العلاقات الثقافية بين الدول تسبق العلاقات الدبلوماسية، وربما تكون اكثر اهمية. وقد انتشرت في مصر مؤخرا المراكز الثقافية الأجنبية، والتي تهدف إلي تقريب الشعوب من بعضها، ونشر ثقافة البلد الضيف في البلد المضيف، بل وتجاوزت اهداف التبادل الثقافي أهداف اخري منها تقديم التدريب والتعليم اللغوي والتكنولوجيا الحديثة، وتدريس علوم الحاسب الآلي، وقد تابعت قيام عدد من المراكز الثقافية الأجنبية بعل كورسات لتعليم فنون الجرافيك والكمبيوتر بأسعار رمزية لجذب الشباب، طبعا إلي جانب تقديم عروض فنية وثقافية مختلفة، وإقامة ندوات ولقاءات تدعم العلاقة بين البلدين. وقد شاركت منذ حوالي ثلاث سنوات إرهاصات بناء المركز الثقافي الكوري بالقاهرة، وهو المركز العشرون لكوريا علي مستوي العالم، وهو الاول في المنطقة العربية، وفي نية كوريا افتتاح مركز جديد في ابوظبي الشهر القادم، وقد حمل الدكتور بارك جاي يانج الملحق الثقافي الكوري بالقاهرة علي عاتقه مهمة اقامة المركز وإعداده ليليق بالعلاقات العميقة بين مصر وكوريا وهيأت له الادارة المسئولة عن المراكز الثقافية بكوريا كل اسباب النجاح، وتم فعلا افتتاحه في اكتوبر من العام 2014، ونجح بارك، الذي حصل علي الدكتوراة من مصر، في جذب الكثير من المثقفين والشباب، وأصبح فخورا بنادي اصدقاء الثقافة الكورية، وأمس نظم احتفالية تزامنت مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكوريا، وعد خلالها بالمزيد من الأنشطة التي تدعم العلاقات بين البلدين، وزيادة التبادل الثقافي، وترتيب زيارات الشباب والوفود المختلفة بين البلدين، كما قرر التوسع في تعليم اللغة الكورية لمن يرغب مجانا، وتسهيل تعليم الدراسات الكورية، وتنظيم زيارات فنية للفرق الكورية ومشاهير الأدب والفن إلي مصر، وتنظيم حفلات لهم بمحافظات مصر، لقد نجح بارك في جذب الكثير من المثقفين والنخبة الرسمية والشعبية والشباب إلي المركز الثقافي الكوري بمنطقة الدقي، زوروه لتكتشفوا فوائده بأنفسكم. دعاء : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ.