الصاوي: لابد من وجود وثيقة تفاهم مشتركة مع التيار الاسلامي رئيس البيت الفني: الإخوان لديهم مسرح يقدم عروضًا مميزة اكليمندوس: المفاجأة في السلفيين وليست في الإخوان مكاوي: ابداع المتشددين لن يصمد أمام اللآداب الحديثة عبد المجيد: شباب الثورة لن يصمتوا أمام وجهات النظر الغريبة أصلان: صعود التيار الإسلامي طبيعي طاهر: آراء السلفيين تدعو للإزعاج بعد انتهاء الجولة الأولي من الانتخابات المصرية وفوز التيار الإسلامي بمعظم مقاعدها.. طرح الشارع المصري عدة تساؤلات عن مستقبل الثقافة وحرية الإبداع المصري، وخاصة بعد مطالبة احد قيادات التيار السلفي بتغطية كل التماثيل بالشمع لطمس ملامحها مع وصف أدب نجيب محفوظ بأنه يحض على الرذيله وينشر الدعارة والمخدرات.. تري ماذا عن رد فعل المثقفين ازاء هذه المخاوف. توقع الفنان التشكيلي ومؤسس جمعية أصالة للفنون التراثية والمعاصرة عز الدين نجيب، تراجع العمل الثقافي وخصوصًا الإبداعي منه في حال حكم الإسلاميين لمصر، وقال نجيب إن نظرة الإسلاميين للفن والثقافة تتصادم مع رؤى أغلب المثقفين التي تقوم على حرية التعبير وإنهاء كل أشكال التدخل والرقابة والوصاية على الإبداع .وأوضح أن المثقفين يتوقون إلى فتح المنابر والنوافذ على شتى الاتجاهات دون قصرها على أيديولوجية أو اتجاه بعينه، مضيفا: "لا أظن أن هذا التوجه الذي ارتضته الجماعة الثقافية منذ عصر التنوير الأول في بداية القرن الماضي يناسب فكر الإخوان المسلمين أو السلفيين الذين لا يرحبون بالفن الذي يقوم على أساس التشخيص مثل النحت والتصوير وفنون السينما والمسرح والأعمال الأدبية". دعا نجيب كل المثقفين المؤمنين بالديمقراطية وحرية التعبير إلى الاتحاد في جبهة واحدة، مشيرًا في هذا الصدد إلى "مشروع حركة الدستور الثقافي" الذي تم حشد تأييد كبير له. ويلخص الفنان التشكيلي جميل شفيق وجهة نظره بقوله: إنه ليس متفائلا ولا متشائما بصعود التيار الإسلامي في مصر، وأضاف أن الإسلاميين واقع موجود ويفرض نفسه، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن القوى الجديدة لم تتبلور بعد. ولفت إلى أن الشباب دائما ما يفاجئون النخبة وغيرهم وهو ما حدث في ثورة يناير، متوقعا أن يفاجئ شباب التيار الإسلامي قيادتهم والنخبة بتبني رؤية مغايرة للقيادة تكسر حالة الجمود الفكري، وأشار إلى مشاركة بعض شباب الإخوان في التظاهرات رغم إعلان قيادتهم عدم المشاركة فيها، موضحا ان الدولة في حالة حراك سياسي واقتصادي واجتماعي ستستمر حتى ينتهي العصر القديم، لكن الجسد لم يدرب على الرؤية السياسية الصحيحة . وأكد شفيق أن أي فريق لن يستطيع فرض رؤيته على الشعب المصري الذي يتسم بوسطيته، مضيفا "أعول على شباب التيار الإسلامي نفسه الذين يتبنون رؤية مغايرة ويلتقون مع مختلف القوى عند الوطنية" عبر الشاعر محمد فريد أبو سعدة عن تخوفه على مستقبل الثقافة في مصر من التيار السلفي تحديدًا وتصريحات رموزه المعلنة، لكنه شدد على ضرورة ألا يتوقف المبدعون ولا يستسلمون لمثل هذا الهجوم. وقال: معركة الثقافة، معركة حياة أو موت ولابد أن نخوضها وندافع عن مواقفنا المستنيرة، فالإبداع لا يمكن أن يتقيد أبدًا بأي شيء، وسبق لنا كمثقفين أن صمدنا ضد قوانين الحسبة