وسط محاولات حثيثة من حركة حماس لترميم علاقتها بالقاهرة بعد اعلان وزير الداخلية المصري عن تورط عناصرها في اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، جاء إعلان المنسق الإسرائيلي للعمليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة اللواء يوآڤ پولي مردخاي لوسائل الإعلام الإسرائيلية بمثابة بلاغ جديد ضد حركة حماس، مؤكداً أن العلاقة بين حركة حماس بغزة مستمرة مع «داعش» في سيناء. وقال مردخاي: «إن هناك تعاوناً وتدريبات مشتركة بين الجانبين. وأضاف أن عناصر من غزة توجهت للقتال في سيناء بينما دخلت عناصر من تنظيم داعش إلي غزة لتلقي العلاج. وذكر مردخاي أسماء محددة منها محمود «ز» الذي وصفه بأنه ناشط سلفي يقوم بوظيفة التنسيق بين حماس وداعش، أيضاً ابراهيم أبو قريع الناشط من سيناء الذي يتلقي علاجاً في غزة. رسالة لمصر وحماس يعلق موقع واي نت العبري علي اقوال المنسق الإسرائيلي بالقول: يبدو ان كشف مردخاي عما في جعبته من اسماء ومعلومات يحمل رسالة لكل من حماس ومصر للتأكيد علي استمرار العلاقة القوية بين داعش في سيناء وحماس في غزة وذلك في ضوء محاولات حماس ترميم العلاقة مع مصر. مع ذلك نفي مردخاي وجود أي علاقة بين توقيت تصريحاته وبين محاولة حماس إزالة آثار بيان وزير الداخلية المصري قائلاً: إن مصر دولة كبيرة مستقلة ومن الواضح ان لديها نفس المعلومات التي كشفتها. علي خلفية تصريحات المنسق الإسرائيلي أضافت مصادر أمنية في تل أبيب ان حماس تسمح بخروج العناصر السلفية من غزة إلي سيناء بل وتدعم ذلك من أجل المساهمة في القتال ضد الجيش المصري. وأعلنت المصادر ذاتها ان محمد سامي الزنط عضو حماس من مخيم الشاطئ بغزة خرج من القطاع مؤخراً متوجهاً إلي سيناء للاشتراك في القتال الدائرهناك، وان محمود نمر عبد اللطيف زجرة الناشط السلفي من حي الشيخ رضوان توجه لسيناء هو الآخر لمساعدة داعش. كما ذكرت المصادر الإسرائيلية ان حماس مستمرة في التعاون مع داعش بتوفير العلاج في غزة لمصابي التنظيم الإرهابي ومؤخراً دخل الإرهابي ابراهيم ابو قريع من سيناء إلي غزة بالتنسيق مع الحمساوي محمود توفيق «30سنة» من خان يونس. مغزي الاعترافات ويحلل تسيڤي برئيل مراسل هاآرتس اعترافات المتهمين باغتيال النائب العام المصري بعضويتهم لجماعة الإخوان المسلمين فيري أنها كفيلة بإدانتهم وربما الحكم عليهم بالإعدام. لكن إلي أن تجري المحاكمة فإن الاعترافات تقضي علي أي فرصة لتحسين العلاقات بين مصر وتركيا التي تواجد فيها ضباط اتصال وموجهو مجموعة الاغتيال من جماعة الإخوان، طبقا لتصريحات وزير الداخلية المصري خاصة ان من بين المشتبه فيهم الطبيب يحيي موسي الذي كان متحدثاً باسم وزير الصحة في عهد الرئيس المعزول مرسي وقد هرب إلي تركيا. أهم من ذلك اعتراف المتهمين بأنهم تلقوا تدريباتهم علي مدي ثلاثة أسابيع علي يد نشطاء حماس في غزة. ويري الكاتب انها فرصة لمصر كي تنفصل عن حماس وتعزز اتهامها لها بأنها حركة ارهابية. وبناء علي هذا يتحتم علي كل من يدعو لتقريبها من صفوفه مثل چون كيري او السعودية أن يحسب خطواته بحذر. ويربط الكاتب بين الإفصاح عن القضية، وبين اعلان وزراء داخلية الدول العربية حزب الله منظمة ارهابية باعتبار أن الحالتين تؤكدان قوة المنظمات غير السياسية في تحديد الجدول اليومي للعرب. لأن وسم السعودية لحزب الله بالارهاب ألزم معظم الدول العربية بالاصطفاف بجوارها، ويزعم أن مصر تسعي -علي نفس المنوال- إلي تحويل الكشف عن ضلوع حماس في الاغتيال لاختبار ثقة فيها وفي حكومتها. ويري برئيل ان هذه ليست معركة بين مصر وحماس، أو بين مصر والإخوان. فقد تحولت حماس إلي كرة في لعبة رياضية بين السعودية وإيران وكل واحدة منهما ترغب في ضمها إلي صفوفها. السعودية تحتاج حماس لاستكمال التحالف السني الذي كونته ظاهرياً لمحاربة داعش لكنها في الواقع تقصد إضعاف توسع النفوذ الإيراني. إيران من جانبها تسعي لإعادة حماس الي نطاق نفوذها للإضرار بتطلعات السعودية. في صراع قوي كهذا يوجد لمصر دور مركزي. الدور الإسرائيلي كذلك ليس هناك تطابق في الموقفين المصري والسعودي من الأسد. بينما تطالب السعودية بإزاحته قبل أي عملية سياسية، يفترض الرئيس السيسي ان الأسد يمكن أن يكون جزءا من الحل، في الدائرة الأوسع مصر أبعد ما تكون عن الارتياح إزاء التعاون الوثيق بين السعودية وتركيا، ولا بين اسرائيل وتركيا، وقد رفضت حتي الآن الجهود السعودية للتوصل إلي مصالحة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. في قلب هذه الصورة المتشابكة قد تجد اسرائيل نفسها متورطة، فقبل بضعة أسابيع طلبت مصر «توضيحاً» لطبيعة التقارب بين اسرائيل وتركيا بل وأعربت عن تحفظها، الآن لديها أساس لمطالبة اسرائيل بوقف عملية المصالحة. وتطالب اسرائيل من تركيا بطرد رجال حماس من علي أراضيها.