قبل أربع سنوات.. نقلت محطات التليفزيون إلي العالم كله مراسم انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. أذكر أننا كنا نتابعها بكثير من الدهشة والإعجاب والحسد غير مصدقين ولا متصورين ولا حتي حالمين بأن نعيش هذه التجربة.. وأنه سيأتي يوم يصطف فيه الناخبون في طوابير طويلة أطول بكثير من السلاسل البشرية لمرشح الإخوان وقد عشنا جميعاً هذا اليوم بل اليومين والفضل يرجع لهؤلاء الشبان الأنقياء.. الأحياء منهم والشهداء وعلينا أن نتذكرهم وأمهاتهم الثكلي ونتذكر المصابين الذين لازالوا أسري المرض وتسجل أسماء أبطال الثورة بحروف من نور. وأيا كانت نتيجة الانتخابات التي توشك علي الإعلان فعلينا أن نحترمها سواء جاءت بمرشح ثوري أو إسلامي أو فلول.. طالما أن هذا اختيار الناس.. وطالما أنها أجريت في طقوس ديمقراطية وشهادات دولية.. لا أفهم لغة التهديد والوعيد التي أطلقها بعض مرشحي الرئاسة هل يريدون ديمقراطية »تفصيل« تتسع وتضيق وفقاً لمصالحهم!. وكيف سيطبقون القانون وهم أول من يخترقونه.. ولنا في الانتخابات الفرنسية أسوة حسنة.. فقد غادر ساركوزي قصر الإليزيه مصافحاً نظيره فرانسوا أولاند ..ولم يجمع أنصاره في مظاهرة بميدان الكونكورد أو شارع الشانزليزيه. أتمني أن يقوم السادة المرشحون.. الفائزون منهم والخاسرون بحملة لتنظيف الشوارع والميادين لاصلاح ما أفسدوه وليثبتوا أنهم ليسوا أقل حماساً من ثوار 52 يناير الذين قاموا بتنظيف ميدان التحرير في مشهد أشاد به العالم كله.