رئيس شركة: مستعدون لتشغيل أي سائق يلتزم بشروطنا لراحة الركاب اللواء البرديسي: محدش يقدر يقف في وجه التكنولوجيا حالة حرب ضارية مشتعلة بين سائقي التاكسي الابيض، وشركات «اوبر وكريم» التي تعمل من خلال تطبيق علي أجهزة الهواتف المحمولة، وتقدم سيارات بسائق لنقل الركاب، وحالة الغضب تصاعدت وتيرتها ووصلت إلي درجة تنظيم وقفات احتجاجية من اصحاب التاكسي لطرد هذه الشركات من مصر ومنعها من العمل.. اصحاب التاكسي يتهمونهم بسرقة زبائنهم وبعدم توفير منافسة شريفة بينهم، ويقولون انهم لايدفعون ضرائب مثلهم وليس لديهم رخص للعمل كأجرة لانهم سيارات ملاكي.. بينما سائقو « اوبر وكريم » يرون ان تجربتهم لاقت استحسانا كبيرا في المجتمع وزاد الاقبال عليهم، لانهم - كما يقولون– هدفهم راحة الراكب – وحمايته وامنه هو غايتهم.. اما المسئولون عن هذه الشركات فقد اكدوا انهم حصلوا علي ترخيص « لتشغيل »التطبيق « فقط ولكن عملهم في نقل الركاب « كتاكسي » هو غير قانوني، وقالوا انهم مستعدون لدمج سائقي التاكسي الابيض بشرط الالتزام بمعايير وشروط « راحة الركاب ».. «الأخبار» استطلعت آراء جميع الاطراف في هذا التحقيق وعرضت القضية بكافة محاورها.. عدد كبير من المظاهرات و الوقفات الاحتجاجية التي شهدها الشارع المصري لسائقي التاكسي الابيض للاعتراض علي تلك الشركة "اوبر" التي وصفوها بأنها خربت بيوتهم لان جميع الركاب تحولوا اليها وابتعدوا تماما عن التاكسي بسبب المعاناة اليومية التي اصبحوا يتعرضون اليها من مضايقات واستفزازات وسرقة من قبل بعض السائقين.. البداية كانت مع سائقي التاكسي الابيض لانهم المتضررون من تواجد هذه الشركات.. حيث يقول محمد حسين احد سائقي التاكسي الابيض يقول: شركة الاوبر الجديدة خربت بيوتنا وسرقت مننا الزبائن " وسائق هذه الشركات يعلم انه يعمل بشكل مخالف ويعلم تمام العلم أنه مخطئ بل لص لانه يسرق الراكب دون وجه حق.. ويرفض ان يذهب إلي قسم الشرطة في حالة حدوث مشاجرة بينه وبين الراكب لانه علي يقين بأن عداد سيارته غير متوافق مع البونديرة التي حددتها الحكومة وانه يتلاعب به. ويضيف عم مصطفي سائق اخر انه يجب علي الحكومة ان تقف بجانب اصحاب التاكسي الابيض لان عددهم كبير جدا، ولديهم اسر وابناء، وهذه الشركات تأخذ ارزاقنا، مضيفا ان قانون المرور يعتمد السيارة الأجرة للعمل والملاكي للاستعمال الشخصي، وبالتالي يطبق علينا نحن كسائقين أجرة كافة المخالفات والضرائب والكشوفات الطبية، وتعفي منها تمامًا أوبر وكريم؛ لاعتمادهما الأساسي علي السيارات الملاكي. ويشير حسن نعمان سائق تاكسي ان عددا كبيرا من المواطنين لا يريد هذه الشركات لانها سيارات ملاكي خاصة بالنسبة للسيدات، كما ان درجة الامان في التاكسي الابيض اكثر من الملاكي، لان العلاقة التنظيمية بين السائق والراكب هي إدارة المرور ومباحث المرور والشرطة، بينما العلاقة التي تربط راكب أوبر وسائقها مجرد إيميل يرسله الراكب للشركة، فلا تتحمل شركة أوبر حماية الركاب علي الإطلاق.. ويقول انه يدفع سنويًا 1500 جنيه مقابل أعمال فحص سيارته وتجديد رخصة المرور، في حين لا تدفع «أوبر» علي سبيل المثال شيئا. يخضعون للقانون الحال بقه مريح علي الآخر .. تلك هي الكلمات البسيطة التي بدأ بها خليل أبو الحسن