وتقييد الحريات والإبداع. وأضاف : هؤلاء جدد في السياسة والغربال الجديد له شدة، لكن ليعلم هؤلاء أن دور مصر الريادي يكمن أساسًا في الثقافة فنحن ليس لدينا نفط أو غيره، إنما لدينا الثقافة الرفيعة وإذا انتهت فانتظروا الخراب. وتابع: هذه التيارات ستتعلم أثناء الممارسة أهمية هذا الدور الثقافي، محذرا في الوقت نفسه من أن على المثقفين أيضا أن يكونوا جاهزين لأي تشريعات محتملة لقوانين الحسبة أو غيرها، فهم لن يبدأوا الآن في الهجوم وإنما سيحاولون طمأنة الجميع. قال الكاتب مكاوى سعيد إن مستقبل الثقافة المصرية سيزداد قوة في ظل صعود التيارات الإسلامية لأنه سيصبح أكثر إحكامًا وأكثر مقاومة وتفنيدًا للآراء الظلامية. وأكد مكاوى أنه لا يخشى من إحكام قبضة الإسلاميين المتشددين على جميع أوجه الإبداع لأن هذا لن يحدث مطلقا فإبداعهم تقليدي مدرسي لن يصمد أمام الآداب الحديثة، ولن يجذب القراء بل سيصرفهم عن قراءة الإبداع او متابعته، لذا بعد أشهر قليلة سيجدون أنفسهم خارج المجال تماما، مشددا على أن كل مقولاتهم عن عدم صلاحية الأدب الحديث لن تجدي نفعا. وأضاف أنه لا يعتقد أن التيار الإسلامي سيراقب الأنشطة الفنية والثقافيةالمختلفة، منوها إلى أنه لو فعلوها فسيفشلون، وتابع قائلا "المبدع الحقيقي قادر على توصيل أفكاره إلى متلقيه، وكما لم تنجح الأنظمة الدكتاتورية فى تكميم الأفواه وحجب الإبداع الجيد فإن تلك التيارات المتشددة ستلقى نفس المصير. ويرى سعيد أنه على الكتاب والمثقفين أن يتعاونوا ويتحدوا فى مواجهة هذه القوى الغاشمة العائدة من كهوف الماضي ، وأنه قبل الوقوف فى وجهها يجب محاورتها أولا ثم مجابهتها إذا لزم الامر ، لافتا إلى أن هذه الأمور الحادثة الآن بمثابة تحد قوي ونتاجها سيكون فرزا جيدا لمعدن الكتاب والمبدعين. يرى الكاتب إبراهيم عبد المجيد أن المخاوف التي تشغل عقل شريحة كبيرة من المثقفين جراء تنامي صعود التيار الإسلامي وعلاقته بالمخاطر التى ربما تواجه مستقبل الثقافة المصرية تعد مخاوف مشروعة ، مؤكدا أن الرهان على شباب الثورة الذين لن يصمتوا ضد أي محاولات لفرض أي وجهات نظر غريبة على المجتمع المصري. وقال عبد المجيد إن الثورات في كافة الشعوب تنجح في الإطاحة برؤوس الأنظمة ولكن تبقى دائما مخلفاتهم التى صنعوها طوال سنوات حكمهم المستبد ، مؤكدا أنه من الطبيعي أن تظهر هذه التيارات المتشددة والتي صنعت نتيجة الفقر والجهل والمرض الذي تجرعه الشعب المصري طوال سنوات عديدة من القهر والظلم المنظم ، وأنه يتعين على النظام الجديد أن يتخلص بمنتهى الجدية من تلك العوامل القديمة التى أدت إلى الأوضاع التى نحيا فيها الآن، والعمل على تحقيق الأهداف التى انطلقت من أجلها ثورة 25 يناير المجيدة. وأكد أنه على الكتاب والمثقفين أن يطرحوا هذا الأمر ويصرون عليه من خلال كتابتهم وإبداعاتهم ، وأن الشعب المصري قادر على الفرز فهو شعب وسطي في كافة اتجاهاته وهو يقف ضد التشدد والمغالاة في كافة الأمور، لافتا إلى أنه لا يتهم طبقة المثقفين بالتقصير فى مواجهة تصاعد التيار الدينى المتشدد ؛ وأوضح أن هذه التيارات تستغل منابر المساجد المنتشرة فى كافة ربوع مصر، بينما يوزع الكاتب 3آلاف نسخة من إبداعه على أقصى تقدير. وتابع