عواصم - وكالات الأنباء: لاتزال فضيحة تسريبات «وثائق بنما» التي كشفت تورط مسئولين سياسيين كبار حول العالم ومشاهير من عالم المال والرياضة في عمليات تهرب ضريبي تلقي بظلالها في أنحاء العالم، حيث اتسعت تداعياتها السياسية مع تواصل ردود الفعل للشخصيات الواردة أسماؤهم في تلك الوثائق، فيما ظهرت شخصيات جديدة متورطة. وتعهد قادة غربيون بالعمل علي مكافحة التهرب الضريبي من قبل الأثرياء والشخصيات النافذة بعد تلك التسريبات. ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس إلي تعزيز التعاون الدولي في مكافحة التهرب الضريبي. وقال خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء «سواء كان في مجموعة العشرين أو في إطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ستعمل فرنسا علي أن يتم تعزيز التعاون». وجاء الرد من بنما حيث قال الوزير المكلف بشئون الرئاسة الفارو اليمان إن «هناك قانونا في بنما يحدد إجراءات رد ضد دول تدرج بنما علي لوائح رمادية» أي غير متعاونة في مجال التهرب الضريبي. ورفضت بنما اتهامات الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذي وصفها بأنها «الملاذ الأخير» لشركات الاوفشور، ونددت باتهامات «ظالمة وتنطوي علي تمييز». ولتبرير لغز تسريب ملايين الوثائق من مكتب المحاماة البنمي «موساك فونسيكا»، أعلن المكتب أمس أنه تعرض لعملية قرصنة معلوماتية تمت من مصادر أجنبية. وقال رامون فونسيكا مورا مدير المكتب وأحد مؤسسيه: «لدينا تقرير تقني يقول إننا تعرضنا لقرصنة من أجهزة ملقمة في الخارج» موضحا أنه قدم «شكوي في هذا الصدد للنيابة».. واستهجن أيضا أن تركز المعلومات التي كشفت عن 11,5 مليون وثيقة علي العملاء الأكثر شهرة مع الاستخفاف بالحياة الخاصة. وأضاف «لا نفهم هذا الأمر، أصبح العالم يتقبل أن الحياة الخاصة ليست حقا للفرد». وفي ردة فعله علي ورود اسمه في تلك الوثائق، نفي الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وضع أصول في صندوق خارج البلاد للتهرب من الضرائب بعد أن قال جهاز الخدمة المالية في أوكرانيا إنه سيفحص وثائق مرتبطة بأصول الرئيس والتي تناولتها «وثائق بنما». وقال بوروشينكو للصحفيين في طوكيو أمس إنه أسس الصندوق خارج البلاد للفصل بين أعماله ومصالحه السياسية بعد أن أصبح رئيسا وإن الترتيبات اتخذت بمنتهي الشفافية. علي الصعيد نفسه، لم ينعم السويسري جاني اينفانتينو طويلا بمنصبه الجديد كرئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إذ زج اسمه في فضيحة حقوق النقل التليفزيوني في أمريكا الجنوبية في تقرير نشرته إحدي الصحف الألمانية. وذكرت الوثائق أن اينفانتينو الذي انتخب في فبراير الماضي رئيسا لفيفا، وقع في 2006 و2007 حين كان مسئولا عن القسم القانوني في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عقدا مع اثنين من رجال الأعمال المتهمين بالحصول علي رشاوي وهما مالكا شركة «كروس ترايدينج» الأرجنتينيان هوجو جينكيز ونجله ماريانو اللذان حصلا علي حقوق البث التليفزيوني لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ثم باعاها علي الفور بحوالي ثلاثة أضعاف السعر. لكن السكرتير العام السابق للاتحاد الأوروبي نفي ارتكاب أي مخالفة للقوانين وذلك في بيان له. من جانبه، نفي الممثل الهندي الشهير، اميتاب باتشان، صلته بشركات أوف شور، وذلك بعدما ذكرت التسريبات أنه مسئول عن إدارة أربع شركات مسجلة في جزر فيرجن البريطانية. كما أفادت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن شركة الاستثمارات في لوكسمبورج «إل إس كاي» التي ترأسها المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان حتي أكتوبر 2014 أنشأت 31 شركة في ملاذات ضريبية. كما كشفت صحيفة سودويتشه تسايتونج الألمانية أن وثائق بنما تطرقت أيضا إلي «مسئول مالي يعتقد أنه من حزب الله. جاء ذلك في وقت نشرت فيه صحيفة « فاينانشال تايمز» البريطانية مقالا يتناول قضية تسريب الوثائق وقال كاتب المقال إن بنما ليست إلا رأسا واحدا من رءوس الأفعي. وقال نيكولاس شاكسون إن بنما تبيع لزبائنها سرية التعاملات المالية منذ أعوام، وتغض الطرف عن قوانين البلدان الأخري.