المثقفون.. متوجسون، يفكرون، حائرون، يتساءلون، كيف سيكون حالهم في الجمهورية الثانية؟، بعد ثورة يناير العظيمة، التي اطاحت برؤوس الفساد ونادت بالحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة، والرئيس د. مرسي يقول: انه سيرأس دولة حضارية مدنية حديثة، يتمتع فيها الجميع بالحرية والعيشة الراضية دون تفاصيل. لكن عدم ذكره لأي شيء حول المثقفين اثار الخوف في قلوبهم والتساؤلات في عقولهم، واسترجعوا في اذهانهم صور العلاقة الشائكة بين المثقف والسلطة في الزمن البائد، الامور تشوبها المخاوف وكل يوم تطالعنا الجرائد والمواقع الالكترونية بآراء وأقوال مختلفة ومتباينة للمثقفين، بعضهم غير مطمئن، وبعضهم أعلن تخوفه بالفعل، والبعض الاخر ادرك ان عقارب الساعة لا يمكن ان تعود لزمن القهر وكبت الحريات، وخاصة بعد ثورة اسقطت حاجز الخوف وثورة معلوماتية وتكنولوجيا تعدت حواجز جدران البيوت والمقاهي والشوارع والحارات!! فكيف تكمم الافواه وكيف تخنق الحريات؟ أعتقد ان الرئيس المنتخب شخص درس في امريكا وحصل علي دكتوراه في الهندسة ولا يمكن ان تكون نظرته للثقافة والمثقفين نظرة محدودة، أو نظرة دونية.. إلا اذا كان لا يفعل ما يقوله، وهذا أمر مستبعد لأنه أكد في اكثر من لقاء وحوار إيمانه بالدولة المدنية وان الحضارة ارادة الامة، ومثل هذه الامور لا تستقيم ولا تكون بدون فكر او رؤية من المفكرين والمبدعين، فلا توجد حضارة او نهضة في العالم بدون مثقفين. كيف يكون حال أمه شعار برنامج رئيسها الانتخابي "الحضارة ارادة امه " وفي نفس الوقت يحمل في يده سيف لقطع حبال رايات الحرية ؟ !! وتكميم أفواه المعارضين!!. اتصور ان الرئيس لديه حلم للأمة كلها بكل ما فيها من مثقفين وشباب ورجال ونساء دون قيود أو حجر رأي أو كبت فكر. المهم أن نعطي الرئيس الجديد فرصة لإثبات نواياه الحسنة وإذا لا قدر الله جاءت أعماله عكس أقواله.. ميدان التحرير ليس بعيدا. ان شباب المثقفين والمبدعين يعرفون طريقهم جيدا واعتقد انهم لن يقبلوا ما كان يحدث لأباءهم وأجدادهم من رواد الفكر والنهضة من اعتقالات او تهديدات أو نفي خارج البلاد.