قائلا " إن الشعب المصري لن يقبل أن يتحدث أحد أعضاء مجلس الشعب القادم المنتمين إلى تلك التيارات المتشددة عن الحجاب قبل أن يتحدث عن ضرورة المساواةالتي غابت عن هذا الشعب لعقود طويلة أو قبل الحديث عن مشروعات التنمية التى لابدأن تصل إلى كل منزل فى مصر، خاصة فى الأقاليم والقرى التى لم تصل لها يد التنمية منذ زمن". وشدد عبد المجيد على ضرورة أن تقوم مؤسسات الدولة بدورها فى مواجهة هذا المد المتطرف الغريب عن مجتمعنا خاصة المؤسسات التابعة لوزارة التربية والتعليم ،والأزهر الشريف. وتوقع أن تشهد الساحة الأدبية خلال الفترة المقبلة العديد من الأعمال الإبداعية التى تنادى بحرية الفرد ومواجهة الاستبداد و التطرف والتشدد كإفراز طبيعى للحالة التى عليها المجتمع الآن. أكد الروائي إبراهيم أصلان أن صعود التيارات الإسلامية هو صعود طبيعي، خاصة أنها في مواجهة أحزاب صغيرة العمر، لافتا إلى أن النتائج الأولية لانتخابات المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية لا تعكس بالضرورة القوى الحقيقية للإسلاميين في الشارع لأن آراء العديد من الناس لم تبنى على أسس محددة، وتم استغلال البسطاء منهم للتصويت. وتوقع أن تخرج بعض هذه التيارات المتشددة ببعض التصريحات التي ستجعلنا أضحوكة بين الأمم، خاصة فيما يتعلق بالشأن الثقافي والفني والتشكيلي، مثلما حدث من رفضهم لأعمال نجيب محفوظ وتغطيتهم لعدد من التماثيل والمطالبة بهدم كل ما يتعلق ويرتبط بالحضارة المصرية، مشيرا إلى أنه ورغم ضبابية المشهد فإن المكتسبات التي حققتها الثقافة المصرية على مدى سنوات طويلة والثبات أمام كافة أشكال القمع والتغييب كانت راسخة من خلال أجيال دافعت عن حرية الإبداع واحترام عقل الإنسان ووجداناهصنعت قوى لا يستهان بها. ويرى أصلان أن المواطن المصري شأنه شأن أي مواطن في العالم لا يمكن اختزاله في قصة أو رواية، مشيرا إلى أن الأدب المصري إذا كان عبر عن بعض الناس من محدودي القدرات الفكرية والبسطاء والمهمشين، فهو عبر عن ذلك الموروث الثري الذي تتمتع بها الشخصية المصرية وقدرتها على مواجهة التحديات واستخدام الذكاء الفطري في حل العديد من مشكلات حياته اليومية، حتى أن نجيب محفوظ تناول غنى التجربة المصرية التي لا ينافسه فيها أحد، وتحدث أيضا عن غنى قدرته على استيعاب الآخرين والتعايش معهم ، فالشخصية المصرية ثرية ولا يستطيع أحد أن يفرض عليها أي ثوابت لا ترغب فيها. يقول الروائي بهاء طاهر إن صعود التيارات الإسلامية ليس مفاجئا، لاسيما جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تعمل منذ سنوات طويلة للوصول لتلك اللحظة ، فهم لديهم تواجد كبير في الشارع والنقابات والاتحادات الطلابية ، ويتعين عليهم أن يطمئنوا الجمهور من خلال توجيه رسائل مصالحة واطمئنان للجموع التي لم تصوت لهم. وأكد طاهر أن ما قاله أحد ممثلي التيارات الدينية التي وصفها بالمتشددة حول أدب نجيب محفوظ ووصفه بأوصاف لا يليق أبدا أن تذكر يثير العديد من المخاوف لدى طبقة عريضة من المصريين وليس المثقفين وحدهم، كذلك وصفه للحضارة المصرية القديمة بأنها "حضارة عفنة" يعد أمرا غير مقبول ، فضلا عن دعواتهم للقضاء على التماثيل وتغطيتها وهدم بعدها ؛ فكلها أمور تدعو