أكد محافظ أسوان مصطفي يسري علي أن زيارة سفير كوريا الجنوبيةلأسوان وحرصه علي حضور فاعليات اليوم الثقافي الكوري الذي تحتضنه المحافظة يعد خطوة هامة نحو توطيد العلاقات الثقافية والعلمية مع دولة كوريا الجنوبية الصديقة، مما يفتح المجال لمزيد من التعاون البناء سواء علي الجانب الشعبي والثقافي أو العلاقات الرسمية بالشكل الذي يتناسب مع مكانة وتاريخ وعراقة البلدين الصديقين مصر وكوريا الجنوبية، جاء ذلك علي هامش زيارة السفير الكوري تشونج كوانج كيون والمحافظ لجامعة أسوان ضمن فعاليات الإحتفال باليوم الثقافي الكوري رافقه فيها الدكتور بارك جاي يانج مدير المركز الثقافي الكوري بالقاهرة والدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان والدكتور فريد عبد الظاهر عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة أسوان بجانب لفيف من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، حيث أشار مصطفي يسري بأن هذه الزيارة سيكون لها مرود إيجابي علي زيادة معدلات حركة السياحة الكورية الوافدة بجانب فتح المجال أمام الاستثمارات الكورية علي أرض أسوان والتي بدأت بشائرها من خلال توقيع مذكرة تفاهم الأسبوع الماضي مع شركة IMG الكورية والمتخصصة في تصنيع الرخام والجرانيت وإدارة المحاجر بمشاركة واسعة من أكبر الشركات الإماراتية السعودية لإستغلال محجر جرانيت و إقامة أكبر مصنع في الشرق الأوسط في مجال الصناعة الثقيلة لمنتجات الجرانيت، لافتاً إلي أن هذا المشروع العملاق سوف يكون البداية الحقيقية لجذب المزيد من الاستثمارات العالمية والمحلية لتحقيق الاستغلال الأمثل للثروات التعدينية والمحجرية من خلال إقامة مشروعات ذات عمالة كثيفة و أيضاً ذات قيمة اقتصادية مضافة للدخل القومي وخاصة في ظل توافر البنية الأساسية والكوادر البشرية من أبناء المحافظة، علاوة علي الاستفادة من توافر مصادر الطاقة سواء كانت كهربائية أو شمسية أو غاز طبيعي وخاصة أن أسوان أصبحت قاعدة انطلاق إقتصادي و تجاري وسياحي نحو الأسواق الإفريقية بعد افتتاح ميناء قسطل والطرق الدولية وقرب تشغيل ميناء آرقين البري بجانب ما لدي أسوان من مقومات أخري تجعلها مؤهلة لجذب المزيد من الاستثمارات الكورية وغيرها من الإستثمارات الأجنبية المختلفة، وقد أشاد المحافظ بالدور التنموي والتنويري الذي تقوم به الجامعة من خلال مشاركتها في إحتضان لجانب من فعاليات اليوم الثقافي الكوري والذي يؤكد علي أن جامعة أسوان تعد منارة المحافظة العلمية والثقافية والحضارية التي نستمد منها الرؤي والأفكار والخطط المستقبلية لإنارة الطريق نحو التنمية الشاملة التي يستحقها هذا الإقليم الواعد بثرواته ومقوماته والذي يجمع ما بين عبقرية المكان وعبقرية الإنسان، كما يؤكد أيضاً علي أن أسوان كانت ومازالت مركزاً عالمياً لتلاقي الحضارات والتراث الإنساني المتنوع والثقافات المختلفة، ومن جانبه أكد السفير الكوري الجنوبي بأن الهدف من زيارة أسوان هو بحث سبل التعاون بين الجانبين المصري والكوري تمهيداً لإفتتاح قسم اللغة الكورية بكلية اللغات والترجمة بجامعة أسوان مع بداية العام الدراسي القادم لتصبح ثاني جامعة بعد عين شمس بها قسم خاص بتدريس اللغة الكورية، وهو الذي يساهم في التعريف بالثقافة الكورية ونشرها بين طلاب الجامعة، موضحاً بأن تنظيم فعاليات لليوم الثقافي الكوري بأسوان يأتي في إطار تعزيز العلاقات الرسمية والودية بين البلدين ويساهم في فتح أفاق جديدة للتواصل والتقارب و توطيد مجالات التعاون علي مختلف الأصعدة والمستويات بين البلدين وهو أمر في غاية الأهمية وخطوة جادة علي الطريق الصحيح للتنمية والإستفادة من الخبرات والموارد البشرية والإقتصادية بين البلدين علي الوجه الأمثل، لافتاً إلي عمق العلاقات والروابط القوية التي تجمع بين الشعبين الكوري والمصري والتي تعد نموذجا يحتذي به لعلاقات تاريخية قوية ووثيقة بدأت منذ 20 عام تشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والتي توجت بإفتتاح المركز الثقافي الكوري بالقاهرة لتحقيق المزيد من تبادل الثقافات بين الشعبين، وخلال الزيارة أفتتح السفير الكوري ومحافظ أسوان معرضاً للفنون الكورية يضم 10 لوحات فوتوغرافية تحاكي النهضة الكورية الجنوبية من خلال تصوير أهم الميادين والمعالم السياحية بكوريا الجنوبية قديماً وحديثاً بجانب عرض بعض المشغولات التراثية وأدوات الألعاب الترفيهية التقليدية التي تشتهر بها كوريا الجنوبية، وأختتم السفير زيارته بإلقاء محاضرة تناول فيها تاريخ كوريا الجنوبية وخاصة أخر 70 سنة والتي شهدت حدوث الطفرة والنهضة الكورية الجنوبية والتي كان من أهم أسبابها الأهتمام بالتعليم وجودته، بجانب نبذة عن إعلان القاهرة عام 1943 والذي بموجبه نالت كوريا الجنوبية استقلالها عن الإحتلال الياباني لها، علاوة عن الحديث عن العلاقات المصرية الكورية علي مدار العشرين عام الماضية ومناقشة طرق سبل تعزيزها وتوطيدها خلال الفترة المقبلة.