حديثه بعد فيض المشاعر التي اظهرت ما بداخله من حسرة وألم حيث قال أن تلك الشركات سرقت لقمة عيشنا وجعلتنا نتعرض للاستجداء و العطف بسبب ان سياراتنا اصبحت " عطلانة ".. اما عنها فقد خطفت " الزبون المكرش اللي معاه فلوس من الآخر ".. وتساءل ابو الحسن كيف نحصل نحن عن رخصة مدتها عام واحد لاننا أجرة وهم يحصلون علي رخصة 3 سنوات ؟!.. واستطرد حديثه اننا نعترف بان هناك مجموعة من سائقي التاكسي الابيض ينصبون علي الركاب ويتلاعبون بالعداد حتي يتمكنوا من تغيير البونديرة التي حددتها الحكومة ويرفعون من قيمتها كي يحصلوا علي اموال أكثر علي حساب المواطن البسيط.. لكن تلك الفئة قليلة ويجب ان تخضع للمساءلة والقانون عن طريق الركاب الشرفاء بأن يسلموهم فورا لأقرب قسم شرطة.. واختتم خليل ابو الحسن بان الشركات الخاصة التي تعمل بالسيارات الملاكي كأجرة لا تخضع لاي قانون او رابط ويجب مواجهتها حتي لا يضيع مصدر رزقنا وتتعرض حياة اسرنا للانهيار. اوبر وكريم اما سائقو اوبر وكريم والشركات الأخري فقد اكدوا انهم لا يحاربون التاكسي الابيض ولا يسرقون أرزاقهم، كما يدعي اصحاب التاكسي الابيض، نحن شباب مصريين لم نجد عملا وكنا نجلس علي المقاهي بلا عمل وعندما وجدنا الفرصة في هذه الشركات اسرعنا وبدأنا العمل بها، واكدوا ان الارزاق بيد الله ولن يأخذ احد رزق احد، فيقول احمد شحاتة مهندس نظم معلومات انه تخرج في 2008 ولم يجد وظل يبحث عن عمل حتي وجد في احدي الشركات الحكومية، كمهندس نظم معلومات ولكن بعد التدهور الاقتصادي الذي تمر به البلاد، اغلق القسم الذي كان يعمل به فتم تسريح جميع العاملين به، وظل مدة طويلة بلا عمل حتي سمع عن مشروع تاكس اوبر وكريم، فذهب وتقدم اليه، وهو الان يعمل معهم وتغيرت حياته وبدأ الامل يعود اليه بعد ان كان قد فقده بسبب عدم عمله، واضاف ان السائق في هذه الشركات يوفر حماية لحرية الراكب وامنه، حيث ان من شروط الشركة عدم التحدث في التليفون اثناء القيادة وعدم التدخين وعدم التحدث مع الراكب، كما انه من حق الراكب تقييم السائق، موضحا ان من ضمن شروط القبول في الشركة هو عمل تحليل دقيق للمخدرات، واستخراج فيش وتشبيه. ويشير احمد حافظ صيدلي ان لديه 3 سيارات يعمل بها في شركة اوبر وتوفر له دخلا جيدا يستطيع من خلاله ان يعيش في مستوي جيد هو واسرته، موضحا ان هذا المشروع يوفر عمل للعمالة التي تم طردها من المدن السياحية بسبب عدم وجود سياحة، ويقضي علي مشكلة الركود الاقتصادي في البلد وتحل مشكلة المرور، مشيرا الي ان معظم العاملين في الشركة هم في امس الحاجة إلي عمل. دمج التاكس الأبيض اما اشرف شيحة رئيس مجموعة الطيار المساهم الرئيسي في شركة "كريم دبي" فيقول اننا حصلنا علي ترخيص لتنزيل التطبيق علي الهواتف الذكية، ولكن عملنا في مجال التاكسي غير قانوني، ولكن لا توجد محاسبة علينا لاننا لا نملك سيارات، ولكننا نقوم فقط بتوفير تاكسي لمن يريد الاتصال بنا عن طريق الانترنت، ووصل عدد العاملين لدينا 10 الاف سيارة بسائقيها تعمل معنا وهذا العدد قابل للزيادة لان الاقبال علي العمل لدينا كبير جدا، موضحا انهم يدرسون توفير تطبيق اسمه " كريمة " للسيدات تقوده سيدة وتركبه سيدة للحفاظ علي امان وخصوصية المرأة المصرية، ولزيادة الاطمئنان، كما