الأوبر: نؤكد صحة الأوضاع القانونية للشركة سائقو التاكسى الأبيض: نحن ندفع الضرائب وشركة "أوبر" لا تخضع للقانون
تتصاعد حدة الصراع بين سائقي التاكسي الأبيض وشركة "أوبر"، ويرفع سائقو التاكسي الأبيض شعارات الدفاع عن الطبقات الكادحة و"أكل عيش الغلابة" وغيرها، مطالبين بمنع " أوبر" من العمل في مجالهم. و"أوبر" هي خدمة تاكسي تعمل عبر تطبيقات الهواتف الذكية "GPS"، من خلال سيارات ملاكي خاصة مرتبطة بالتطبيق بواسطة الانترنت، غير أنها فرضت نفسها مؤخرًا في الشارع المصري، لما تتمتع به من آمان وجودة في الخدمة، حسبما ظهر رد فعل المواطنين منها، ولهذه النقاط يفضل الكثيرون أوبر على التاكسي الأبيض. العداد وكان ظهور التاكسي الأبيض وتفضيل المواطنين لركوبه على ركوب التاكسي الأبيض والأسود القديم يعود إلى وجود "العداد"، فكان ركوب التاكسي القديم الأبيض والأسود يحدث بداخله نقاش وتصل لمشادة ومد الأيدي بين السائق والراكب بسبب الأجرة، وهربًا من الاستغلال، لذلك قرر الكثير من المواطنين الاتجاه للتاكسي الأبيض ذو العداد لضمان وجود حكم عدل بينهم وبين السائقين. هذه الميزة شبه اختفت حاليًا، رغم وجود العدادات في التاكسي الأبيض، إلا أن عبارة "العداد مش شغال يا أستاذ" أصبحت سائدة بشكل كبير، ويطلب بعدها السائق أجرة مبالغ فيها بشدة، ليدخل الراكب في نفس السجال الذي كان قد هرب منه بتركه التاكسي الأبيض والأسود. وبشكل آخر، يستخدم بعض السائقين العدادات، لكن الراكب يجد الأرقام في العداد تجري بسرعة الحصان الأخضر الذي يظهر فيه، وتجد أن الزيادة مع الكيلومتر ليست 14 قرشًا حسب التعريفة الرسمية بل تصل ل28 وأكثر في بعض الأحيان، وهو بالطبع ما يجعل الأجرة زيادة على معدلها الطبيعي. التعريفة الليلية وهى حيلة أخرى يستخدمها عدد من سائقي التاكسي الأبيض وهي الضغط على الزر الثالث للعداد، وهو الخاص بما يعرف ب"التعريفة الليلية"، أو البعض يطلق عليها "السياحية"، وهي ما تجعل الكيلومتر أعلى من سعره الطبيعي ويتضاعف ثمن أجرة المشوار الضعف أو أكثر، بالإضافة إلى عدد من الألاعيب الأخرى التي يستخدمها عدد من السائقين ل"اللعب في العداد" لكسب أكثر مما يستحق، ما جعل الراكب يفقد الثقة في التاكسي الأبيض. في المقابل يقدم "أوبر" خدمته بأسعار معروفة ولا تتغير، ما يجعل الراكب يتجه للتعامل معه بنفس المنطق الذي هجر به التاكسي الأبيض والأسود ليستخدم التاكسي الأبيض في بداية ظهوره. "معيش فكة" وقالت هبه علي:"إن سائقي التاكسي الأبيض اعتادوا على عدم إعادة الباقي من ثمن المشوار، فمثلًا إذا كان حسابك 17 جنيهًا وأعطيت السائق 20، لا تتوقع عادة أن تحصل على ثلاث جنيهات من السائق، فعدد من السائقين يتغاضون عن إعادة الباقي، والحجة عادة "معيش فكة"، وهو ما لا يحدث مع "أوبر"، لأنه يسحب ثمن المشوار من بطاقة الائتمان مباشرة وبدقة دون زيادة، ما يجعله مفضلًا على التاكسي الأبيض لدى الكثيرين. النظافة يحب راكب التاكسي أن تكون السيارة التي يستقلها نظيفة وفي حالة جيدة، ويتساءل بعض سائقي التاكسي الأبيض: "هو الراكب ليه إيه غير إنه يوصل المشوار بتاعه؟"