تعد المخلفات العضوية من بقايا تحضير الطعام وفوائضه ثروة لا يعرف قيمتها أحد ورغم ذلك يتم التخلص منها داخل صناديق القمامة مما ينتج عنه انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات وانتشار الأوبئة خصوصا في فصل الصيف وتمثل مشكلة كبري بالنسبة لمنظومة جمع القمامة وفصلها وتدويرها.. الباحث وليد علي أحمد توصل الي ابتكار «وحدة هضم بيولوجية» يمكنها استخراج وقود عضوي من مخلفات الطعام بالإضافة الي سماد عضوي يمكن الاستفادة منه ويدر دخلا للأسرة المصرية ويوفر ملايين الجنيهات التي تصرف في منظومة القمامة ولم تؤد للقضاء عليها حتي الان.. تفاصيل الابتكار الجديد وابتكارات أخري نتعرف عليها في الحوار التالي.. في البداية حدثنا عن فكرة ابتكارك باختصار؟ الابتكار عبارة عن «وحدة هضم بيولوجية لتدوير المخلفات العضوية» مثل مخلفات المطبخ وبقايا الطعام علي شكل خزان يتم تركيبه خارج المطبخ بمسقط العمارة وعن طريق فتحة تسمح بدخول مخلفات المطبخ والطعام الي داخل الخزان ولا تسمح بخروج الروائح الي داخل المطبخ يتم استقبال بقايا هذه المخلفات داخل الخزان وتوجد مفرمة مخصوصة للمخلفات الي قطع صغيرة ودفعها الي داخل الخزان المجهز بخميرة من بكتيريا من نوع خاص تساعد علي تحلل هذه المخلفات بسرعة وينتج عن هذا التفاعل غاز ميثان يمكن الاستفادة منه في البوتاجاز او تسخين المياه في الشتاء والمخلفات الناتجة عن بقايا الطعام تكون عبارة عن سماد عضوي يتم جمعه وتجفيفه واستخدامه في تسميد المحاصيل الزراعية وهذه الوحدة جزء من منظومة كاملة لجعل البيت المصري بيتا منتجا ويحافظ علي البيئة. الفصل من المنبع ما مميزات هذا الابتكار؟ يساهم في المساعدة علي فصل القمامة من المنبع داخل المنزل وتوفير نفقات فرز ونقل القمامة وايضا القضاء علي ظاهرة النبيشة المنتشرة بشدة في مصر والتي تعوق عمليات تدوير القمامة حيث بالتخلص من المخلفات العضوية داخل المنزل سيتم جعل كل منزل منتجا للغاز والسماد وايضا للمواد المعاد تدويرها مثل البلاستيك والورق والزجاج وغيرها من المواد وبذلك يساهم الابتكار في زيادة دخل الاسرة ولو بنسبة قليلة لتتحول النفقات التي ينفقها المنزل للتخلص من القمامة الي دخل يستفيد منه المجتمع بصورة عامة. هل قمت بعمل ابتكارات اخري؟ قمت بتسجيل وتنفيذ ابتكار وحدة «تدوير مياه الصرف» بعد معالجتها بالمنزل واستخدامها في ملء صناديق الطرد والزراعة لحل مشكلة نقص المياه وبالذات في القري الريفية التي تعاني من تلوث مياه الشرب الجوفية بمياه الصرف الصحي وايضا تلوث الترع التي يتم ري المحاصيل الزراعية منها بمياه الصرف الصحي حيث لا توجد شبكة صرف صحي في كثير من القري وأكثر من 60% من المياه العذبة تذهب إلي المجاري دون الاستفادة منها وهذا يعني: أن 60% من القيمة الاستثمارية للبنية التحتية لتنقية وتحلية المياه والصرف الصحي للدولة والمقدرة بمئات المليارات وتريليونات الدولارات يتم انفاقها بدون