فى أول تصريح له على فضيحة «أوراق بنما»التى كشفت تورط شخصيات سياسية ورياضية وفنية بارزة فى عمليات تهرب ضريبي، أكد رامون فونسيكا رئيس شركة «موساك فونسيكا» القانونية البنمية التى سربت منها ملايين الوثائق التى فجرت الفضيحة أن شركته ضحية لعملية قرصنة إليكترونية من الخارج، وقال إنه قدم شكوى لمكتب المدعى العام فى بنما. وقال فونسيكا الشريك المؤسس للشركة فى تصريحات لوكالتى أنباء «رويترز» والفرنسية : «لدينا تقرير تقنى يقول إننا تعرضنا لقرصنة من أجهزة خوادم(سيرفير) فى الخارج»، مؤكدا أن الشركة لم تنتهك أى قوانين وأن كل عملياتها قانونية. وأوضح أن الشركة لم تتخلص مطلقا من أى وثائق أو تساعد فى أى عملية تهرب من الضرائب أو غسل أموال. وأضاف أن رسائل البريد الإليكترونى للشركة التى نشرت مقتطفات منها فى تحقيق أجراه الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين ومقره الولاياتالمتحدة ومؤسسات إعلامية أخرى «أخرجت من سياقها» وأسيء تفسيرها. وتابع فونسيكا فى مقر الشركة فى الحى التجارى ببنما سيتى «نستبعد أى عمل داخلي، هذا ليس تسريبا، لدينا نظرية نتتبعها»، دون أن يوضح أبعاد تلك النظرية. وأضاف «لا أحد يتحدث عن قرصنة فى الصحافة التى تستفيض منذ يومين فى كشف الوقائع فى حين أنها تلك هى الجريمة الوحيدة التى تم ارتكابها». واستهجن أيضا أن تركز المعلومات التى كشفت عنها 11،5 مليون وثيقة سحبت من النظام المعلوماتى لمكتبه على الزبائن الأكثر شهرة مع الاستخفاف بالحياة الخاصة. وأضاف «لا نفهم هذا الأمر، أصبح العالم يتقبل أن الحياة الخاصة ليست حقا للفرد». وفى تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أعلن متحدث باسم «موساك فونيسكا» أن الشركة ستطالب بالتعويض ممن سرب ملايين الوثائق السرية الخاصة بها. وفى أحدث التداعيات السياسية للفضيحة التى تسببت فى استقالة رئيس وزراء آيسلندا أمس الأول من منصبه، أعلنت الحكومة الفرنسية أمس أنها ستدرج بنما مجددا على قائمة الملاذات الضريبية غير المتعاونة، وطالبت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية باتخاذ خطوة مماثلة وإدراج بنما فى قائمتها السوداء للملاذات الضريبية. وفى غضون ذلك، واصل أمس كبار رجال السياسة والفن والرياضة الذين ذكرت اسماؤهم فى تسريبات بنما نفى صلتهم بأعمال التهرب الضريبى والتنصل منها. ففى لندن، أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أن كاميرون وزوجته وأبناءهما لن ينتفعوا فى المستقبل بأى أموال أو صناديق فى الخارج وذلك فى محاولة لتهدئة الضغوط التى يواجهها رئيس الوزراء البريطانى منذ أن ورد اسم والده الراحل ضمن أوراق بنما. كما نفى الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو وضع أصول له فى صندوق خارج البلاد للتهرب من الضرائب. وفى عالم الرياضة، أكد السويسرى جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» عدم ارتكابه لأعمال غير قانونية مع شركات ضالعة فى فضيحة فساد الفيفا «فيفا جيت» والتى كشفت عنها المعلومات الواردة فى التسريبات. جاء ذلك فى الوقت الذى أعرب فيه الاتحاد الأرجنتينى لكرة القدم عن مساندته للاعب ليونيل ميسى نجم برشلونة الإسباني، الذى برز اسمه فى وثائق بنما، مؤكدا ثقته الكاملة فى نزاهة اللاعب وعائلته. وفى سياق متصل، أكد جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض أمس أن واشنطن لا ترى أى مخاوف على الاقتصاد العالمى جراء ما يعرف باسم أوراق بنما.