مضيق هرمز قبل دخول الحظر علي استيراد النفط الإيراني إلي حيز التنفيذ، يوم الأحد الماضي (أول يوليو)، كانت واشنطن قد أكملت استعداداتها، لمواجهة جميع الأخطار المحتملة، لقرار وصف بأنه الأشد في قائمة العقوبات الاقتصادية المفروضة علي إيران. وقد عبرت قبل ذلك بساعات حاملة طائرات أمريكية، وثمانية كاسحات للألغام لمنع التهديدات بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي عن طريق تلغيمه. ويعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية وأكثرها حركة لناقلات النفط في العالم، وهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر، ويعبره 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة.ويبلغ عرضه 50 كيلو مترا وعمقه 60 مترا. وكان120 نائبا إيرانيا من أصل 290 نائبا في البرلمان الإيراني ، قد وقعوا بالفعل يوم الاثنين الماضي، مشروع قانون يرمي إلي منع ناقلات النفط المتجهة إلي بعض الدول الأوروبية من عبور مضيق هرمز، بعد فرض حظر علي النفط الإيراني في الأول من يوليو. والتعزيزات الأمريكية التي تمت علي مدي أسبوعين، لم تسبقها أي ضجة إعلامية كالمعتاد، وكان الهدف منها ضمان حرية تحرك ناقلات النفط، وإلي طمأنة إسرائيل بأن الولاياتالمتحدة تأخذ علي محمل الجد مضي طهران قدماً في برنامجها النووي المثير للجدل، وقد نقلت "نيويورك تايمز" عن مسئول رفيع في البنتاجون قوله إن الرسالة الموجهة إلي الإيرانيين هي: لا تفكروا ولو للحظة بإغلاق مضيق هرمز لأننا سننزع الألغام. لا تفكروا في إرسال الزوارق السريعة لمضايقة سفننا الحربية أو التجارية لأننا سنقوم بإغراقها. وتردد ان البحرية الأمريكية تملك ثماني كاسحات ألغام أي مرتين أكثر من العدد العادي وطائرات لا يرصدها الرادار من طراز "إف 22" ومقاتلات زإف 15س تم نشرها في قاعدتين محليتين في المنطقة إضافةً إلي حاملات الطائرات والقوات المرافقة لها. وقد أكد خبراء النفط في الخليج أن أسعار النفط سترتفع فعليا بعد تطبيق العقوبات الأمريكية والأوروبية الاقتصادية علي إيران، مما سيفيد شركات النفط العالمية، ذلك لأن معظم هذه الشركات لا تملك أو تملك علاقات محدودة في ظل وجود مخاطر من ارتفاع أسعار النفط بسبب نقص الإمدادات نتيجة اغلاق إيران مضيق هرمز لمدة غير معلومة تبدو قصيرة، إلا أن ذلك قد يؤثر سلباً علي نمو الاقتصاد العالمي. وقد يدمر استمرار ارتفاع أسعار النفط الطلب عليه، وفي النهاية سيؤدي إلي عملية تصحيح قوية في الأسعار والتي بدورها ستضر بالنتائج المالية لجميع الشركات العاملة في مجال النفط والغاز. يذكر أن مضيق هرمز- أو مضيق باب السلام كما يطلق عليه في الخليج- أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، وهو يفصل ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخري، تطل عليه من الشمال ايران (محافظة بندر عباس) (ومن الجنوب سلطنة عمان (محافظة مسندم) التي تشرف علي حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية. ويعتبر المضيق في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.