لأن القاهرة تتميز بالديناميكية والنشاط ولا تعرف السكون ولا تخلد للنوم أبدا، أثار قرار الزام المحال التجارية بالاغلاق في العاشرة مساء أزمة.. أحدهم يري انه قرار سليم ولكن ينقصه التدرج في التطبيق، والاخر يري أنه مرفوض شكلا وموضوعا، هذا القرار مطبق بنجاح في اكثر البلدان العربية والغربية وفي السابعة مساء وليس العاشرة! الا ان ظروف المواطن المصري بشكل خاص تختلف هنا عن هناك!.. اما وجدته في دولة مثل كوريا الجنوبية منذ الخامسة صباحا تبهرك حركة الناس المنتظمة الخطوات دون اتفاق بينهم! الكل مشغول بحالة لا كلام ولا حتي سلام! يسعي كل فرد في طريقه ليجد مكانا في طابور القطار أو الاتوبيس الذي لا يتأخر عن موعده ثانية واحدة، ثم يذهب إلي عمله ويؤديه علي أحسن ما يكون من الاتقان..وتبدأ رحلة المساء والسهرة للشراء والترفيه ليعود مبكرا إلي بيته وينام مبكرا ايضا ليبدأ نشاطه في اليوم التالي من جديد..هنا عرفت لماذا تفوقت واصبحت احدي التنينات الاربعة والقوة الصناعية الحادية عشرة عالميا وتحتل مراتب متقدمة في عدة صناعات من اهمها صناعة السفن والسيارات والنسيج والصلب بالاضافة إلي صناعة الاجهزة السمعية والبصرية والالكترونية.. بالرغم من اغلاق المحال التجارية في السابعة مساء! هنا في مصر منذ صدور القرار قامت الدنيا ولم تقعد لا لسبب سوي ان الناس لم تتعود النوم مبكرا خاصة بعد انتشار الفضائيات والعادة سلوك تأكد منذ زمن بعيد، والقاهرة ذاع صيتها بأنها عاصمة لا تنام ليلا أو نهاراً.. قرار الاغلاق في العاشرة مساء يجب ان يسبقه ترتيب لاعادة بناء خصائص الانسان المصري المنتج الذي لا تشغله ساعة اغلاق المحلات والدفع به بين القيل والقال دون فائدة تراد! أنوه فقط إلي أن هذه الفكرة تم تطبيقها عام 1980 وكانت المحلات تفتح الساعة العاشرة صباحا حتي الثامنة مساء وتغلق في يومي الاثنين والخميس الساعة التاسعة، ولكن لم يستمر هذا النظام طويلا واصابه الفشل وسرعان ما عادت الامور إلي ما كانت عليه، احد اصحاب المحال في وسط البلد قال اذا كان القرار بسبب توفير الكهرباء سوف ابيع علي اضواء الشموع!!