شرىف رىاض تفاءلنا خيراً لانحياز الرئيس محمد مرسي للأزهر الشريف واختياره ليؤدي بين رحابه وشيوخه وعلمائه أول صلاة جمعة أقيمت بعد إعلانه كأول رئيس شرعي منتخب للبلاد.. في إشارة صريحة لاحترامه وتقديره لمكانة الأزهر وشيخه الجليل فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب وتأكيد حرص الرئيس في الحفاظ علي هيبة المؤسسة الدينية العالمية العريقة كمرجعية دينية وإسلامية للبلاد. استتبعها د. مرسي برسائل طمأنينة أخري بددت مخاوف بعض معارضيه من سطوة المد الإخواني والوهابي وفرض سطوته علي المصريين! وسواء اتفقنا أم تشككنا فالمؤكد أنها تعلي من شأن الدولة المدنية وتشيد بالقضاء وتعظم من دور الجيش والشرطة والقضاء وتقر التزامها بالقانون وشرعية الأحكام الدستورية والإعلان الدستوري المكمل الذي ترفضه الجماعة ويلفظه الميدان! كلها مؤشرات إيجابية عن نية رئيسنا خلع كل عباءات التبعية والتحرر من حكم المرشد وقبضة الإخوان وتصريحاتهم المتناقضة مع مواقف الرئيس المعلنة! آن الأوان ليكون للرجل لسان واحد ناطق باسمه نحاسبه عليه لا ألف صوت نشاز يؤخذ عليه! فللكرسي احترامه وللقصور الرئاسية قوانينها وبروتوكولاتها المشددة.. تجاوزها قد يسبب كوارث وأزمات دولية! وما الإساءة لشيخ الأزهر وانسحابه من احتفالية جامعة القاهرة إلا امتداد لهذه الغوغائية! مضت 27 ساعة دون اعتذار أو إعلان عن إجراء تحقيق أو اسم المسئول الذي سلب شيخ الأزهر حقه في الجلوس بالصف الأول بصفته ولرفعة منصبه الذي يعادل درجة رئيس وزراء وربما أعظم منزلة! لو حدثت هذه الواقعة في أي مكان آخر لانتفض لها العالم.. لكن أن تهان مؤسسة الأزهر علي أرضه دون أن تهتز شعرة بين أجساد أبنائه فالمصيبة أعظم يا سادة!