للإزعاج. وأضاف أن من يتبنى ويدعوا لهذه الأفكار المتشددة والمتطرفة يريد بكل تأكيد أن يقضى على كل أوجه الحضارة المصرية القديمة والحديثة ، مشددا على أن هذا التوجه مرفوض تماما ، وأنه يتعين على كل من يحب مصر التصدي لهذه الدعوات والأفكار من خلال المناقشة والحوار وليس عن طريق العنف ، خاصة المثقفين لأنهم بمثابة ضمير الأمة، والأمة التي لا تستعين بمثقفيها أمة بلا ضمير ينبهها ويستوقفها إذا ماأخطأت ، ويراجعها إذا ما وقعت في المحظور. ويرى طاهر أن مصر غير قابلة إطلاقا لأن تتحول إلى دولة دينية ، فالشعب المصرى شعب معتدل، وأشار إلى أنه ينبغي على تلك التيارات ألا يعتبروا أنفسهم القوة الوحيدة، ويجب ألا يخونوا غيرهم، ويقللوا من شأن أحد، ويكفروا كل من يخالفهم ،وليس معنى أنني فكريا ضدهم أن أكون على المستوى الإنساني ضدهم ، وعليهم التعامل بنفس المنطق مع الجميع ، وبعضهم يروجون أن العلمانيين كفار، والعلمانية ليس بكفر كما يصورون . وأضاف : العلمانية لا تناقض التدين في شيء، أنا مسلم علماني بمعنى أنني أرى أن الدين له احترامه ومجاله ، والحياة المدنية لها مجالها ولا يجب الخلط بين الدين وتسيير شؤون الحياة العملية ، وهذا يتفق مع الإسلام الذي ألغى أي سلطة كهنوتيةلأي جهة ، واعتبر العلاقة بين الفرد وربه علاقة مباشرة دون أي وسطاء. ويشير محمد عبد المنعم الصاوي - مؤسس ساقية عبد المنعم الصاوي ووزير الثقافة السابق - الى إن المخاوف من صعود التيار الإسلامي لا تؤرق فقط المجتمع الثقافي، بل تسبب قلقا لمختلف الفئات والمهن، وأضاف الصاوي أن هذا التيار إذا كان يمثل بالفعل الشعب المصري فيجب أن نتعامل معه بشكل واقعي، وعلينا تبديد هذه المخاوف بالعمل على الوصول معهم من خلال الحوار لوثيقة تفاهم مشتركة، مع أهمية العمل على طرح رؤية طويلة الأجل. وأكد أنه ليس متشائما من الوضع الحالي، مشددا على ضرورة العمل على توضيح كافة الأمور المتعلقة بالدين وألا تترك في يد فرقة بعينها تفسره حسب ما تراه، ولفت إلى أن ساقية الصاوي ومن خلال أنشطتها المتعددة حريصة على القيام بدورها والاهتمام بالأطفال والشباب وزيادة مساحة التوعية ومعالجة كافة المشكلات المجتمعية من خلال أنشطتها الثقافية والفنية المتعددة ، موضحا أن الساقية قدمت من قبل العديد من المعالجات للمشكلة الطائفية ، فضلا عن استقبالها لكافة رموز الفكر من كافة التيارات الاجتماعية والحزبية لطرح أفكارهم وبرامجهم خلال الفترة الماضية. ونوه الصاوي إلى أنه على وشك تسمية العام القادم بعام "الإنصات"، نظرا لاحتياج المجتمع في هذه الفترة الحاسمة إلى أن نستمع لبعضنا البعض، مؤكدا أن أهم ما ينقص مجتمعنا هو "الإنصات". وأكد الصاوي أن دور الساقية التنويري لن يتوقف أبدا، لأننا لم نعد في زمن الفرض"، أو"الفرد"، لأن المجتمع المصري يتميز بالتنوع وغير متشدد ولن يقبل الوصاية من أحد مهما كان. اعتبر رئيس البيت الفني للمسرح السيد محمد علي أن المخاوف من صعود الإسلاميين على الحالة الثقافية في مصر وفي قلبها المسرح "غير مبررة"، وقال إن الإخوان المسلمين لديهم مسرح يقدم عروضا مميزة وجيدة جدا، وهم بصفة عامة ليسوا ضد المسرح الهادف . أضاف: "كيف نحكم على الإسلاميين بدون أن نرى تجربتهم، يجب