في تحد صارخ لمباحث المرور ظهرت مجموعات كبيرة من السيارات الملاكي في شوارع القاهرة رافعين لافتات "أجرة".. ضاربين بالقوانين المنظمة لعمليات نقل الركاب عرض الحائط فضلاً عما يمكن أن تسببه تلك السيارات من خطر علي أمن الوطن والمواطن.. سائقو الأجرة غاضبون لأنهم يلتزمون بسداد الضرائب والتأمينات بينما ضاعف الشلل المروري من أزمتهم ووضعهم مع آلاف الأسر الذين يعتبرون التاكسي مصدر رزقهم الوحيد في ورطة. يقول محمود الأهواني - سائق تاكسي - أعمل ليل نهار من أجل دفع الأقساط في الموعد المحدد وأقوم بتسديد الضرائب والتأمينات بخلاف التجديد والإحلال علماً بأنني أعيش بالكاد من أجل ألا تتوقف الحياة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد كل ما يؤرقني هو ظاهرة السيارات الملاكي التي قام أصحابها بتحويلها إلي تاكسي أجرة عن طريق طلائها باللون الأبيض أو الأسود وتركيب لافتة أجرة عليها ويري أن هذا ليس عدلاً وتضييقاً في الرزق لأن ما يسري علي سائقي التاكسي لا يسري علي الهاربين من قوانين المرور ويتمني أن يؤخذ ضدهم كل الإجراءات القانونية اللازمة للحد منهم. مزاحمة في الرزق يضيف أحمد أكرم سائق تاكسي علينا التزامات مالية كبيرة تبدأ من قسط التاكسي فقد اشتريت التاكسي الجديد ب 120 ألف جنيه بالتقسيط وملتزمون بسداد الضرائب سنوياً وأحياناً يقوم الموظف بشراء تاكسي للعمل عليه بعد الظهر لزيادة دخله وهنا يقاسمنا في مصدر رزقنا الوحيد ولكن نعتبر أنه يعمل في إطار قانوني عكس صاحب الملاكي الذي يسدد التراخيص كل 3 سنوات ومع ذلك يزاحمنا في المواقف ويأخذ الدور علي الرغم من أنه لا يلتزم بالبنديرة لعدم وجود عداد للسيارة حيث يتفق مع الراكب من البداية علي الاجرة. أين المرور؟ يتساءل أحمد إمام أين ذهب رجال المرور الذين يتصيدون لنا الأخطاء يومياً ويحررون لنا المخالفات بالوقوف في الأماكن الممنوع الانتظار فيها أو عدم تشغيل العداد وكذلك الأكمنة المرورية والتي يتم التفتيش فيها عن طفاية الحريق ورخصة القيادة ورخصة السيارة ولماذا يسمحون لهذه السيارات بالعمل بالمخالفة للقانون دون تحرير أي مخالفات مرورية لهم فهم يسيرون بشوارع القاهرة ويقفون للركاب أمام أعين رجال المرور. محيي محمد - سائق تاكسي أبيض - يقول إن ما يحدث هو غش واضح من أصحاب السيارات الملاكي الذين قاموا بتحويلها إلي أجرة استغلالاً لعدم قدرة الراكب علي التفرقة بين التاكسي الأبيض والسيارة الملاكي بيضاء اللون علماً بأن رجال المرور علي علم بذلك كما أنهم لا يطبقون القوانين إلا علينا نحن الملتزمون ويري أن المساواة في الظلم عدل. يستغيث جمال محمود من هذه الظاهرة التي قد تسيء لأصحاب الاجرة الأصليين ويقول معظم من قاموا بتحويل سياراتهم من ملاكي إلي أجرة بلطجية ويستخدمون هذه الحيلة للسرقة والضحية هو المواطن المسكين الذي لا يفرق بين التاكسي الأصلي و"المضروب" الذي يتعرض للسرقة بالإكراه وإلقائه من التاكسي بطرق مخيفة في الأماكن المتطرفة والمحاضر بأقسام الشرطة ليس لها جدوي حيث لا يتم التوصل للجاني لأن أرقام السيارة تكون مزورة. أما عصام محمد سائق أجرة قديم فيقول إنه يسدد الضرائب علي التاكسي الأسود رغم قلة مورده وكذلك تجديد الرخصة ثم نفاجأ بأصحاب السيارات الملاكي يحولونها إلي أجرة ويزاحموننا في أرزاقنا ويحرمون الدولة من حقها في تحصيل الضرائب والتأمينات مثلنا. عبدالنبي إبراهيم - أحد سائقي الملاكي يروي قصته قائلاً: كنت أعمل سائقاً بإحدي الشركات بالسعودية لمدة 20 سنة وبعد عودتي لم أجد أي فرصة عمل مناسبة نظراً لكبر سني فاشتريت سيارة ملاكي للعمل بها في إحدي شركات السياحة فكان يتم الاتصال بي عندما يريد أحد السائحين الذهاب لمكان معين "ليموزين" وكانت الشركة تحصل علي نسبة ولكن في فترة الثورة قل عدد السائحين في مصر واستغنت عني الشركة فاضطررت إلي دهان سيارتي باللون الأبيض والعمل كسائق تاكسي وساعدني في ذلك أن الراكب لم يعد يفرق بين التاكسي والملاكي. خطر علي الطريق تقول صفاء عبده موظفة أسكن بمدينة نصر بإسكان الضباط وهناك لا توجد وسائل مواصلات داخلية سوي التاكسي للانتقال إلي داخل مدينة الزهراء وكنا في البداية لا نلاحظ الفرق بين السيارة الاجرة والملاكي إلي أن علمنا أن السيارة الأجرة لوحتها المعدنية لونها برتقالي والملاكي لونها أزرق ولكن هذا الفارق لا يعلمه الكثيرون مما قد يعرض أي شخص للخطر إذا استخدم أحد اللصوص هذه الطريقة للسرقة أو الاختطاف لعدم وجود رادع وغياب رجل الأمن في الشارع المصري. تروي عزيزة أحمد الجدع مأساة تعرضت لها قائلة: اسكن بحي باب الشعرية وأثناء توجهي لشراء التموين الشهري استوقفني مجموعة شباب واختطفوني بداخل تاكسي أبيض وقاموا بتخديري وسرقة ما معي من نقود ومشغولات ذهبية والقوا بي بمدينة الحرفيين وعندما أفقت علمت من شخص أن هذا الحادث يتكرر يومياً وحرر ابني محضراً بقسم الشرطة لكن دون جدوي. مخالفات بالجملة بمواجهة اللواء مصطفي حلمي مساعد مدير مرور القاهرة للتراخيص قال إن صاحب السيارة الملاكي عندما يحولها إلي أجرة يعتبر مخالفاً لشروط التراخيص حيث يقبل ركاب بالأجر والسيارة ترخيصها ملاكي وعندما يتم ضبطه يتم سحب الرخص وإلغاء الترخيص ويقوم صاحب السيارة بالترخيص من جديد. أما في حالة تغيير لون السيارة فهذه كارثة حيث يخالف المادة 17 من قانون المرور 121 لسنة 2008 ونصها "علي المرخص له إخطار قسم المرور المختص قبل إجراء أي تغيير في الأجزاء الجوهرية للمركبة وبكل تغيير جوهري في وجوه استعمال المركبة أو في وصفها بما يجعلها غير مطابقة للبيانات المدونة بالرخصة". والعقوبة هنا لها شقان غرامة وعقوبة سالبة للحرية قد تصل للحبس حسب تقدير وكيل النيابة.