جدوي، كما تشكل هذه النسبة ضغطاً هائلاً علي الشبكات، فتعاني من التسريب الذي قد يصل إلي 30% من سعة تلك الشبكات علي النحو الحادث في مصر مما يدفع إلي زيادة الانتاج بنسبة 30% لتعويض الفاقد من التسريب ويتكلف متر المياه المنقاة في مصر 2.5 جنيه وتقوم الدولة بدعمه بقيمة 1.4 جنيه، وهو ما يعني دعما مقداره 14 مليار جنيه لانتاج 10 مليار متر مكعب من المياه المنقاة، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للبنية التحتية لمحطات معالجة وضخ مياه الشرب 1400 جنيه لكل متر مربع ومثلها للصرف الصحي، وهو ما يعني استثمارات في مجال البنية التحتية تتجاوز ال 100 مليار جنيه لا يستفاد منها إلا بمقدار 40 مليار جنيه. كيف يساهم هذا المشروع في الحد من هدر المياه؟ قمت باعداد نظام يشتمل في مكوناته علي عدة اختراعات متكاملة بما يحقق وفرة في الاستهلاك تقدر ب60% وتعيد تدوير باقي ال 40% الأخري وتم وضع آلية بسيطة لتحقيق تلك الأهداف بشراكة مجتمعية بين الدولة ممثلة في الجهات المعنية بالصرف الصحي والمياه وأفراد المجتمع المدني ومؤسساته بنظام يمكن تطبيقه في جميع دول العالم بلا استثناء. وذلك من اجل تخفيف الضغط علي شبكات الصرف الصحي بنسبة تصل إلي 80% بتحويل المياه الرمادية إلي مياه خضراء بإعادة تدويرها واستخدامها في عمليات التشجير والبناء وغسيل السيارات ونظافة وترطيب الشوارع وجميعها عمليات تعتمد علي البخر، وبما يحقق قدرات فائقة لمحطات الصرف الحالية، تمكنها من القيام بوظائفها وخدمة 4 أضعاف السكان الحاليين، ودون الحاجة إلي التوسع في البنية التحتية، وهو ما يوفر أكثر من 5 مليارات جنيه سنوياً للتوسع في البنية التحتية للصرف الصحي ليواكب الزيادة السكانية السنوية، فضلاً عما يوفره النظام من توفير الخدمة للمناطق والقري المحرومة..ويؤدي تخفيف الضغط علي الشبكات إلي وقف التسريب في المياه العذبة والصرف الصحي والتي تتجاوز 30% في بعض البلاد، بتجاوز للنسبة العالمية المقررة والتي لا تتعدي نسبة 10%، وبما يعني الحفاظ علي صحة الانسان بايقاف مخاطر تلوث المياه الجوفية بالصرف الصحي، والتقليل من حدة وخطورة المياه الجوفية علي القري والمناطق العمرانية المختلفة ومنع اختلاط المياه الرمادية بفضلات الانسان، مما يقلل من جهد وتكاليف المعالجة. آلية التطبيق ما آلية التطبيق في هذا المشروع ؟ تحويل تصريف مياه الاستحمام والغسيل إلي خزان اسبليت يتم تركيبه خارج الحمام لكل شقة حيث يتم فلترة المياه والشوائب، لإعادة توزيعها علي السيفون وتجميع المياه التي تصب في أحواض الاغتسال (بانيو) ومغاسل اليد والبالوعات الأرضية في خزان سعة 60 لتر خاص من الفيبر جلاس بعد مرورها مجتمعة في ماسورة منفصلة. وضخ المياه من خزان التجميع إلي وحدة المعالجة عبر مضخة وترويق وتصفية المياه من خلال مرورها عبر وحدة المعالجة التي تتكون من فلتر مكون من جزءين: فلتر رملي وذلك لإزالة الشوائب الصلبة كالأتربة والغبار والمواد الصابونية وفلتر كربوني وذلك لإزالة الرائحة واللون من المياه (من خصائص هذا الفلتر أيضا إزالة المواد العضوية). والضخ إلي خزان احتياطي مزود ببالونة هواء سعة 20 لتر للمياه المعالجة ومنها إلي خزانات الطرد الصحي (السيفونات). ما حجم الوفر المادي الذي يحققه هذا النظام اذا تم تعميمه؟ توفير 8.4 مليار جنيه قيمة الدعم لانتاج 6 مليار م3 من المياه سنوياً. وتحقيق ايرادات إضافية تقدر ب 14.4 مليار جنيه من بيع المياه الموفرة، إذا ما تم بيعها بسعر 240 قرشا للمتر المربع. وتحصيل 8.4 مليار جنيه كرسوم نظير الخدمة المقدمة من بنك التوفير، وهي نفس القيمة التي سيتم تخفيضها من الاستهلاك، مما يعني عدم تحميل المواطن أي رسوم نظير الخدمة حيث سيدفع نفس القيمة التي كان يدفعها قبل تطبيق النظام. وإذا كان استهلاك الصرف الصحي يقدر بنسبة 25% من قيمة استهلاك المياه فإن بنك التوفير المائي سيوفر مبالغ إضافية يمكن تحصيلها نظير تقديم الخدمة وهي 3.6 مليار جنيه رسوما عن تصريف 6 مليار متر مكعب تم توفيرها وبيعها لمناطق جديدة. و2.1 مليار جنيه كقيمة ثابتة للرسوم المحصلة من المستهلكين علي الرغم من خفض الاستهلاك وذلك نظير الخدمة. وانخفاض نسبة المياه الجوفية في القري الناتجة عن التسرب والرشح في الصرف الصحي والمياه. هل حصلت علي براءة اختراع عن أي من هذه الابتكارات؟ قمت بتسجيل براءة اختراع عن هذا الابتكار، كما حصلت علي براءات اختراع اخري في تدوير مياه الصرف داخل المنزل وترشيد مياه الوضوء وتدوير المياه بالمقاهي واعادة استخدامها في عمليات الغسيل وايضا قمت بتسجيل براءة اختراع في الاستفادة من حركة ووزن السيارات لانتاج كميات هائلة من الكهرباء عن طريق الضغط الهيدروليكي والهواء المضغوط. الصعوبات والعوائق آفة البحث العلمي في مصر.. فماذا كان نصيبك منها؟ واجهتني صعوبة في تصنيع النموذج الاولي في مصر حيث لا يوجد مكان محدد يمكن الاستعانة به لتصنيع النماذج لذلك كان علينا تصنيع كل جزء من الوحدة بأنفسنا وتجربته ثم الانتقال الي الجزء الاخر وهكذا حتي يكتمل تصنيع الابتكار ووضعه تحت التجارب وأخذ القياسات وتسجيلها والتعديل اذا لزم الامر او اعادة بناء الابتكار من البداية اذا ظهرت مشكلة يصعب حلها وهذا يكلفنا الكثير من الوقت والجهد والمال. جوائز كثيرة ما الجوائز التي حصلت عليها؟ حصلت علي جوائز كثيرة وشهادات تقدير منها الميدالية الذهبية ودرع المؤتمر في مسابقة مصر تخترع الدولية عام 2015 وشهادة تقدير والميدالية الذهبية عن المشاركة في معرض الباسل بسوريا وشهادة تقدير من محافظة الشرقية وأخري من مسابقة ومعرض القاهرة تبتكر بقصر البارون وثالثة من حزب الوفد ورابعة من النقابة العامة للصحافة والطباعة والاعلام بمدينة الانتاج الاعلامي. بماذا تحلم للمستقبل؟ أحلم ان تري ابتكاراتي النور وان يستفيد بها وطني وان نسبق العالم كما كنا من قبل وان يكون لي دور ولو صغير في رفع اسم مصر فوق كل العالم.