مجلة تايم العالمية كشفت باستطلاع رأي اخير أن شريحة كبري من الامريكيين ما تزال تحمل عداء كامنا تجاه عموم المسلمين. والامور تدل علي ان شعلة الكراهية ما تزال متقدة ضد عموم المسلمين منذ تلك العملية الارهابية البشعة التي تم فيها الكشف عن نصف الحقيقة فقط، وبقي النصف الآخر مغمورا حتي الآن... تري ماذا يجعل صحفا كبري مثل نيويورك تايمز تمتنع عن نشر نتيجة استطلاع رأي لمؤسسة زغبي ينبي عن نسبة 66٪ من الامريكيين تريد فتح التحقيق في أسرع عملية ( كلفتة ) عرفها سجل التحقيقات الامريكية التي تطول وتنفق الكثير من الوقت والمال في أحداث اقل حجما بكثيرجدا عن هذا الحدث المروع!.. كان المتوقع بداهة أن تتراجع ظاهرة ما يسمي باسلاموفوبيا مع فوز أوباما وخطابه الشهير من منبر جامعة القاهرة لكن ما نتابعه مؤخرا يدل علي غير ذلك، بل وتوجد منظمات حقوق انسان شتي ومفكرين وباحثين من داخل الولاياتالمتحدة يحذرون من تصاعد نفوذ وأصوات جماعات الكراهية وهذه الاكثر تطرفا علي يمين الحزب الجمهوري وقد عادت للظهور والانتشار بنحو ملحوظ في العامين الاخيرين ... ومن المراقبين داخل أمريكا من يري الجماعات الكارهة للمسلمين قد تفشت في عهد ادارة أوباما بأكثر عما سبق خلال الادارة السابقة ، ومن المفكرين الامريكيين من دأب علي التحذير في المدة الاخيرة من تنامي هذا التيار .. قرأت تحليلا لباحث عربي يعيش في الولاياتالمتحدة - علاء بيومي - تعرف منه لأول مرة عن حركة يمينية متطرفة استجدت علي الساحة وتعرف باسم حفلة شاي " تي بارتي " يصفها بانها حركة جماهيرية ظهرت من خلال المظاهرات وتعرف برفضها لمجمل سياسات أوباما ويقول انها تمثل الامتداد الاكثر راديكالية من اليمين الامريكي المتمثل في الحزب الجمهوري .. وبالنص يقول نحن ( في امريكا ) امام حيوان سياسي ينمو بسرعة مقلقة وقد نشهد قريبا تطورات أخري لظاهرة اسلاموفوبيا قد تكون الأشد خطورة. أنتقل بكم الي مدخل آخرلهذا الموضوع من خلال تسجيل لبرنامج لشبكة ABC قدمت من خلاله استطلاعا غاية في الذكاء والموضوعية عن حقيقة مواقف عموم الامريكيين تجاه المسلمين عامة بتجربة ميدانية من الواقع الحي ... مذيع البرنامج اتفق مع شاب امريكي يملك متجرا وفتاة امريكية مسلمة ومحجبة ليقوما بتمثيل مشادة بينما الكاميرات الخفية تنقل بالصوت والصورة ردود أفعال زبائن المتجر .. تدخل فتاة ذات ملامح شرقية ترتدي زيا فضفاضا وتضع حجابا علي الرأس وفي دورها تطلب شراء بعض الحاجيات فينظر اليها الشاب بحدة قائلا بصوت مسموع نحن لا نقدم هنا خدمة لمسلمين .. تقول له انني امريكية وولدت هنا فيقاطعها بحدة: هذالا يجعل منك امريكية فالامريكيون لا يرتدون مثلك ولا يضعون شراشف علي رؤوسهم هنا يرتفع صوت يقول هل تبيع هنا وفق ما يرتدي زبائنك؟ فيجيبه قائلا له ما أدراني ان كانت ارهابية تخفي شيئا بين ثيابها ثم يلتفت قائلا لها خذي جهادك معك واخرجي اشتري من مكان آخر والأفضل ان تعودي من حيث جئت اصلا لتركبي جملا هناك .. تخرج الفتاة المحجبة شبه باكية لكن ما ان تنصرف حتي تنفجر فتاتان ترتديان ملابس عصرية جدا وتثوران ثورة عارمة في وجه الشاب وتصفانه بنعوت تتراوح ما بين عنصري كريه ومتعصب اعمي ومقرف مثير للاشمئزاز . احداهما كانت تدمع وقالت له أنا ايضا مسلمة فلم لا تطردني هل المعاملة السيئة مخصصة لغطاء الرأس ويندلع جدال في المحل ما بين غاضب وعاتب أو معارض وبين من يتفق مع آراء صاحب المحل أو يري من حقه حرية التصرف فيما يملكه ... بعد فترة تعود الفتاة المحجبة -حسب الاتفاق مع البرنامج - ويعاودا المشهد وسط عينة اخري انما ما أن يبدأ فاصل الاهانات الا ونجد هذه المرة من يتدخلون منذ االبداية .. رجل ضخم يحتج علي موقف الشاب ويعنفه محذرا بأن التصرف يضعه تحت طائلة القانون فيرد ببرود انها تشبه الارهابيين وتتغطي مثلهم ومن حقه حماية زبائنه فما أدراني ربما تخفي بين ثيابها قنبلة . يتدخل آخر : هل تبيع للزبائن حسب ملابسهم ؟ فيقول أنا لا اتعامل مع اعداء أمتي وهنا يتدخل رجل كهل كان يرقب الموقف متحفزا : عليك أن تقوم من أفكارك فلا يمكن ان تكون امريكيا بحق و تتصرف بهذا النحو وتقول هذا القول، انا ابني في الجيش وعائد من العراق ومن حقي أن أقول لك أن هذا تصرف لا يتفق والقيم الامريكية التي قام عليها هذا المجتمع .. هذه مواطنة مثلك ولها ذات الحقوق والواجبات وهذا هو العدل والمساواة اللذان هما اساس تماسك هذا النظام الذي يجمعنا. اسمع: كرامة كل مواطن هنا مصانة وله حق الاحترام .. هنا تلتفت اليه الفتاة المحجبة شاكرة ودموعها تسيل قائلة له هذه معركة يومية صرنا نخوضها مع مثيلاتي من المحجبات كلما خرجنا بمفردنا لقضاء حوائجنا في نهاية البرنامج يعلق المذيع وكأنه يقرأ ما يدور في ذهني وذهن أي مشاهد موضوعي يبحث عن الحقيقة : ايهما أمريكا الحقيقية فكأنما نشهد امريكتين اثنتين ومستقطبتين بين طرفين متناقضين انما .... انتظروا الاهم وتمعنوا في هذه الأرقام: من وقفوا يدعمون الفتاة المسلمة المحجبة مدافعين عن القيم الامريكية كانوا 13 شخصا مقابل 6 فقط أيدوا موقف الشاب صاحب المحل انما المأساة تكمن في الاغلبية الحقة وهي ال 22 شخصا الذين آثروا السلبية ولم يحركوا ساكنا أو يعلقوا ويعلنوا رايا. هنا وكما اقر المذيع ذاته في نهاية البرنامج هو وجه الخطورة هؤلاء السلبيون الصامتون فلو خرج بعض منهم عن صمته لانتصرت القيم ولقطع في الامر.