المزادات عالم مثير وعجيب، له عشاقه في كل مكان بالعالم، الذي يصل بهم الهوس لاقتناء التحف والمجوهرات حد الجنون !!. بعضهم يهوي اقتناء التحف والبعض الأخر يعشق مجوهرات أو إكسسوارات المشاهير ونوع آخر يهوي اقتناء الكتب القديمة، وأحدث هذه المزادات ذلك المزاد الذي تقيمه دار "سوذبي" في لندن أوائل ديسمبر القادم للكتب النادرة ، حيث تطرح للبيع بالمزاد نسخة نادرة من كتاب "طيور أمريكا" للفنان جون جيمس أودوبون. الذي يقال أنه أغلي كتاب ثمنا في العالم وأن 119 نسخة كاملة فقط منه موجودة في العالم، منها 108 مملوكة لمتاحف ومكتبات عامة. وهناك نسخة من طبعة أخري من هذا الكتاب المعني بالحياة البرية قد بيعت برقم قياسي (8.8 مليون دولار) قبل عشر سنوات، ويحتوي الكتاب علي ألف رسم توضيحي بالحجم الطبيعي لنحو 5 آلاف طائر. وقد استغرق الكتاب من الفنان جون جيمس أودوبون المتخصص في الحياة البرية 12 سنة لإتمامه. ومن أجل ذلك تنقل أودوبون في أنحاء الولاياتالمتحدة ليصطاد الطيور ثم يعلقها علي قطع من الأسلاك كي يرسمها. ثم سافر بعد ذلك إلي بريطانيا لطبع الكتاب، وقام بحملة دعائية له بين الأثرياء كي يشتروا نسخا منه. وتقدر قيمة النسخة المعروضة للبيع والتي يعود تاريخها إلي عام 1623 بنحو 1.5 مليون جنيه إسترليني، ولم يفقد من صفحاتها سوي ثلاث صفحات. وكانت هذه الدار الشهيرة التي تهتم بعرض المقتنيات الغريبة قد أقامت مزادا منذ سنتين للفنون الإسلامية وكان من بين المعروضات كتاب "حلو الكلام " للإمام محمد عبده الذي قدر ثمنه ب18ألف جنيه إسترليني بالإضافة إلي عرض مخطوطات تشمل ترجمة جمهورية أفلاطون ونصوصاً أخري تتضمن كتابه الشهير " رسالة التوحيد "وأعداداً نادرة من مجلة"العروة الوثقي" التي أصدرها مع جمال الدين الأفغاني في مصر ، انه حقا عالم غريب تتحدث فيه لغة الأرقام والملايين ، وتدور في طرقاته حوارات وأحاديث بين رواده الأثرياء ونادرا ما نجد عاشقا فقيرا للقراءة والكتب في هذه المزادات ، وإنما يكفيه متابعة هذه النوعية من مزادات الكتب من بعيد وإذا أراد المشاركة عليه بالمزادات البسيطة الموجودة علي الانترنت.