منحهم الفرصة قبل الحكم عليهم"، موضحا أن الجيل الحالي من جماعة الإخوان مستنير إلى حد بعيد ويختلف كثيرا عن الأجيال السابقة ويجب منحه الفرصة. وأرجع السيد محمد علي هذه المخاوف إلى "الصورة المشوهة التي رسمها نظام الرئيس السابق حسني مبارك عن الإسلاميين". وقال: "النظام السابق ووسائل الإعلام التابعة له شوهوا صورة الإخوان، وصورهم على أنهم متشددون ومتزمتون" . وأوضح أنه تحدث مع كثير من السلفيين عن رأيهم في المسرح ووجدهم مقدرين لقيمته،ويؤمنون بأن المسرح يجب أن يقدم قيمة فنية وهو ما نتفق جميعا عليه، وكونهم ضد مسرح العري والإسفاف فهذا لا ينتقص منهم. وقال السيد محمد علي إنه يجب أن نعطي الإسلاميين فرصة لتطبيق رؤيتهم قبل أن نحاسبهم، ولا نزرع الصدمات والفزاعات منذ البداية، وإن أخطأوا فميدان التحريرموجود. وأضاف أنه يرفض المصادرة على حق الإسلاميين في تطبيق تجربتهم خصوصا وأن الشعب وعى حقوقه وأي حاكم سيستبد به سيقتلعه ميدان التحرير. قال الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إننا في مرحلة بناء الديمقراطية، وهي تبنى كأي شيء ولا تنزل من السماء،والإسلاميون في النهاية هم مواطنون مصريون جاءوا نتيجة الاحتكام لصندوق الاقتراع،وإذا فعلوا أي شيء فالشعب المصري العبقري سيعدل من اختياراته قطعا. وعن هجوم أحد القيادات السلفية على أدب نجيب محفوظ، قال عبد الرحمن: أعتقد أن هذا الهجوم يعبر عن شخص من قام بهذا الفعل وليس تيارا بأكمله، وهو يعبر أيضا عن تدني الثقافة بأدب محفوظ. وأضاف أننا في وزارة الثقافة سنظل على رسالتنا ودورنا التنويري الذي ارتضيناه لأنفسنا، وهذا الدور ينحاز لقيم رفيعة سامية، والمصريون لا يختلفون عليها كما لايختلفون على ضرورة التقدم في جميع المجالات. وتابع: أي تيار سياسي سيقف في وجه حركة التاريخ فمصيره الفشل والشعب ذكي للغاية وسيستبعده طالما كان هناك فرصة للاختيار، هذه هي الحقيقة ، ولذلك لست متخوفا من أي أحد يحاول أن يشدنا للخلف، مشيرا إلى أننا خرجنا لتونا من 30 عاما من القهر وشيء طبيعي أن تظهر الاختلافات في هذه المرحلة حيث هناك من يحمل إرث الماضي والضحية تستنسخ أحيانا ما كان يفعله الجزار بها . وعبر عن تفاؤله بالمستقبل، وقال إن القادم أفضل، ورغم كل هذه الأحداث ، فبعد 25يناير أفضل بكثير مما يسبق هذا التاريخ، لكن كل ما أتمناه ألا يزايد أحد على الشهداء ومصابي الثورة فلولا هؤلاء لما كنا نشتم رائحة الحرية والكرامة . قال الدكتور زين عبد الهادي مدير دار الكتب القومية-إن المخاوف المتعلقة بشأن مستقبل الثقافة المصرية في ظل صعود الإسلاميين غير مبررة لأن صندوق الانتخابات هو الذي جاء بهم، موضحا أنه لن يتغير شيء وأن الوسط الثقافي لن يمس بسوء، وأن المثقف المصري قادر على التأثير في ضمير المجتمع. أضاف أن التنوع الثقافي الذي تشهده الساحة السياسية حاليا هو في صالح المجتمع المصري ، ولا توجد أية قوة تستطيع أن تصادر على آراء المثقفين الذين واجهوا عبرتاريخهم العديد من التحديات. وأكد مدير دار الكتب القومية أن المجتمع المصري وسطي بطبعه ولا يقبل التشددالديني أو السياسي، وهو الذي سيحافظ على قوامه وتماسكه ضد أي تيارات متطرفة أوتشددة. وأشار إلى أن كل ثورة تأتى بمنتجها