أرجو أن يكون من أولويات الحكومة الجديدة إعادة رأب الصدع في العلاقات مع الدول العربية وفتح الطريق لتعاون وثيق مع جيران الغرب والجنوب ليبيا الثورة والسودان الشقيق فهما البعد الأمني لمصر. وكنت أظن أننا سنبادر بتكثيف التعاون مع الشقيقة ليبيا في إعادة البناء من خلال دمج الشعبين الشقيقين حيث من المقدر أن تنفق ليبيا عشرات المليارات من الدولارات علي إعادة البناء وأول خطوة في هذا المجال لابد من الاتفاق علي تيسير الدخول إلي البلدين للمصريين والليبيين وإلغاء التأشيرة كما كان يحدث في الماضي.. وإذا كانت هناك مخاوف من تهريب الأسلحة فإن ذلك يتم من طرق أخري غير شرعية عبر الحدود الممتدة بين البلدين. ان ليبيا تحتاج إلي ملايين المصريين للمشاركة في إعادة البناء خاصة ان الليبيين يقدرون مشاركة المصريين في دعم الثورة ضد نظام القذافي ونحن الأقرب إلي الأشقاء الليبيين من خلال علاقات النسب والقرابة مع آلاف الأسر الليبية التي عاشت بين مصر وليبيا. إن الشعب الليبي الشقيق هو امتداد للشعب المصري يفرح لأفراحه ويألم لأحزانه.. يشاركنا في الآمال والطموحات لبناء دولة حديثة سواء في مصر أو ليبيا. السيد رئيس الجمهورية.. السيد رئيس الوزراء يجب ان نجعل مصالح الشعبين فوق كل الاعتبارات.. وتبادل المصالح هو الذي يعمق علاقات التعاون بين الشعوب. ان ليبيا في حاجة لمصر.. ومصر أيضا في حاجة للمشاركة والمساهمة في إعادة بناء ما دمر خلال أحداث الثورة ضد نظام القذافي.. وقد اتفقت في الرأي مع احد السياسين الليبين علي ضرورة انفتاح البلدين وازالة المعوقات أمام حرية الانتقال حتي يكون لمصر نصيب الاسد في خريطة اعادة الاعمار الليبية. يجب أن نخرج من الانكفاء علي الذات وننطلق في علاقاتنا العربية خاصة مع ليبيا وهي منفذنا للشمال الافريقي، والسودان وهي منفذنا لقلب القارة الافريقية. إننا يجب ألا نربط مصالح الشعبين المصري والليبي بالعلاقات بين القيادات السياسية بقدر ما تكون هذه العلاقات داعما أكبر للمصالح المشتركة وزيادة التبادل التجاري والاقتصادي والسعي لإقامة شركات مشتركة تخدم شعبي البلدين في شتي المجالات في الصناعة والخدمات والمقاولات والصيد وجميع المجالات الأخري التي تعود بالفائدة علي الشعبين الشقيقين. لقد حزنت عندما أرسلت ليبيا 01 آلاف شرطي ليبي للتدريب في إحدي الدول الشقيقة في برنامج تكلفته 04 مليون دولار، بينما مصر التي تمتلك أكاديمية الشرطة ومراكز تدريب علي أعلي مستوي ومجاورة تماما للشقيقة ليبيا يتم استبعادها من هذا البرنامج. انني أتمني ان أري خطوات نحو دعم التعاون المصري الليبي لأنه تعاون أزلي ومصيري تحتاج إليه البلدان، والأمر يجب أن يمتد إلي دعم وتطوير العلاقات مع كل الدول العربية الشقيقة خاصة دول مجلس التعاون الخليجي وقد بدأ ذلك بزيارة الدكتور مرسي للمملكة العربية السعودية والتي كان لها أكبر الأثر في تطوير العلاقات المصرية السعودية وبالتأكيد يجب دعم العلاقات مع دولة الامارات فهي امتداد طبيعي للأمن القومي المصري وأيضا سلطنة عمان ومن المهم أيضا أن تكون لنا علاقات متميزة مع دولة قطر ومملكة البحرين والعراق الشقيق والأردن ولبنان واليمن وسوريا بعد استقرار الأوضاع فيها. ان العلاقات المصرية العربية هي حجر الزاوية لأي انطلاقة جديدة في التنمية والتقدم واستثمار الثروة البشرية المصرية لصالح مصر والعرب.