كثير من الفنانين خاصة من فناني عصر النهضة الإيطالية رسموا لوحات تصور ميلاد السيد المسيح عليه السلام وأمه السيدة العذراء وتصور إعجاب المجوس وسجودهم له لحظة وقوع نظرهم عليه وقد جاءوا من سفر طويل بعدما قرأوا عن نبوءة مولده وكان هاديهم في الاهتداء إليه نجم في السماء تتبعوه مسترشدين به إلي حيث الطفل وأمه في بيت لحم.. اللوحات تصور جلال الموقف وفرحة لقائهم الذي عبروا عنه بالسجود وتقديم هدايا الذهب واللبان والمر التي جاءوا حاملينها.. وقد صور المشهد في مئات وربما آلاف اللوحات عبر عصور وبلدان عدة عبرت عن لقاء المجوس والطفل الوليد.. هذه الأيام يحتفل إخواننا الأقباط بذكري ميلاد السيد المسيح والذي ستأتي ذكراه خلال أيام قليلة تمر فيها بلدنا مصر بأيام صعبة سيحل بعدها الخير والاستقرار إن شاء الله ونحتفل هذا العام وللأبد أقباطاً ومسلمين معاً بأعياد تجمعنا ومصر جميعاً علي الخير. اللوحة أمامنا «إعجاب أو عبادة المجوس» موجودة بمدينة فلورنسا للفنان الألماني «ألبرخت دورر» «1471 - 1528» التي رسمها عام 1504 فنري ما توحيه الأطلال المعمارية من طابع المدينة القديمة والتي توحي بالعمق في المشهد والعمق التاريخي معاً وندرك ما يتجلي في اللوحة من حس فراغي ممتد في سعة.. ونري في هذه اللوحة المهمة رجالا حكماء من أجناس مختلفة جاءوا لرؤية المسيح الطفل.. أحدهم أثيوبي أو زنجي أتوا بهداياهم في أفخر الثياب المطرزة والسيدة مريم نراها في رداء أزرق تنظر بشغف إلي طفلها الرضيع.. المشهد يبدو طبيعياً للغاية في تفاصيله بالنباتات المتسلقة تخرج من الجدار والفراشات والزهور والخنافس والبقرة والسحب إلي أعلي.. كأن الطبيعة خرجت للإحتفاء بميلاد السيد المسيح. ونري الفنان وقد رسم السيدة العذراء من مشهد جانبي «بروفيل» ولم يجلسها في مركز اللوحة بل جعلها إلي يسارها.. وجعل السيد المسيح طفلاً يبدو نشطا مرحاً يمد يده ليُمسك بالعلبة الذهبية التي يقدمها إليه بالتازار العجوز. اللوحات كثيرة في التعبير عن ذكري الميلاد كذلك كثيرة هي التمنيات مخلصة للأخوة الأقباط ولمصر ولنا جميعا بالسعادة والأمان.. وكل عام ومصر وطننا بخير.