الجديد، وأن طرح الأفكار بحرية لم يكن متاحامن قبل، منوها إلى أن الحضارة الإنسانية تحيا الآن ما أسماه بحضارة المعلومات،وأن أي قوى في العالم لن تستطيع أن تسيطر أو تحجب أو تمنع أي منتج إبداعي، فإذاأغضبت أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ تلك التيارات المتشددة- وتمكنوا مثلا من مصادرة كافة الأعمال المطبوعة ورقيا- فكيف لهم أن يمنعوها في ظل التقدم المتلاحق لتكنولوجيا المعلومات والإنترنت، فضلا عن دور التكنولوجيا الحديثة في نشر كافة أوجه الإبداع. ويرى عبد الهادي أن التاريخ نفسه يقول إن كافة القوى القمعية فشلت في تكميم أفواه المبدعين بل على العكس كانت تزيدهم تلك الهجمات قوة وإصرارا على تنوير وتوعية شعوبهم. اكد الباحث توفيق اكليمندوس المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية أن صعود الإخوان المسلمين إلى مقدمة المشهد السياسى ليس مفاجئا ،معتبرا أن المفاجئة تكمن فى صعود السلفيين. وأوضح اكليمندوس أن الوضع الحالى فى مصر يتسم بالضبابية إلى حد بعيد ومن السابق لأوانه التحدث عن الأسباب التى أدت لصعود التيارات الإسلامية أوعن ثقلها الفعلى فى الشارع المصرى، حيث لم تشهد أى انتخابات جرت فى البلاد هذا الإقبال الشديد من الناخبين من قبل وبالتالى يجب انتظار نتائج المرحلتين المقبلتين حتى يبدأ الباحثون فى دراسة الأسباب. وقال اكليمندوس إنه من المؤكد أن التيار الإسلامى سيفرض رقابة صارمة على الأعمال الثقافية، وإلا فإنه بذلك سيكون قد تخلى عن جزء من دعوته إلى محاربة العلمانية والديمقراطية. وأضاف أنه فى أفضل الأحوال سيقوم الإسلاميون بالحفاظ على نفس آليات الرقابة التى كانت مطبقة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، إلا أنه لم يستبعد تشديد هذه الآليات. أكد الكاتب والمفكر سمير مرقص أنه من غير المعقول أن تتحدث تيارات سياسية عن الإبداع والتشكيك فى هوية مصر المركبة واختزالها إلى عنصرواحد، وكذلك اختصار الشأن العام فيما هو أخلاقى على حساب السياسى والمدنى والاقتصادى، لأن ذلك تهديد صريح لدولة المواطنة. وأضاف أنه بات حديث المستقبل ينصب موضوعيا من قبل التيارات المحافظة على ما هو أخلاقى وما يتبعه من إعادة النظر فى الموقف من المرأة وغير المسلمين بالمعنى الدينى والسياسى، مشيرا إلى أن الإشكالية الكبرى هنا أن هذا يتم بمعزل عن ماأنجزته الخبرة المصرية من فقه متقدم وسقف اجتهادى عالى أنتجه المصريون. وتابع: فى نفس الوقت نجد الليبراليون ولأسباب كثيرة لا يقتربون من الملف الاقتصادى وبنية مصر الاقتصادية، وهو ما جعل المعركة الانتخابية فى المجمل تصبح معركة ثقافية على الرغم من أن الواقع المجتمعى أكثر تعقيدا من هذه الثنائية الاستقطابية البسيطة. وأكد أن الجميع اشترك فى عدم الحديث عن النموذج التنموى لمصر، ومستقبل المجتمع المدنى وحرية حركته التى يجب أن تكون مكفولة بأشكالها التنظيمية المتنوعة، والتجديد الذى يجب أن يلحق بشتى المؤسسات لتكون حداثية قولا وفعلا لتلحق بالعصرخصوصا مع الانهيار التام الذى تشهده مصر فى كثير من القطاعات. وأشار فى ختام حديثه إلى "الأغلبية" لا تعنى "الغلبة"، وأن الوطن يبنى بالشراكة بين الأغلبية والأقلية السياسية لا بالغلبة.