اسحب شكواك يا عمر".. قالها الزعيم الراحل أنور السادات للمرشد العام للاخوان المسلمين الراحل الجليل والفقيه الشيخ عمر التلمساني، في منتدي للحوار بين رجل الفكر والثقافة والدين في مصر والمذاع علي الهواء مباشرة للتليفزيون العربي، عقب اغتيال المرحوم فضيلة الشيخ الدهبي وزير الاوقاف الأسبق، بعد اختطافه من منزله علي ايدي إحدي جماعات التكفير والهجرة في مصر، حينما أطل الإرهاب بوجهه القبيح علي المجتمع المصري وقتها - متخدا من الاسلام الحنيف ستارا! وفي مبادرة من الرئيس السادات للحوار المجتمعي لمواجهة ظاهرة العنف، التي وجدت متنفسا لها في مصر، وكيفية محاصرتها.. حينها، فاجأ الدنيا كلها الشيخ التلمساني بما قاله، شاكيا الرئيس السادات الي الله، بعبارة قمة في البلاغة والحكمة: " اني اشكوك الي الله سيادة الرئيس".. فارتعد السادات ورد بكل الاحترام والتقدير للرجل: "اسحب شكواك ياعمر.. اسحب شكواك ياعمر، فما انا بظالم "، وانني انتهج ما استطعت رغم اختلاف الزمان والمكان خطي امير المؤمنين عمر بن الخطاب في رعايتي لقومي.. فقال له التلمساني: "لقد ظلمني رجالك، وانت مسئول عنهم".. ودار حوار راق امام العالم، بين الحاكم والعالم، انتهي باعتذارالحاكم للمواطن عما اساءه من استدعاء أمن الدولة له، والتحقيق معه لساعات طويلة، وهورجل مسن وشيخ كبير، والذي تم بغير علم من السادات.. الي هذا الحد كانت العلاقة بين الحاكم الذي يخاف الله والاستاذ والعالم والفقيه السمح ومرشد جماعة الاخوان المسلمين.. فهل لنا جميعا أن نتعظ ، حاكما ومحكومين ؟ تلك الواقعة، لم تكن سابقة الترتيب، بين السادات والتلمساني كما كان يفعل الاعلاميون من حواريي الرئيس السابق.. فقد حدث أنه حين عرض مسئول ترتيبات الحوار علي الرئيس السادات قائمة اسماء حضور المنتدي، لاحظ السادات غياب اسم الشيخ عمر التلمساني عنها.. فأجابه المسئول عن اعتذاره لمرضه، فأصر السادات علي حضور التلمساني، فالرجل كان مدركا ألاعيب رجال القصر حوله، من استبعاد من لايروق لهم واستدعاء من يسير في ركابهم!.. هكذا كان الحاكم يتقي الله في رعيته0 ورسالتي للرئيس القادم - ايا كان اسمه - فهو مصري عربي مسلم: اتق الله في شعبك، واعمل لرأب الصدع الذي اصاب المجتمع، بمصالحة حقيقية حتي تنهض مصر من عثرتها، فالحاقدون والشامتون ينتظرون.. اللهم بلغت، اللهم فاشهد