«ادخلوا الغرف.. أغلقوا الأبواب».. كانت هذه هي الأوامر التي سمعها المرضي من العاملين بالمستشفي. يمكن التعامل مع هذه النداءات علي أنها إدارة حكيمة للأزمة، لكن المفارقة أن المرضي أكدوا أن الإدارة طلبت من الممرضات الهرب! وعندما رفضن إطاعة الأوامر تم إغلاق الأبواب عليهن!! «صرخات واستغاثات المرضي للبحث عن طفايات حريق كانت تملأ المكان في ظلام دامس يصاحبه دخان كثيف يصيب الجميع بالاختناق.. هكذا وصفت نبيلة.م ما حدث. وأضافت أنها كانت مرافقة لزوجها المريض، وقالت: فوجئت برائحة دخان تتسرب الي الغرفة وأصوات صراخ يزداد بالخرج فاسرعت لاستكشف ما يحدث.. وأضافت انها بمجرد فتح باب الغرفة فوجئت بدخان كثيف يحجب الرؤية ولكنها سمعت أستغاثات من الموجودين، وبدأ البعض البحث عن طفايات حريق التي انعدمت من المستشفي، سمعت أحد العاملين بالمستشفي يأمرها بحدة بأن تدخل الي الغرفة وتغلق أبوابها قائلا: لن تتأثري بالدخان داخل الغرفة!!.. وتؤكد أنها شعرت بالخوف علي زوجها وأخذت تستغيث حتي جاء لها شاب حين سمع صوتها وساعدها بكرسي متحرك ووضع زوجها عليه وخرج حاملا المحلول وقسطرة تم تركيبهما له من قبل للعلاج.. واستطردت الزوجة حديثها قائلة : بعض الممرضات رفضن طاعة أوامر الادارة بالخروج من المستشفي وترك المرضي دون مساعدة مما دفع الإدارة الي إغلاق الأبواب عليهن».. واضافت انها عندما وصلت بزوجها للطابق الأرضي طلبت المساعدة من أحد العاملين للاتصال بذويها ولكنهم رفضوا فخرجت مسرعة للشارع تستعين بالمارة ووقف أحد الشباب يستقل سيارته الخاصة وبادر بمساعدتها. دخلت هالة عوض إبراهيم «43 سنة» المستشفي لاستئصال الغدة فأخرجها الحريق، وتقول: «جرس إنذار الحريق هو ما أيقظنا، لنجد الدخان يملأ الغرفة فخرج زوجي ليكتشف حريقاً هائلا وأدخنة تحجب الرؤية». وتوضح أن زوجها «ناصر محمد» حجز لهم جناحا بالمستشفي حتي يبقي معها هو وأولادهما خلال فترة علاجها.. منعهم احد العاملين بالمستشفي.. وطلب منهم الالتزام بغرفتهم وغلق الأبواب فاتصلوا بأحد الأطباء من أصدقائهم ونصحهم بأن يبللوا ملاءات الأسرة المصنوعة من القطن ووضعها علي الأنف والفم لتقلل من استنشاق الدخان وتشير إلي أن هذا هو ما كان سببا في نجاتهم. واضافت أنهم ظلوا محجوزين بالغرفة لأكثر من ساعتين دون أن ينقذهم أحد، بعدها فتحوا نافذة الغرفة ليصرخوا ويستغيثوا وأخيرا صعد إلينا أحد جنود الإطفاء علي سلم وحملهم واحدا واحدا تلو الآخر من الطابق الرابع نقلهم لتلقي العلاج بمستشفي سموحة.