة تحاط يوميا بتفاصيل اللعبة القذرة. والان مطلوب من الرئاسة ان تكمل استعادة الكرامة المصرية. وان تحافظ علي كل حبة رمل ارتوت بدم شهداء مصر من احمس الاول الي سليمان خاطر وشهداء رمضان وما تلاهم؟