احتشد أمس عدد من أنصار التيار الإسلامي العام الذي يضم 22 اتئلافا إسلاميا والجبهة السلفية في ميدان التحرير في بروفة مبدئية استعدادا لمليونية »تطبيق الشريعة الإسلامية«.. المقرر تنظيمها يوم الجمعة المقبل والجمعة التي تليها، والتي ستطالب خلالهما مختلف القوي الإسلامية بضرورة تطبيق الشريعة.. ولا أعلم حقيقة هل يقصدون تطبيق حدود الشريعة، أم الشريعة بكل ما فيها من عبادات ومعاملات وكأننا لاندرك أن المصري بطبيعته متدين وحريص علي تطبيق حدود الله وشريعته قدر استطاعته وبعيداً عن تأكيد التيار الإسلامي العام علي أن إجماع القوي الإسلامية علي إرجاء المليونية كشف مدي فعالية الشارع الإسلامي تجاه قضية الشريعة، حيث حرصت رموز التيار الاسلامي والتي اجتمعت منذ يومين علي التمسك الكامل بمرجعية الشريعة وعدم التهاون في النص علي ذلك بالدستور الجديد الذي أوشكت الجمعية التأسيسية علي الانتهاء منه، فإنني أؤكد أننا وكعادتنا كمصريين صنعنا من ميدان التحرير »لبانة« وأكثرنا في مضغها حتي فقدت قيمتها التحرير الذي أسقط نظام مبارك وشاهده العالم علي مدي 18 يوماً يغير تاريخ مصر والمنطقة بل والشرق الأوسط، تحول إلي ميدان للباعة الجائلين وملاذ لكل صاحب شكوي، وببساطة شديدة تحول الرمز الذي يجب أن نفتخر به، وكان يمكن أن يصبح مزاراً سياحياً يتمني جميع سائحي العالم زيارته إلي ميدان نذهب إليه كل جمعة لنتظاهر في أي قضية صغرت أو كبرت لقد أسرفنا في استخدام الميدان، وأفقدناه قيمته ورمزيته التي اكتسبها من مظاهرات ثورة 25 يناير، للدرجة التي أصبحت تستوجب تنظيم حملة قومية لترشيد استخدام ميدان التحرير في التظاهر.. خاصة أننا نفقد كل يوم مكسبا من مكاسب الثورة ولم يتبق سوي الميدان.. وأخشي ما أخشاه أن نفقده هو أيضاً لست ضد التظاهر فهو حق مشروع للجميع.. والمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية حق للإسلاميين، ولكن أليس د.محمد مرسي رئيس الجمهورية رجلا مسلما تقيا وأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ويصلي ويصوم ويقرأ القرآن؟.. وأعضاء التيارات الاسلامية هم من جاءوا به للقصر الجمهوري ومعهم من اختاره من باقي فئات الشعب مسلميه وأقباطه.. كل هذه التساؤلات لها إجابة واحدة وهي: نعم.. وكلها تؤكد في نفس الوقت أنه يجب أن نترك الفرصة للرئيس لنري ماذا سيفعل؟ وكيف سيقود الدولة ويخرجها من عنق الزجاجة.. وبعدها نتظاهر ضده أو نصفق له.