مدبغية الفيوم: خسارتنا كبيرة رغم التكلفة صناعة كان يمتهنها المئات وتنفق علي آلاف الأسر في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وحمل اسمها حي كامل في الفيوم منذ نشأتها وحتي الآن وهو حي المدابغ والذي كان يشتهر بتواجد نحو 36 ورشة لدبغ جلود الماعز والخراف ورقاب الماشية والذي تصنع منه الأحذية وفرشها من الداخل، وتقلصت هذه الصناعة ولم يبق فيها سوي 6 أسر فقط. وكما يقول السيد أبو السعود 49 سنة «صاحب ورشة لدبغ الجلود»، فهو يعمل منذ نعومة أظافره مع والده وأجداده في هذه المهنة وتربي عليها كما امتهنها أولاده، ويقول: كنا نعيش من ربحها ونكسب الكثير ومع التطور الذي واكب العصر اصبحت المهنة تشكل عبئاً كبيراً علينا ولكننا لم نتركها لأننا لا نعرف غيرها، فحي المدابغ بمدينة الفيوم كان يمتليء بالورش وأصحاب المدابغ وكانت توجد به من 36 ورشة ولم تبق حالياً منها سوي 6 أسر فقط ، وبرغم أن معظم من يعمل بها مصاب بالحساسية الشديدة نتيجة الروائح الكريهة التي تصدر من الجلود ولكن «لقمة العيش» جعلتهم يستمرون فيها. ويتابع: نقوم بشراء جلود الماعز والخراف ورقاب الماشية بأسعار متفاوتة للماعز 5 جنيهات، والأغنام 9 و 10 جنيهات، ورقاب الماشية 19 جنيها ونضيف عليها مادة تسمي «أجذا» مهمتها إزالة الشعر من الجلود، ثم يتم وضعه في البراميل ويتم تدويره بها ثم يضاف إليه ماء نار أو ملح وبعدها يتم إزالة اللحوم الزائدة في الجلود وتدخل ماكينة تسمي «المقلوبة» لتزيل اللحوم ثم يوضع في البرميل ويضاف إليه مادة تسمي «إكسرا» تخرج الجلد ابيض تماماً، ويشير إلي أن هذه المادة يحتكرها أحد التجار ويستوردها من البرازيل وكان يبيعها لنا من 3 سنوات بسعر 120 جنيها، وعقب احتكارها رفع سعرها إلي 655 جنيهاً ما أدي إلي خسارتنا خسائر فادحة واصبحنا نوفر ثمن التكلفة بالكاد. ويشير إلي أنه يقوم ببيع الجلود في مصر عقب دبغها ليتم تصنيع الأحذية وفرش الأحذية منها، لافتا إلي أن الجلود تباع بالقدم 30x30 بسعر 1.5 جنيه وجلد الخراف أو الماعز الواحد يباع كاملاً بمبلغ 9 جنيهات فيما تصل تكلفته إلي 10 جنيهات.