، والإجابة لهذا السؤال هي أنه من المفترض أن ما يدفعه الراكب هو نظير استئجار السيارة للفترة بين ركوبه ونزوله منها، كما أن الأزمة المرورية جعلت السيارة محل جلوس ربما لفترة تتعدى الساعة والساعتين وأكثر في بعض الأحيان، فإذا كانت السيارة في وضع سيئ، والكراسي متهالكة، ورائحة السجائر تملأ جنباتها، بالإضافة إلى المشهد المعتاد ل"بصق السائق من الشباك وما يصحبه من أصوات"، كلها أسباب جعلت بعض الركاب يفضلون "أوبر"، الذي يشترط على سائقيه أن تكون سياراتهم جديدة وبحالة جيدة مع عدم تكرار الأفعال السابق ذكرها. اختيار الزبائن والطريق وقال الدكتور "رامى نجيب": "فقط في مصر يختار سائقو التاكسي زبائنهم وليس العكس، ففي كل دول العالم المتقدمة، يقف التاكسي وتركب ثم تخبره على وجهتك، إلا في مصر، فعليك أن تشير له ثم تقف وتسأله إذا كان يرضيه أن يوصلك مشوارك، وإما أن يوافق أو لا، وبعضهم يرفض المشوار إذا كان قصيرًا، لن يحصل منه على قدر كبير من المال، ويأتي رد السائقين بجمل مكررة مثل "الدنيا زحمة" أو "مش طريقي"، فيما يكتفي بعض السائقين بهز الرأس نافيًا أو النظر إليك باشمئزاز، أو حتى عدم النظر إليك من الأساس ويتركك ويرحل. وأضاف نجيب ل"المصريون" كذلك في كل دول العالم المتقدم من حقك كراكب أن تختار طريقك، إذا كان للمكان المقصود عدة طرق، إلا في مصر، يجادل كثير من السائقين معتقدًا أن له حق في اختيار الطريق، مكررين الجملة "الراكب راكب والسواق سواق"، كما يمكن أن يرفض توصيلك إلى المكان الذي تقصده إذا صممت على طريق معين. كما أن الجملة الأشهر بين الكثير من السائقين حتى بعد توصيلك فهي "مبخشش شوارع جانبية". وعلى الجانب الآخر، يفضل البعض "أوبر" لأنه يأتي إليك مباشرة ليوصلك محل ما تريد حسب الطريق الذي تريده دون اعتراض، بل ويدخل الشوارع الجانبية. "الرغى والشتيمة والحوارات" لا يتوقف عدد من سائقي التاكسي عن الكلام، كما لا يتوقف عدد منهم عن الشتيمة في كل السيارات والسائقين أو حتى في أحوال البلاد بألفاظ نابية، ما قد يضايق الراكب. كذلك ظهر في الفترة الأخيرة عدد من سائقي التاكسي الأبيض «بيحوروا»، فحين تركب بجواره يمسك بهاتفه ويتحدث ثم يبكي ويبدأ في قص رواية حزينة عن قريب ما توفي وليس معه ثمن الكفن، أو آخر في المستشفى وبحاجة لنقل دم، وغيرها من القصص المأساوية، ليطلب منك أموالًا بعد ذلك، فيما يشبه التسول.. أو النصب، وبالطبع لا يحدث ذلك مع «أوبر». الأغانى وقال شهاب عادل:"إن معظم سائقي التاكسي الأبيض اعتادوا تشغيل الأغاني الشعبية الحزينة والكئيبة، أو حتى أغاني المهرجانات، مع رفع الصوت بشدة لدرجة تضايق الركاب، ما لا يحدث عادة مع "أوبر" ما يجعل البعض يفضل الأخير. كل سنة وأنت