من الأعماق

التدخل البريطاني في قضية ريجيني..مرفوض

هل تقاعست إيطاليا في الدفاع عن ريجيني الذي عثر علي جثته في القاهرة ؟
لا وألف لا لقد أقامت إيطاليا الدنيا ولم تقعدها وهذا حقها من أجل الوصول إلي قتلة ريجيني وأتمني أن نتعلم من إيطاليا كيفية إدارة الأزمات التي تواجه أبناءنا في الخارج والتي تقف منها سفاراتنا بالخارج موقف المتفرج.
هل ماطلت مصر في الاستجابة للمطالب الإيطالية الكثيرة بشأن قضية ريجيني ؟ بالطبع لا.. إيطاليا بكل أجهزتها ووزرائها شاركوا في التحقيقات عن قرب منذ العثور علي جثة ريجيني وحتي الآن.
هل من حق إيطاليا أن ترفض استكمال الحوار مع الوفد المصري الذي زار روما لتوضيح الحقائق حاملا حقائب مملوءة بالمستندات؟ وهل من حقها طلب الحصول علي تسجيل لأكثر من 2 مليون مكالمة هاتفية في ثلاث مناطق تردد عليها ريجيني قبل مقتله ؟
من حقها رفض الحوار لكن ليس من حقها أن تطلب أسرار مكالمات المصريين وبينها مكالمات تمس الأمن القومي لأن ذلك ضد مباديء حقوق الإنسان التي تتشدق بها أوربا
هل من حق إيطاليا أن تسير في ركاب المغرضين أمثال عمر عفيفي القابع في أمريكا وتأخذ أكاذيبه ضد مصر علي أنها حقائق وتتهم لواء شرطة بتعذيب ريجيني حتي الموت ؟
ليس من حق إيطاليا التي تبحث عن الحقيقة أن يكون المعارضون للنظام المصري سواء الإخوان أو غيرهم هم مصادر معلوماتها في قضية حساسة مثل قضية ريجيني
هل من حق بريطانيا أن تدخل علي الخط في القضية وتفاقم أزمة القاهرة - روما كما نشرت الجارديان عن مطالبة الخارجية البريطانية بفتح تحقيق شفاف في مقتل ريجيني ؟
لا ليس من حق بريطانيا التي تأوي قادة الإرهاب علي أراضيها وتمنحهم حق اللجوء السياسي أن تتدخل في القضية.. وإلا فمن حقنا أن نصدق ما يقال بأن ريجيني الطالب بإحدي الجامعات البريطانية كان يعمل لصالح المخابرات الإنجليزية وأنها تخلصت منه لإحداث وقيعة بين مصر وإيطاليا بدليل أن هناك العديد من المواطنين الإيطاليين يختفون في ظروف غامضة في دول أخري ولا تثار حولهم تلك الضجة كما أن العديد من المصريين وآخرهم سعاد حسني قتلوا في لندن ولم تتوصل السلطات البريطانية بكل ما تملكه شرطة سكوتلانديارد وأجهزة مخابراتها من إمكانيات هائلة لقاتليهم.
ليس من حق بريطانيا أن تتطاول علي مصر لتبلغ القذارة أن صحفية «تايمز» نشرت افتتاحية بعنوان « مقتل جوليو ريجيني يشير إلي العفن الذي ينخر في الدولة المصرية».. كنت انتظر ردا قاسيا من وزارة الخارجية المصرية علي هذا التدخل السافر لكن يبدو أن الخارجية المصرية لديها اهتمامات أخري.
إيطاليا لها حق مشروع في الحصول علي حق ابنها الذي قتل في القاهرة إلا أنني أرفض تماما أن تتخذ بعض الدول هذه القضية ذريعة لعمل تكتلات دولية لإسقاط مصر في الاتحاد الأوربي وغيره.