اننا لدينا استعداد لتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة حتي ندمجهم في المجتمع، ونستطيع استيعاب العاطلين من الشباب الذين يجلسون علي المقاهي بلاعمل، مشيرا الي ان المشروع يكبر ويزداد لان المجتمع متقبل الفكرة، كما اننا نستطبع تشغيل حتي الموظفين لعدد ساعات معينة لتحسين مستوي معيشتهم.. ويطرح اشرف شيحة مبادرة قائلا: مستعدون لدمج واستيعاب اصحاب التاكسي الابيض في المشروع معنا بشرط التزامهم بمعايير وشروط الشركة الخاصة براحة الركاب، هذه المبادرة تقوم علي مبدأ " لا تبحث عن الزبون فقط اتجه إلي الزبون " ولن نأخذ منهم نسبة ال20 % التي نأخذها من اصحاب السيارات الملاكي، ويتم تدريب السائقين وبعدها يبدأون العمل، ويستطيعون العمل عدد الساعات التي يريدونها، ولكنه لا بد ان يلتزم بشروط الشركة وهي عدم تشغيل الكاسيت الا إذا طلب الراكب، وعدم التحدث في الموبايل نهائيا ، وعدم التدخين، وعدم رفع الصوت اثناء الحديث، والالتزام بالسرعات المقررة قانونيا، ولا يتحرك في الشارع كيفما شاء ولكنه فقط ينتظر امرا بالتحرك ناحية الزبون، لان التاكسي الابيض يستهلك 20 % من البنزين في البحث عن الزبون، ويتسبب في ازدحام الشوارع، وهذه المبادرة ستساعد في القضاء علي الزحام والتكدس في الشوارع وستحل ازمة المواصلات وهتحل ازمة الركن في الشوارع، لانه في هذه الحالة لن تجد تاكسيا يسير في الشارع للبحث عن زبون. ويطالب الحكومة بضرورة عمل تشريع هذا التشريع قائم علي منح رخصة مهنية لكل فرد بحيث يعطي الدولة حقها في الضرائب والرسوم بشكل تلقائي عند تجديد الرخصة، ففي لندن كل فرد يعمل في شركات التاكسي يحمل رخصة مهنية، بحيث لا يمكنه ان يتهرب من الضرائب، وتقوم الدولة باعطائه قرضا ميسرا ويشتري سيارة ويعمل بها في شركات اوبر وكريم ويصبح صاحب سيارة وتتغير نظرة المجتمع له علي انه سائق تاكسي، اي ان الدولة يجب ان تنسي المركبة نوعها ايه سواء اجرة او نقل او ملاكي وتنظر فقط علي الرخصة المهنية وتأخذ الضرائب وفقا لها، وبالتالي تضمن الدولة وصول كافة مستحقاتها اليها ولن تتهرب اي شركة من الضرائب لانها تعتمدعلي انظمة تتعامل " بالمشوار " الراكب هو الحكم التقت "الأخبار" بعدد من المواطنين لمعرفة آرائهم عن شركة "اوبر" وغيرها من الشركات التي اصبحت تمثل التاكسي الملاكي او المنقذ من بطش التاكسي الابيض.. حيث قالت الطالبة ايمان سمير بالجامعة الالمانية انها بمجرد ان تتصل بتلك الشركة وتتفق معها علي المكان الذي ترغب في الوصول اليه تعطي لها المسئولة داخل اروقة الشركة مدة لا تتجاوز النصف ساعة ويكون التاكسي الملاكي أمام بيتها علي الرغم من انها تسكن في الهرم.. وبررت ايمان استخدامها للتاكسي الملاكي التابع " لاوبر " لانه آمن أكثر من التاكسي الابيض ويبعدني كل البعد عن مضايقات السائقين أو المخاطر التي يمكن ان اتعرض لها من قبل اي سائق لن يكون في وعيه اثناء القياده كالسرقة او اي شكل من اشكال البلطجة وان إدارة الشركة تبلغني من خلال رسالة علي هاتفي المحمول بتكاليف " المشوار " الذي اقوم به ضمانا بألا أدفع اموالا باهظة او تترك فرصة للسائق بأن يأخذ أكثر من حقه.. بالاضافة إلي ان اسرتها في المنزل هي الاخري تفضل استخدام التاكسي الملاكي ضمانا لامني