من حق المحامي الكبير رجائي عطية أن يعتبر مبارك رئيسا سابقا، وليس مخلوعا، لكنه ليس من حقه أن يصف من يقولون " المخلوع" بقلة الأدب، فقد اتحفنا محامي المخلوع- في أحد البرامج بفضائية خاصة مملوكة لرجل أعمال كان من المقربين من المخلوع- بمرافعة تؤكد أن مبارك تنحي عن الحكم، ولم يتم خلعه.. وتناسي المحامي القدير أن مبارك لم يكن ليترك الحكم ولو للحظة واحدة، بعد أن جسم علي أنفاس الشعب المصري 30 عاما، كان الفساد والظلم العنوان الرئيسي لوصف حياة غالبية المصريين خلالها، بدليل أنه قال مرارا أنه سيظل في الحكم مادام فيه نفس ينبض، وتناسي المحامي الكبير أن المخلوع كان يجهز ابنه لخلافته في الحكم، وكأن مصر أصبحت مملكة له ولأولاده وأحفاده، وليست دولة جمهورية. تناسي عطية أن مبارك تم خلعة بدماء الشعب المصري، بعد أن سقط المئات من المصريين شهداء بعد أن دهستهم سيارات الشرطة، واقتنصتهم رصاصاتها بعد أن خرج الملايين للمطالبة بسقوط مبارك في كل من ميادين مصر من الإسكندرية شمالا لأسوان جنوبا، ومن سيناء شرقا للسلوم غربا،وبعد كل ذلك يتحفنا بأنه ليس مخلوعا بل سابقا، وأنه يجب أن نتأدب- علي حد قوله- عندما نذكر السيد الرئيس حسني مبارك. وأقول للأستاذ رجائي ولكن من يعتنقون أفكاره: »إن مبارك ليس مخلوعا فقط، بل مخلوع بالثلاثة« فالحاكم الذي يخرج عليه غالبية شعبه ويطالبون بسقوط حكمه، وبالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ليس لديه رفاهية التنحي، أو الاستقالة، بل وجد نفسه مجبرا علي »الخلع« سواء بارادته أو رغما عنه، ولو كانت لديه هذه الرفاهية لما أنعم علينا »جلالته« ب »تخليه« عن الحكم، بل كان سيظل حتي اليوم يحكمنا بالحديد والنار، وكان مشروع التوريث سيستمر كما كان مخططا له، وكان الظلم والقهر سيستمر ان حتي الآن، واستمر الأذناب والمنافقون واللصوص في السيطرة علي كل مواقع الدولة وخيراتها.. ليزداد غالبية المصريين فقرا وجهلا ومرضا.