من بين »31« مرشحاً يتنافسون علي المقعد الرئاسي يوجد أربعة مرشحين ترشحوا عن أحزاب سياسية، ومن بين الأربعة واحد فقط د.محمد مرسي يعد من كوادر الحزب الذي ترشح عنه بينما استعان الثلاثة الباقون بالأحزاب لتكون »بوابة مرور« الي السباق الرئاسي دون أن يكون لهم صلة سابقة بهذه الأحزاب.. فلماذا فشلت الأحزاب السياسية في تكوين كوادر سياسية من أبنائها لتدفع بها في السباق الرئاسي؟!.. الاجابة في السطور التالية: يقول الدكتور مصطفي سالم أستاذ القانون الدولي: الأحزاب تحتاج إلي سنين طويلة لتكوين كوادر سياسية علي مستوي عال أو هناك فرق شاسع بين الكوادر السياسية، والكوادر الدعوية، ومن المؤكد أن الأحزاب لديها كوادر دعوية رائعة صاحبة أصوات عالية ولكنها في نفس الوقت ليس لديها كوادر سياسية علي الاطلاق، ودليلي علي ذلك ما يجري الآن علي الساحة السياسية من سجال واختلاف وفرقة ومعارك كلامية، ونري الآن حزباً سياسياً يعتمد في حركته علي القيم الدينية ولكن هذه القيم لا تتيح لها تكوين كوادر تستطيع أن تحكم وتقود البلاد. ويضيف: علينا أن نعترف أن الأحزاب فشلت فشلاً ذريعاً منذ سنوات طويلة في تكوين كوادر قيادية داخل صفوفها ويرجع ذلك إلي النظام السابق الذي لم يعتمد علي النخبة والتكنوقراط وتنشأ وتتبلور مع التدريب وتكتسب الخبرات السياسية والمجتمعية الذي تجعلها قيادة ناجحة تصلح أن تكون رئيساً لمصر. ويقول أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي الأحزاب القديمة التي كانت موجودة قبل الثورة ظُلمت في ظل حصار النظام السابق لها ورغم وجود بعض القيادات الحزبية الجيدة. ويرجع الفضالي عدم قدرة الأحزاب علي خلق قيادات بارزة إلي موروث طويل من السلبيات الخطيرة الموجودة منذ فترة الثمانينيات والتي عصفت بالحياة الحزبية وأدت إلي طمس كل المواهب السياسية مؤكداً أن النظام السابق الذي ظل قابعاً علي صدور وقلوب وعقول المصريين فترات طويلة تغافل عن مضمون المادة الخامسة من دستور 1791 والتي كانت تنص علي أن يقوم النظام السياسي علي أساس التعددية الحزبية، وترتب علي ذلك سيطرة الحزب الوطني علي كل امكانيات الدولة كما انه همش وحاصر قيادات الأحزاب السياسية وقمع كل من كان يحاول معارضته أو ينهض بحزبه أو يلتحم بقضايا الجماهير وبذلك أدي إلي عزوف جميع الشخصيات الحزبية وقيادات الأحزاب عن الظهور أو المشاركة الفعلية ومعه تراجع دور الأحزاب وضاع معها الهدف من انشاء الأحزاب التي أصبحت تعتمد علي مفهوم وعنصر الثقة وليس عنصر الخبرة. ويؤكد الفضالي أن الفرصة الآن باتت مواتية أمام الأحزاب السياسية لتكوين قيادات سياسية علي مستوي عال من الكفاءة والخبرات والمهارات ومن ثم يجب علي هذه الاحزاب أن تعيد النظر في برامجها لتنشئة جيل جديد من القيادات الحزبية تحظي بالقبول الشعبي لتكون جاهزة لتولي المناصب القيادية ومن بينها رئاسة الجمهورية. أحزاب كرتونية يقول المستشار محمد داود القصاص رئيس محكمة الجنايات: بالفعل لا يوجد داخل الأحزاب من يمثلها بالشكل الجديد، فمعظم الأحزاب ضعيفة وهشة منذ أن تكونت وبعض الأحزاب يسيطر عليها فرد ويقودها بشكل أناني وانفرادي وأحزاب أخري تقودها مجموعة من الأفراد، يكونون شلة تتحكم في مصير الحزب. وأوضح الفريق حسام خير الله المرشح لانتخابات الرئاسة عن حزب السلام الديمقراطي أنه طوال حياته لم يسعي الي أن يكون عضواً في أي حزب من الأحزاب لعدم وضوح رؤي وأهداف وبرامج ونشاطات الأحزاب خاصة أن الأحزاب التي كانت موجودة قبل ثورة 52 يناير سواء كانت احزاباً صغيرة أو كبيرة هي في حقيقة الأمر كلها احزاب ضعيفة بسبب ممارسات خاطئة نشأت من انعدام التربية السياسية لأعضائها، ولكن لعدم وجود المنهج الفكري والتربوي والسياسي داخل الأحزاب أدي إلي هروب المواطنين من الأحزاب وابتعادهم عن المشاركة في انشطتها وهو ما أدي إلي افتقار الأحزاب إلي وجود طاقات وقيادات ناشطة. ويقول د.صلاح الطحاوي أستاذ القانون الجنائي: معظم المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية ليس لديهم أي تاريخ حزبي وليسوا من أبناء الأحزاب إنما لجأوا إلي الترشح من خلال الأحزاب كمنقذ لهم بعد أن فشلت الأحزاب نفسها في تقديم وجوه من داخلها فهم بالطبع لا يحملون أفكار هذه الأحزاب وليس العيب في المرشحين بقدر ما يكون العيب الصارخ في الأحزاب التي لم تناضل طوال السنوات الماضية في تدريب وتعليم وتثقيف أبنائها. الحزب الواحد ويوضح المستشار ايهاب الشنواني رئيس محكمة الجنايات أن معظم الأحزاب التي برزت علي الساحة المصرية ليست أحزاباً بالمعني الحقيقي. ويقول: من الواضح بل والظاهر لكل فئات الشعب أن الأحزاب في واد والشعب في واد آخر وذلك ابلغ دليل علي ان الاحزاب ليس بها قيادات مختلطة ومرتبطة بنبض الشارع حتي يبرز منها قيادات تصلح للرئاسة.