بعد تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع دستور مصر بعد ثورة قام بها الشباب من أجل العيش والكرامة والانسانية.. هذه اللجنة التي قاربت علي الانتهاء من عملها لم يجد شباب مصر العاطلون من يمثلهم فيها ولا من يعبر عن مشاكلهم ومطالبهم حتي وان لم يكن منهم. ماذا ينتظر الشعب المصري من تأسيسية ليس بها من عاني أو يعاني من متطلبات سوق العمل المتزايدة.. الجامعات المصرية في انهيار لعدم قدرتها علي تأهيل الشباب بشكل مناسب ولكن عندما يتخرج الطالب في الجامعة باحلامه وطموحاته فقط ولا يملك سواهما فإنه يصطدم بالواقع فيجد كل أماكن التقديم في الوظائف تحتاج لخبرة ولغات ومهارات في عالم الكمبيوتر.. وهنا تبدأ المعاناة في ضرورة الالتحاق بالدورات التدريبية والاحتياجات المادية لذلك.. تري من سيتكلم باسم الشباب العاطل الذي مل من الجلوس علي المقهي منتظرا قطار العمل بعد ان قام بكل الطرق الممكنة وأنفق الغالي والنفيس بحثا عن فرصة عمل ولا يستطيع ان يوصل صوته لمن يصنعون القرار أو حتي لمن يطلقون علي أنفسهم »صوت الغلابة« في وسائل الاعلام المختلفة. فهل سبق أن رأيت برنامجا أو جريدة تتحدث مع عاطل ليروي مشكلاته ومتطلباته؟ هل سبق ان سمعت في اللجنة التأسيسية عن جلسة استماع لمجموعة من الشباب خريجي الجامعات والمعاهد؟.. الشباب وحده هو القادر علي رسم مستقبل أفضل لهذه الأمة فبالاستعانة به يمكن وضع دستور مرن يتعامل مع كل الفئات المختلفة فالشباب بروح الابداع والطموح قادر علي إعطاء كل ما لديه إذا شعر أن هناك من يسمع صوته.. أما اذا ماتركناه فسيكون عرضة للانحراف وتدمير المجتمع أو أن يقوم بثورة جديدة لتصبح مصر بلد الثورات غير المكتملة. وأخيرا نسمع الآن عن ظهور »نقابة العاطلين« التي تطالب بحقوق المتعطلين عن العمل في بدل بطالة لا يقل عن 600 جنيه شهريا بالاضافة إلي العلاج علي نفقة الدولة وايضا يطالبون بتشكيل »مجلس أعلي لمكافحة البطالة« وأكاديمية للتدريب المهني. هذا أقل حق للشباب الذي دفع دمه مقابل خلع نظام فاسد أفسد حياته في أن يشارك أو أن يجد من يشترك نيابة عنه في كتابة مستقبله.