الرئىس محمد مرسى أجرى مباحثات عديدة مع القادة خلال القمة نبيل عطا يكتب من مكةالمكرمة ترحيب عربي وإسلامي بالمبادرة المصرية لانقاذ سوريا مصر تتسلم رئاسة منظمة التعاون الإسلامي وتستضيف القمة الإسلامية الاعتيادية أوائل العام المقبل مع انتهاء صلاة القيام بالمسجد الحرام ومع تأمين 2 مليون مصلي علي دعاء الشيخ ماهر المعيقلي إمام المسجد الحرام " اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين ووحد كلمتهم واجمع شملهم ".. انطلقت أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة بمكةالمكرمة، والتي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمشاركة 57 دولة إسلامية تحت شعار قمة " التضامن الإسلامي". استعرض المؤتمر علي مدي يومين التحديات والمخاطر التي تواجه الدول الإسلامية في العصر الحديث والتي تتطلب اجتماع قادة وحكماء هذه الدول لوضع الحلول لمواجهة تلك التحديات وتوحيد الصف الإسلامي، وبحث القادة آليات التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية وسبل دفع مشروعات التنمية بها وتبادل المعرفة والتقنيات والخبرات من أجل تطوير المجتمعات الإسلامية من أجل تحقيق التقدم والرخاء لشعوبها. الفتنة المذهبية قضايا كثيرة فرضت نفسها علي القمة التي تنظمها منظمة التعاون الإسلامي هذه المرة وأكسبتها أهمية خاصة، وفرضت علي القادة المشاركين ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة وآليات مناسبة لتفعيل هذه القرارات ووضعها موضع التنفيذ. الدماء السورية الشريفة التي تراق منذ شهور ولم تتوقف حتي في رمضان كانت في مقدمة هذه القضايا، ومعها الأوضاع المأساوية لمسلمي "الروهينجا" والذين يعانون كل أنواع الاضطهاد في ميانمار،وكذلك المعاناة اليومية للمسلمين في مالي، فضلاً عن القضية الفلسطينية وهي " أم القضايا" بالنسبة للعرب والمسلمين. ولكن القضية الأكثر أهمية والتي فرضت نفسها علي القمة الاستثنائية في دورتها الحالية ، كانت قضية " الفتنة المذهبية" كما يقول الدكتور أكمل الدين إحسان أغلو الامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والذي وصفها بأنها الخطر الأكبر الذي يهدد الأمة الإسلامية حالياً. مشاركة مصرية استثنائية وكما كانت القمة كانت استثنائية .. فإن المشاركة المصرية هي الأخري كانت استثنائية، حيث شاركت مصر بوفد رفيع المستوي برئاسة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ومعه محمد كامل عمرو وزير الخارجية والسفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ود. ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. 24 ساعة مكوكية كانت هي عمر رحلة الرئيس مرسي للمشاركة في القمة، حيث وصل لمطار جدة في الثامنة من مساء الثلاثاء، وكان في استقباله بمطار الملك عبد العزيز بجدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، ومندوب عن المراسم الملكية، وعدد من المسئولين السعوديين، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، وسفير مصر في السعودية محمود عوف، والقنصل العام في جدة السفير علي العشيري. وعلي الفور اتجه الرئيس مرسي إلي مكةالمكرمة للمشاركة في القمة والتي بدأت أعمالها في الحادية عشرة مساء بالجلسة الافتتاحية شارك فيها جميع قادة الدول الإسلامية ووفود الدول الإسلامية .. واففتح القمة خادم الحرمين الشريفين بكلمة ناشد فيها قادة العالم الإسلامي قائلاً " أستحلفكم بالله بأن تكونوا علي قدر المسئولية " وذلك حتي تتمكن الدول الاسلامية من التعامل مع التحديات الخطيرة التي تواجهها .. ثم اقترح خادم الحرمين الشريفين إقامة مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره مدينة الرياض، وهو الاقتراح الذي رحبت به جميع الوفود المشاركة، وأكدوا علي أهميته لمواجهة الفتنة المذهبية التي تتعرض لها دول إسلامية كثيرة حالياً. رسالة مصر عقب الجلسة الافتتاحية عقد الملوك والأمراء والرؤساء العرب جلسة مغلقة تحدث فيها عدد من القادة كان في مقدمتهم الرئيس محمد مرسي والذي ألقي كلمة مصر وكانت بمثابة رسالة مصرية للعالم الإسلامي تؤكد في مضمونها أنه آن الآوان للتوقف عن ترديد الكلمات والخطب وضرورة اتخاذ خطوات فعالة للتعامل بحسم مع التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وكان خطاب الرئيس الرئيس استثنائياً وبدأه بمبادرة مصرية لحل الأزمة السورية ، حيث طالب مرسي بضرورة التعاون بين مصر والسعودية وتركيا وإيران لحل الأزمة السورية، وقال " لقد آن الأوان لأن يرحل النظام السوري. وإنني استغرب إغفال البعض لضرورة البحث عن حل للأزمة السورية، ووقف الدماء التي تراق حتي في شهر رمضان المبارك" . ثم تحدث الرئيس عن القضية الفلسطينية،فقال إنها القضية الأولي بالنسبة لمصر، والدول العربية، والإسلامية وستظل كذلك، وناشد الإخوة الفلسطينيين توحيد كلمتهم وأن يتحدثوا بصوت واحد لتحقيق المصالحة الوطنية. كما تحدث مرسي، عن أزمة مسلمي ميانمار، وطالب بضرورة العمل علي حل هذه الأزمة الإنسانية، في أسرع وقت كما رحب بمبادرة خادم الحرمين التي أعلنها في افتتاح القمة بشأن إنشاء مركز للحوار الإسلامي بالرياض. وقد لقيت كلمة الرئيس استحسان جميع المشاركين في القمة من الزعماء والملوك،وأشادوا بما جاء فيها وكما قال د. ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن كلمة الرئيس كان لها اثر كبير في أعمال الجلسة المغلقة في اليوم الاول للقمة والتي استمرت حتي الثالثة فجراً. ورغم مغادرة الرئيس مرسي ل"مكةالمكرمة" فور انتهاء أعمال الجلسة المغلقة ، وعدم حضورة الجلسة الختامية إلا أن المبادرة المصرية وكلمة الرئيس كانتا هما الحاضر الغائب حيث أكد المشاركون ترحيبهم بالمبادرة المصرية ومعها المبادرة التونسية لحل الأزمة السورية .. و خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في الثانية صباح الخميس في ختام أعمال القمة أكد دكتور أكمل إحسان أوغلو ووزير الدولة السعودي للشئون الخارجية نزار مدني اهمية المبادرة المصرية خاصة وأنها جاءت في سياق الهدف الرئيسي للقمة وهو تحقيق التضامن الإسلامي، وأكد المشاركون في المؤتمر اهمية الدور المصري خلال المرحلة القادمة وخاصة أن مصر سترأس منظمة التعاون الإسلامي لمدة ثلاث سنوات قادمة وتستضيف القمة الإسلامية الاعتيادية المقبلة أوائل العام المقبل.