طيب مع حلول الأعياد والمناسبات يطلب بعض سائقي التاكسي الأبيض «عيدية» من الراكب، بل وبعضهم يعتبره حقا مكتسبا، فيمكن أن يطلب منك في مشوار تكلفته 20 جنيهًا 50، مصحوبة بعبارة «كل سنة وأنت طيب»، وإذا رفضت يمكنك أن تسمع جملة مثل «يا عم احنا غلابة أنت بتكسب قد كده»، دون معرفة مسبقة بما تكسبه أو إجمالي مرتبك، الذي قد يكون أقل منه هو شخصيًا. وعلى الجانب الآخر لم تظهر في "أوبر"، حتى اللحظة، ظاهرة "كل سنة وأنت طيب". التحرش لا يمكن تعميمها إلا أن كثيرًا من الشكاوى نقلتها فتيات على مواقع التواصل الاجتماعي عن تحرش بعض السائقين بهن، أما أهم أدوات التحرش فهي المرايات الكثيرة التي يضعها السائق في جانب السيارة ليخطف النظر إلى الفتاة التي تجلس بالخلف، والتي أثارت استياء الكثير من النساء والفتيات، بالإضافة إلى بعض كلمات أو أحاديث يحاول بعض السائقين أن يتحرشوا من خلالها بالراكبات، وهو ما لم يظهر حتى اللحظة أيضًا في "أوبر". حوار سائق " الأوبر" و"التاكسي الأبيض" ومن جانب أخر قال "محمد بدوى "، أحد سائقي تاكسي "أوبر": إن الصراع امتد إلى "نصب الكمائن"، إذ أقدم سائق تاكسي أبيض، على "نصب كمين" لسائق "أوبر"، حيث اتصل به وسلمه لإدارة المرور، وهي الواقعة التي تكررت ثلاث مرات خلال اليومين الماضيين. وأضاف بدوي ل"المصريون":"الشركة بعتت لنا إميلات تأكد لنا إن وضعنا قانوني، ولكن طلبت الحذر والحرص، حتى لا نتعرض لمضايقات من التاكسي الأبيض و المرور، لغاية ما اليومين دول يعدوا على خير". وتابع " بدوي ": "وجاءت مخاطبة الشركة لسائقيها، على خلفية الكمائن التي نصبها عدد من سائقي التاكسي الأبيض لتسليم سائقي تاكسي "أوبر" لإدارة المرور، وذلك بعد أيام من المؤتمر الصحفي الذي عقده عشرات سائقي التاكسي الأبيض بالتعاون مع المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بنقابة الصحفيين، الأربعاء الماضي. ورد "سيد ربعي" سائق تاكسي أبيض على "بدوي" قائلا: "نحن ننتقد مزاحمة الشركات الخاصة والسيارات الملاكي، لنا في رزقنا ومصدر دخلنا"، ونحن ندفع الضرائب والتأمينات، ونخضع للقانون، والفحوصات الدورية، من أجل العمل، فيما لا تخضع الشركات الجديدة للقانون، لأنها تعمل بسيارات ملاكي". وأجاب "بدوي " قائلا: أؤكد قانونية أوضاع شركة أوبر، كما إننا حصلنا على دورات تدريبية في الجامعة الأمريكية بالتحرير، للتعامل مع تطبيق الشركة على الهواتف المحمولة، ولكيفية التعامل مع مستخدمي التطبيق، كما أن الشركة يتواجد بها ناس محترمة، بتتعامل بمبدأ احترام الزبون أولا، ودخلت المنافسة بسبب تدهور أحوال النقل في مصر". وأضاف بدوي: "من كام يوم ركبت معايا زبونة من التجمع الخامس، قالتلي: أنا راكنة عربيتي تحت البيت، وبستخدم أوبر، وبآمنه يوصل بنتي الصغيرة في أي مكان، لأنه خدمة آمنة، وبيبقى معايا رقم تلفون السائق، ورقم شاسيه العربية، والتواصل مع الشركة في أي طوارئ".