حتي (رويترز) الوكالة الصحفية البريطانية العريقة, دخلت هي الأخري في حرب الشائعات والأخبار الكاذبة, أو الأخبار الموجهة لخدمة أغراض سياسية محددة, متخلية بوضوح عن معاييرها المهنية, ومبادئها الأساسية (الدقة والمصداقية والسرعة)... بثت رويترز قبل أيام خبرا مجهول المصدر, يفتقد إلي المعلومات حول (احتجاز الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في أحد أقسام الشرطة, قبل نقله إلي أحد مقار جهاز الأمن الوطني, وتعرضه للتعذيب حتي الموت)!! وزارة الداخلية المصرية قامت بتكذيب الخبر المتداول في الصحف الغربية, وعلي مواقع التواصل الاجتماعي نقلا عن (رويترز) وتقدمت الداخلية أيضا ببلاغ ضد الوكالة الصحفية البريطانية, مشيرة في بيان أصدرته, إلي حكاية نقيض تفضح كيفية اختلاق الخبر..حيث أرسل مندوب (رويترز) إلي مباحث قسم الأزبكية يسألها (هل احتجزتم جوليو ريجيني, ام تم القبض عليه ؟).. وعندما لم يرد رئيس المباحث علي الرسالة, تم صياغة الخبر(دون معلومات) في اتهام مباشر للداخلية المصرية, وتم بث الخبر بكل اللغات إلي كل إنحاء العالم!! المدهش أن تتخلي الوكالة الصحفية العريقة عن المهنية, وعن الضوابط والمعايير, فلا تتحري الدقة ولا المعلومات ولا تعتمد المصادر في قضية أمنية وسياسية خطيرة, بينما تخضع للأهواء والميول, وتنحاز إلي المصالح السياسية الأوربية, وموقف الحكومة البريطانية المعادي, وتفقد الوكالة الصحفية شعاراتها حول الدقة والمصداقية.. ربما احتفظت فقط بالسرعة في بث الخبر وترويجه, انحيازا لمواقف سياسية مضادة للموقف المصري!