تطرف ديني وعنصري هستيري.. وفتاوي بأن المبرر الوحيد لوجود الفلسطينيين هو خدمة اليهود! بعد مرور 86 سنة علي نكبة فلسطين وتهجير أهلها بقوة السلاح والإرهاب الدموي، وبعد 49 سنة من الاحتلال العسكري الاسرائيلي لكل الاراضي الفلسطينية وهضبة الجولان السورية، وبعد مرور 23 سنة علي اتفاقية اوسلو، التي لم توضع موضع التنفيذ، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الآن ان القدس «عاصمة الشعب اليهودي فقط»!، وأنه لن «يتنازل» و «لو عن متر مربع واحد» من اراضي الضفة الغربية، وان هضبة الجولان ستبقي تحت السيطرة الاسرائيلية إلي الابد، لانها «جزء لا يتجزأ من ارض اسرائيل»!! بل ان الحكومة الاسرائيلية عقدت، لاول مرة، جلسة رسمية في الجولان لتوجيه «رسالة واضحة إلي العالم» بأن الجولان اسرائيلية! كذلك اكد نتنياهو ان حكومته تدعم الاستيطان في «يهودا والسامرة» الضفة الغربية «في أي وقت».. والمعروف انه في ظل حكومات نتنياهو الثلاث الاخيرة، ارتفع عدد المستوطنين بنسبة 55٪ بمعدل 6٫5٪ سنويا حتي بلغ الآن 620 الف مستوطن. ونشرت في اسرائيل مؤخرا دراسة حول الضم الفعلي لاراضي الضفة لتصبح جزءا من ارض اسرائيل، ومعها تقرير للخبير الاسرائيلي «يوسي جورفيتز» تحت عنوان «سكوت.. عمليات الضم جارية»! ويقول سيفر بلوتسكر المحلل السياسي لصحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية، ان حجم الزيادة السكانية في المستوطنات اكبر بثلاث مرات ونصف من زيادة السكان اليهود في اسرائيل نفسها، مما يجعل صيغة «دولتين لشعبين غير قابلة للتحقيق». وتجيء النكبة في وقت يوجد فيه اكثر من 438 طفلا فلسطينيا في سجون الاحتلال، وفي وقت يعد فيه نتنياهو لاحاطة اسرائيل بجدران أمنية جديدة لحمايتها من «الحيوانات المفترسة» «الفلسطينيين».. وبعد كل هذه السنوات من النكبة يزداد التطرف الديني والعنصري والنزعة الارهابية في اسرائيل علي نحو غير مسبوق، حتي ان اربعة من كل خمسة يهود يؤيدون سياسة التمييز ضد العرب.. بل ان الحاخام الاكبر لإسرائيل «اسحق يوسف» اصدر فتوي تنص علي طرد كل الفلسطينيين من ارضهم بدعوي ان التوراة تحظر علي «الاغيار» غير اليهود العيش في اسرائيل.. وقال في فتواه ان المبرر الوحيد لوجود الفلسطينيين حتي الآن هو ان يخدموا اليهود!! وكان الحاخام الاكبر السابق - والد اسحق ويدعي عوفاديا يوسف - يعتبر العرب صراصير يجب قتلهم وابادتهم جميعا، لانهم اسوأ من الافاعي، ومن يقتل واحدا منهم فكأنما قتل ثعبانا أو دودة!» واصبح من الامور العادية ان تجري عمليات اعدام الفلسطينيين خارج القانون لمجرد الاشتباه حتي لو كانوا جرحي وان ترفض اسرائيل المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر في باريس في يونيو القادم لتحريك عملية التسوية مع الفلسطينيين.. ذلك ان اسرائيل «في وضع مريح وسط هذه الاجواء الفوضوية التي تسود المنطقة» علي حد تعبير نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي. ولاتزال الولاياتالمتحدة منذ عام 1948 حتي الآن تقف في الجانب الخطأ من التاريخ وتستعد لتقديم اكبر شحنة من منظومات السلاح المتطورة والعتاد التكنولوجي استمرارا لسياسة «المحافظة علي التفوق النوعي لإسرائيل علي كل جيرانها»! كلمة السر: الهوية الفلسطينية