في اطار مساعيه لتوحيد الصف الغربي ضد «داعش»، أجري الرئيس الفرنسي «فرنسوا أولاند» مباحثات أمس مع المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» وذلك بعد يوم من لقائه مع الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» وسط حالة من الاستنفار السياسي والأمني الذي تعيشه باريس عقب الهجمات الدامية التي شهدتها. وقبل ساعات من لقائها بأولاند، تعهدت ميركل بتقديم المزيد من الدعم العسكري لفرنسا في حربها ضد الإرهاب، مؤكدة ان الخطر الارهابي «مرتفع في ألمانيا في الوقت الحالي». وفي موسكو، حيث سيلتقي أولاند بنظيره الروسي «فلاديمير بوتين» اليوم، أعلن الكرملين أن مباحثات الجانبين ستدور حول إجراءات التصدي للإرهاب والتنسيق في محاربة تنظيم داعش. وبحسب مراقبين نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية فإن زيارة أولاند إلي روسيا تأتي في اطار مساعيه لتشكيل ائتلاف دولي أكثر تنسيقا ضد داعش في سوريا، لكن هذا الائتلاف يبقي مرهونا بموقف موسكو التي لا تزال علي خلاف مع الغرب بشأن دمشق. فقد حذر أوباما بوضوح بأن التعاون مع موسكو سيكون «في غاية الصعوبة» مادام ليس هناك «تغيير استراتيجي» في موقفها من سوريا. وقال «اذا كانت اولويتهم مهاجمة المعارضة المعتدلة التي يمكن ان تكون جزءا من حكومة سورية مقبلة، فإن روسيا لن تحظي بدعم تحالفنا». كما دعا أولاند بوتين إلي اعادة النظر في دعم الرئيس السوري بشار الاسد الذي قال انه «لا مكان له» في العملية الانتقالية السياسية. وأضاف «ما دام (هو) المشكلة فإنه لا يمكن ان يكون الحل». ومن المقرر ان يستقبل الرئيس الفرنسي نظيره الصيني «شي جينبينج» الأحد المقبل في باريس حيث لا تزال حالة الاستنفار الأمني تسود وكذلك في عدد من العواصم العالمية عقب الهجمات الدامية التي شهدتها فرنسا في 13 نوفمبر الجاري وأدت إلي مقتل130 قتيلا و350 جريحا. وأعلن القضاء الفرنسي أن «عبد الحميد أباعود» الذي يشتبه بأنه مدبر الهجمات كان يريد تنفيذ عملية انتحارية مع شخص آخر في الاسبوع التالي علي الهجمات وذلك في حي «لاديفانس» للأعمال قرب العاصمة الفرنسية. وأعلن «فرنسوا مولان» مدعي باريس ان اباعود (البلجيكي المغربي) الذي قتل الاسبوع الماضي في هجوم للشرطة في سان دوني بشمال باريس، كان ينوي تفجير نفسه في 18 او 19 نوفمبر مما يعني انه تم تجنب مجزرة جديدة. وقبل أيام من قمة دولية حول المناخ يحضرها 140 من زعماء وقادة الدول، أعلن وزير الداخلية انه سيتم نشر 120 ألف عنصر أمني لتأمين فعاليات القمة. وفي بلجيكا التي لاتزال سلطاتها تبحث عن متورطين محتملين في هجمات باريس، تواصلت الجهود للعودة إلي الحياة الطبيعية رغم الإبقاء علي حال الإنذار الاهابي «القصوي» حيث أعيد تشغيل خطوط المترو في بروكسل كما فتحت المدارس أبوابها تحت رقابة أمنية مشددة. وبقي الخطان الرئيسيان للمترو مغلقين. وأعلنت السلطات اعادة فتح المراكز الثقافية ومراكز تجارية كبري علي ان تبقي المتاحف الكبري مغلقة. وفي الولاياتالمتحدة، اجتمع أمس الرئيس باراك أوباما مع مستشاريه للأمن القومي للمرة الثانية خلال يومين لمراجعة حالة الأمن الداخلي للبلاد في أعقاب هجمات باريس ومع اقتراب موسم العطلات. وكان مجلس الأمن القومي الامريكي قد أعلن في أعقاب اجتماع مع أوباما مساء أمس الأول في البيت الأبيض انه «لا يوجد حاليا تهديد محدد ذو صدقية» من تنظيم داعش في البلاد. وفي المجر، قال مدير عام مركز مكافحة الارهاب «يانوس هاجو» إن شرطة مكافحة الإرهاب المجرية ألقت القبض علي أربعة اشخاص كانوا في طريقهم إلي العاصمة ومعهم متفجرات في سيارتهم كما عثرت في وقت لاحق علي معمل لتصنيع القنابل.