وسلامتي بالاخص لان سائقي التاكسي الابيض يتلاعبون بالعدادات ويسرقون دون ان يشعر بهم أحد.. واختتمت ايمان حديثها معنا بكلمة واحدة وهي " الراكب هو الحكم ما بين الابيض والملاكي ". أكثر أمانا "التاكسي الملاكي فيه أمان اكثر من التاكسي الابيض " كلمات بسيطة بدأت بها حنان معوض حديثها معنا وخصصت كلماتها عن "كريم تاكسي" الذي عرفته عن طريق إحدي جاراتها وقامت بالاتصال بهم في يوم ما لترسل لها الشركة سياره تاكسي لقضاء "مشوار" تستطيع من خلاله ان تقضي مصالحها.. وأكدت حنان ان التاكسي الملاكي التابع للشركة حضر لها في مصر الجديدة في الموعد المتفق عليه ووجدته أكثر امانا من التاكسي الابيض الذي يتمثل فيه كل اشكال النصب والبلطجة علي حد قولها .. واضافت انها تعرضت في وقت سابق لموقف مع سائق تاكسي ابيض حين طلبت منه ان يقوم بتشغيل العداد فكان رده صادما بالنسبة لها فقال لها "يا هانم لو عايزاني اشغل العداد أدفعيلي 10 جنيه فوق العداد".. فتركت التاكسي مسرعة خوفا من ان اتعرض لبطش ذلك السائق المتهور الذي لا يعير اي اهتمام للقانون واتخذ من السرقة شعارا له.. اما عن التاكسي الملاكي التابع لاي شركة يكون الامان فيه اكثر من التاكسي الابيض ولا نتعرض للسرقة" عيني عينك " عن طريق التلاعب في العداد او دفع اتاوة أخري غير اجرة العداد. غرامه 1200 جنيه من جانبه أكد حازم ابو ستيت رئيس رابطة حماية حقوق التاكسي المصري ان عملهم من خلال سياراتهم تعرض لكل اشكال الانهيار بعد أن دخلت تلك الشركات " كاوبر و كريم كار " إلي السوق المصري.. مضيفا ان تلك الشركات غير قانونية ولا تخضع لاي رقابة او قانون تحد من وجودها.. واننا بعد أن كنا نمارس عملنا لمدة 12 ساعه يوميا أو ما يزيد.. اصبحنا لا نعمل سوي 3 او 4 ساعات فقط وأصبحت لقمة عيشنا في خطر وتتعرض حياة اسرنا يوميا إلي الانهيار لاننا لا نستطيع ان نوفر لهم متطلبات الحياة الكريمة وذلك بعد أن خطفت تلك الشركات " الزبون " مننا وأحنا بقينا " بنهش " علي حد قوله .. واختتم رئيس رابطة حماية حقوق التاكسي المصري ان سائق التاكسي الملاكي عندما يقع في يد السلطات الامنية هي تلك الغرامة 1200 جنيه التي يدفعها ثم يغادر وكأنه لم يرتكب اي جريمة.. وأكد أنه حاصل علي بكالوريوس علوم إدارية ومتزوج وله طفلان. و من جانبه أكد اللواء حسن البرديسي مدير مرور القاهرة ومساعد وزير الداخلية السابق أن حرب التاكسي بين السيارات الاجرة وسيارات الشركات الخاصة " اوبر وكريم كار " بدأت منذ فترة وليس من حق اي شخص ان يسلم اي سائق من سائقي الشركات الخاصة لجهاز الشرطه لان ذلك يعتبر تعدي علي حقوق الاخرين.. وأضاف البرديسي ان تلك الشركات مرخصة قانونا ولا يملك اي شخص منعهم من ممارسة عملهم.. وقال اننا نواجه فكرة جديدة وهو نوع من التطور لسيارات الاجرة " محدش هيقدر يقف ضد التكنولوجيا والتطوير ".. رافضا أن يتدخل سائقي الاجرة في ما لا يعنيهم وعليهم فقط ان يهتمون بلقمة عيشهم.. ووجه مدير مرور القاهرة السابق رسالة لسائقي التاكسي الاجرة بأن يطوروا من انفسهم بأن ينشئوا شركة خاصة بهم ويرسلون رسالة طمأنة للمواطنين بأنهم هم الذين سيتصدون إلي السائق الذي يتجاوز علي كل المستويات لان الناس لجأت إلي سيارات الشركات الخاصة لشعورهم بالامان.