ظاهرة تحويل الأفلام السينمائية إلي أعمال تليفزيونية ليست بالظاهرة الحديثة علي الدراما المصرية فقد رأينا تحويل فيلم «رد قلبي» إلي عمل درامي يحمل نفس الاسم بطولة الفنان أحمد السقا وأيضا فيلم «في بيتنا رجل» للنجم عمر الشريف تحول إلي مسلسل تليفزيوني بطولة فاروق الفشاوي والعديد من الأفلام ولكن هذه الظاهرة ظهرت بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية مع مسلسلات «العار» لمصطفي شعبان و»الزوجة الثانية» لعمرو عبد الجليل و»الباطنية» لصلاح السعدني و»مسيو رمضان مبروك أبوالعلمين» لمحمد هنيدي و»سمارة» لغادة عبدالرازق، وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحا فنيا ورواجا تسويقيا وهذا ما شجع صناع الدراما التليفزيونية علي إنتاج المزيد من الأعمال المأخوذة عن أفلام سينمائية تحت التنفيذ ومن المتوقع أن يشهد الموسم الرمضاني القادم مسلسلات علي نفس الطريقة حيث يعكف السيناريست أحمد محمود أبو زيد حالياً علي كتابة المعالجة الدرامية لمسلسل عن فيلم «الكيف» الذي قام بكتابته والده محمود أبو زيد، وقام ببطولته محمود عبد العزيز ويحيي الفخراني علي أن يقوم بدور البطولة الفنانان باسم سمرة وأحمد رزق وهي التجربة الثانية له في تحويل الأفلام إلي أعمال درامية بعد مسلسل «العار» الذي عرض عام 2010.. كما أعلن المخرج سمير سيف عن تحويل فيلمه «المشبوه» والذي يعد من العلامات الفنية في مسيرة ومشوار الفنان عادل إمام والنجمة الراحلة سعاد حسني والنجم الراحل سعيد صالح إلي مسلسل تليفزيوني يخوض به السباق الرمضاني.. ويدرس الفنان مصطفي شعبان فكرة تحويل فيلم «إشاعة حب» إلي مسلسل تليفزيوني للعرض خلال شهر رمضان 2016 وهو الفيلم الذي قام ببطولته الفنان الراحل عمر الشريف و»السندريلا» سعاد حسني كما تستعد علا غانم للمشاركة في مسلسل يحمل اسم «الرحلة» والمأخوذ عن قصة فيلم «الأخ الكبير» للفنانين هند رستم وفريد شوقي وأحمد رمزي والذي تم عرضه عام 1958 والمسلسل من تأليف مصطفي سليم وإخراج عبد العزيز حشاد كما يفكر المنتج جمال العدل في تقديم مسلسل عن فيلم «الأرض» عن قصة عبد الرحمن الشرقاوي لكن ما يأخر العمل ارتباط الفنان جمال سليمان بتصوير مسلسل «عودة مندور» وعدم الاستقرارعلي سيناريست ومرشح للإخراج خالد يوسف، ، في حين اختار المنتج أحمد الجابري فيلم «شفيقة ومتولي» لتقديمه في مسلسل تليفزيوني ولكن المشروع مازال قيد التنفيذ لحين الاستقرار علي الأبطال بعد اعتذار سمية الخشاب عن العمل.. استسهال وفي ظل انتشار هذه الظاهرة بشكل واضح بين صناع الدراما في الوقت الراهن استطلعنا آراء الخبراء فأكد المخرج محمد فاضل ان انتشار فكرة المعالجة الدرامية للأفلام السينمائية هي استسهال وليس إفلاسا وأضاف أن مصر تمتلك العديد من المواهب وعددا كبيرا من الكتاب الشباب ولديهم خبرة فنية وموهبة حقيقية ويجب علينا الانتظار حتي نري العمل في نهاية المطاف علي شاشات التليفزيون فالعبرة دائما تكون بالنتيجة ولا يجب المصادرة علي أي عمل علي العكس أري أنه يجب علي المؤلفين الاتجاه لعمل معالجة درامية للرصيد الكبير من الروايات الحديثة العظيمة ابتداء من طه حسين إلي كل الروايات الحديثة علي يد شباب الكتاب حاليا فهي أيضا عظيمة فلا يوجد في الوقت الحالي تأليف تليفزيوني، ويجب إصباغ الدراما التليفزيونية بالأدب فليس لدينا الآن أسامة أنور عكاشة وأري أن المنتجين يتجهون نحو هذه الفكرة محاولة منهم للاستفادة بنجاح العمل الأصلي والتشبث به، فمعظم الأفلام التي تمت معالجتها كانت ناجحة يحب المشاهدون أن يشاهدوها دائما وينتظروها بشكل مستمر. الحكم بعد العرض ويري الكاتب بشير الديك أن تحويل الأفلام إلي مسلسلات درامية هي سبوبة وإفلاس فني ليس أكثر إلا إذا كانت المعالجة الدرامية تصب علي الرواية وليس الفيلم أي لها أصل أدبي فأنا مع فكرة المعالجة لرواية مثل «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي فهي لها أصل أدبي يمكن عرضها كمسلسل أو كمسرحية وليس كفيلم فقط وما دون ذلك أراه «أكل عيش» ولكن لا يوجد قانون صارم في الفن فيجب علينا أن ننتظر حتي نشاهد المسلسل أمامنا، فالقوانين سنت في الفن لكي تكسر فالفنان متمرد ومن الممكن نجاح عمل ولكني أري ذلك صعبا وهذا ما ظهر جليا في الاعوام السابقة فظهر للجميع انها مجرد سبوبة سواء من الكاتب أو المخرج ولكن علينا الانتظار للحكم علي العمل بعد عرضه. اتجاه خاطئ ويقول الكاتب يسري الجندي إن معيار الحكم علي الأعمال هو نجاحها من عدمه فلا يهم أن يكون العمل مأخوذا عن فيلم أو رواية أو فكرة جديدة لم يتم عرضها بأي شكل من قبل فمن الممكن أن نري عملا ناجحا له رؤية جديدة وبه إضافات كبيرة ومأخوذ عن فيلم سينمائي فكيف نحكم بالفشل أو الإفلاس من البداية ومن الممكن أن نراه عملا فاشلا أيضا فالحكم دائما بعد العرض وليس الآن والمعيار للحكم في النهاية أن يكون العمل حقيقيا وصادقا وناجحا وأري تجاه المنتجين إلي هذا النوع من الأعمال هو عملية تجارية بحتة فالعمل في الأصل ناجح ومتعلق بأذهان المشاهدين ويري المنتج أحمد الجابري أن تجربة تحويل الأفلام السينمائية إلي أعمال درامية أثبتت فشلها وظهر ذلك في العديد من الأعمال وعلي سبيل المثال مسلسل «الزوجة الثانية» لم يحقق نجاحا وكان أشبه بالمهزلة وكانت المقارنة بينه وبين العمل الأصلي ظلم لكل القائمين عليه فلا يصح مقارنة أبطال العمل بسعاد حسني وشكري سرحان اللذين ارتبطت بهما فكرة العمل من البداية فالمقارنة ظالمة لكل القائمين علي العمل وأعتقد أن اتجاه المنتجين لحصد نجاح أفلام سابقة وإعادة عرضها في شكل درامي هو اتجاه خاطئ ولست من أنصاره وأؤكد أن تدخل الإعلانات في الدراما المصرية هو ما يفسدها فالاعتماد الآن في العمل أصبح علي النجم ولا يهم بعد ذلك النص فالمهم النجم وليس المضمون لديهم وهذا هو ما يؤثر بالسلب علي الدراما.