أزعجني وهالني ما حدث في احتفال جامعة القاهرة للعالم الجليل د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أكبر وأقدم مؤسسة دينية علمية إسلامية في العالم ،فما تعرض له الإمام الأكبر لا ينال من مكانة واحترام شيخنا الجليل فقط ، وإنما ينال من تلك المؤسسة الإسلامية العريقة، ومن علمائها الأجلاء. وزاد الطين بلة أن نجد المرشد العام لجماعة الإخوان يتصدر المشهد في احتفالٍ يحمل خصوصيةً لكل المصريين، في حين تتواري مكانة شيخ الأزهر في المناسبة ذاتها بهذه الصورة غير اللائقة التي لا يرضي عنها مسلم سنيٌّ واحدٌ علي امتداد الكرة الأرضية! صحيح أن د. محمد مرسي- رئيس مصر- اعتاد أن تكون للمرشد العام المكانة الأعلي في أية مناسبة، واعتدنا أن نشاهده يقبل رأس الرجل اعترافا بأفضاله ، وعرفانا بدوره في الجماعة ،لكن كل ذلك لا يمكن أن يدفع الرجل الذي وصل إلي سُدَّة الحكم لتصفية الحسابات مع المؤسسة الدينية التي يعلم الجميع مواقفها السابقة والمعلنة من جماعة الإخوان! إنني علي يقين من أن ما حدث مع شيخ الأزهر لم يكن مجرد ارتباك في المشهد التنظيمي الذي يفرضه البروتوكول، أو مجرد غضبٍ غير معلن علي الشيخ الجليل لأنه استضاف مؤتمرا في بلدته لمنافس د. مرسي في الانتخابات الرئاسية ! ولا لكون أن العالم الجليل د. أحمد الطيب هو صاحب وثيقة الحريات التي تتضمن حرية العقيدة ،والرأي، والتعبير، والبحث العلمي، والفن، والإبداع الأدبي لهذا فإن ما حدث مع شيخ الأزهر كان لغرض في نفس يعقوب! فلا يخفي علي أحد العداء التاريخي بين الأزهر والجماعة !! وما دفعني لقراءة المشهد علي هذا النحو؛ تصريحات د. ياسر علي-المتحدث باسم رئاسة الجمهورية-حول مكالمة الاعتذار والتوضيح التي قيل أن الرئيس أجراها مع فضيلة الإمام الأكبر، في الوقت الذي نفي فيه الأزهر تلك المكالمة جملا وتفصيلا !! إن لمارتن لوثر كينج مقولة شهيرة يقول فيها : إنك لست محاسبا فقط- علي ما تقول ، ولكنك محاسب أيضا علي ما لم تقل حين كان يجب أن تقوله وقد سعدت بما نشر يوم الأربعاء المنصرم في بعض الصحف حول مكالمة د. مرسي مع الإمام الأكبرشيخ الأزهر، لتهدئة غضب الجميع ، برغم أن الاتصال جاء متأخراً وبعد طول انتظار !! ولكن أخشي ما أخشاه ألا يكون ما حدث .