كتب سامي فريد: يقدم الدكتور منصور عبدالوهاب في هذا الكتاب فتاوي الحاخامات رؤية موضوعية لجذور التطرف في المجتمع الاسرائيلي, هذا التطرف الذي أصبح جزءا لايتجزأ من مكونات العنصرية الاسرائيلية وكراهية العرب والمسلمين بل وكل من ليسوا يهودا أو من يسمونهم الأغيار وينشر المؤلف في كتابة نص رسالة وجهها تلاميذ المدارس الحكومية الدينية الاسرائيلية من الصف السابع الي العاشر أو مايقابل المرحلة الاعدادية عندنا للجنود الاسرائيليين الاحتياط عند اقتحامهم لطولكرم في اطار أحداث انتفاضة الأقصي التي بدأت في العام2000 بسبب اقتحام ارئيل شارون لساحة المسجد الأقصي فماذا قال هؤلاء التلاميذ في رسالتهم لجنودهم؟ قالوا مانصه عزيزي الجندي تجاوز كل القوانين واقتل اكبر عدد من العرب فالعرب الطيب هو العربي الميت, فليحترق كل الفلسطينيين كما الرب ذكرهم في جهنم(!) هكذا يغرسون كراهية العرب في نفوس اطفالهم منذ مراحل التعليم الأولي وهو مايشكل إعدادا متكاملا للشخصية الاسرائيلية التي تتعامل فيما بعد مع الفلسطينيين عند المعابر أو الحواجز أو عند الاقتحامات والمداهمات المتكررة للقري والحقول والبيوت الفلسطينية ولعل في هذه التنشئة العنصرية المتطرفة مايفسر قتل الطفل محمد الدرة بدم بارد أو بتأكيد ضابط اسرائيل قتله للطفلة الفلسطينية ايمان الهمص بخمس عشرة طلقة دون أن يهتز له جفن(!) ويشرح الكاتب الصحفي الاسرائيلي يوسي جوربيتس كيف تفرق الديانة اليهودية في جوهرها بين اليهود وغير اليهود أو الأغيار ويفخر بذلك قائلا ان اليهودي يوجه شكره وثناءه علي الله صباح كل يوم في دعائه الحمد لله الذي لم يخلقني من الأغيار(!). إن التاريخ اليهودي يقول الدكتور منصور عبدالوهاب يذخر بزخم من عمليات القتل الوحشي الذي يمارسه الجنود الاسرائيليون ضد العرب عامة وضد الفلسطينيين خاصة وقد فسر الحاخام شموئيل بن مائير ذلك بأن القلية للأقوي وكذلك أيضا أفتي الحاخام أشير بن يحيئيل وهو مايفسر اعتداءات المستوطنين علي الفلسطينيين والاستيلاء علي أملاكهم في ظل حماية القوات الاسرائيلية ودعمها للمعتدي حيث صار استخدام القوة من قبل الأفراد هو القانون الحاكم في العلاقة مع العرب سواء عرب الداخل أو عرب الضفة الغربية وقطاع غزة, واذا كانت مصادر الفكر اليهودي في عصور السلف تتمثل في نص العهد القديم باعتباره الكتاب الأساسي للديانة اليهودية بالاضافة لمصادر أخري تتمثل في نصوص المشناو والجمارا والتلمود فهناك مصدر أساسي وأضافي أيضا بضيفه الدكتور منصور عبدالوهاب ويري أنه المحرك لجموع المتطرفين من الجماعات اليهودية هو فتاوي الحاخامات التي تتمتع بقوة تأثير داخل المجتمع الاسرائيلي تفوق قوة قوانين الدولة وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير علي أي فرص للسلام في المنطقة.