رأي عدد من النقاد والمؤلفين والفنانين أن ما يحدث في سوق المسلسلات من تحويل الأفلام السينمائية القديمة الي مسلسل30 حلقة أمر يحتاج لوقفة لأنه يعبر عن حالة من الاستسهال والإفلاس التي يعاني منها كتاب هذه الأعمال بالإضافة الي رغبة المنتجين في تحقيق ربح سريع من خلال فكرة قوية لاقت نجاحا مع الجمهور, وحذروا من أن ذلك يقتل الابداع في البحث عن فكرة جديدة مما يهدد مستقبل الدراما. الأهرام المسائي تحدث الي عدد من النقاد والكتاب حول هذه الظاهرة والتي تزداد عاما بعد الآخر لدرجة أنه في شهر رمضان القادم تم الاستقرار حتي الآن علي أربعة افلام دفعة واحدة لتحويلها الي مسلسلات وهي الكيف, الإخوة الأعداء, سمارة, شباب إمرأة. ولم يأت هذا القرار بسهولة إلا بعدما نجحت اعمال مثل الباطنية والعار. في البداية أكد المؤلف يسري الجندي أن العمل الذي يعاد تقديمه من جديد يجب أن يحتوي علي معالجة جديدة له وتكون هذه المعالجة إضافة قوية تستطيع منافسة العمل الأصلي وتحقق نجاحا أعلي منه أو في نفس مقداره, أما إذا لم يحدث ذلك فهو يعتبر إفلاسا فكريا وتجارة ليست أكثر من ذلك, فلابد أن يضع كل كاتب في اعتباره أنه لابد وأن يكون هناك طرح جديد في الرؤية, وفي النهاية لابد الا نحجر علي محاولة تقديم عمل تم تناوله سينمائيا الا بعد أن نراه والعبرة دائما بالنهاية. أما المخرج اسماعيل عبد الحافظ فقد رأي أنها نوع من الإفلاس الفكري ليس أكثر, وأضاف إسماعيل عبد الحافظ قائلا إذا كانت هناك ضرورة لدي المنتج في البحث عن شيء ناجح فهناك المئات من الروايات الناجحة والتي تصلح لتحويلها الي مسلسلات خاصة أن أغلب هذه الأفلام التي يعاد تحويلها لمسلسلات مأخوذة عن روايات ادبية. وتابع عبد الحافظ قائلا لدينا أدباء وروائيون عظام ورواد في كتابة القصة القصيرة, لكن السمة الرئيسية للعصر حاليا هي الاستسهال فلذلك يبحث المنتج والمؤلف عن فورمة جاهزة ليملأها بدون أي اجتهاد, ولكن اذا دققنا جيدا في الاعمال التي تم تقديمها سنجدها نجحت جماهيريا أو تجاريا ولكنها لم تنجح فنيا مثلما نجحت جماهيريا وتجاريا. أما السيناريست محمد صفاء عامر فقال أنه لم يتم وضع ابتكار في قصة الفيلم فيعتبر ذلك قلة حيلة ليس أكثر, أما إذا حاول أن يضع رؤيته في الموضوع ويضيف للأحداث فيكون بذلك قد حقق اختلافا نوعا ما حتي وإن لم يلاق المسلسل النجاح ولكنه نجح فنيا, ورفض صفاء عامر أن يضع فيلم الإخوة الأعداء ضمن القائمة حيث أكد أنه عمل أدبي عالمي ومن حق أي مؤلف أن يبدع فيه ويحوله لعمل فني. بينما رأت الناقدة ماجدة خير الله أن المنتجين أصبحوا يسيرون بنظرية النوعية الناجحة مع الجمهور فمثلا اذا فتح شخص ما محل كشري ونجح تقوم كل محلات الشارع باتباع نفس المنهج, وهو الأمر الذي أصبح موجودا حاليا في الدراما, ولكننا في نفس الوقت لا نستطيع أن نحجر علي التجربة خاصة أن هذه النوعية أصبحت منتشرة في الكثير من دول العالم. وعما إذا كانت هذه الاعمال ستأخذ من نجاح الأفلام أو تضيع ما ثبت في أذهان الجمهور عن الفيلم قالت لا يوجد عمل يأخذ من نجاح عمل آخر والدليل علي ذلك حينما تم تحويل رد قلبي الي مسلسل فهل معني ذلك أن الجمهور نسي الفيلم, وكذلك مسلسل لا تطفئ الشمس للكاتب إحسان عبد القدوس فهو أيضا مأخوذ عن فيلم سينمائي بنفس الإسم ولم يأخذ المسلسل من مكانة الفيلم. واستكملت ماجدة خير الله قائله أن كل مجال له جمالياته وخصوصياته وأن مسألة تحويل الأعمال الي افلام أو مسلسلات كانت تحدث قديما ولم تأخذ من قيمة أي منهما وعلي سبيل المثال أفواه وأرانب كان في الأساس مسلسلا إذاعيا ثم تحول الي فيلم سينمائي, وكذلك نحن لا نزرع الشوك كان ايضا مسلسلا إذاعيا بطولة شادية وتم تحويله بنفس الإسم الي فيلم سينمائي, ولكن لابد من وجود وجهة نظر تؤهله للنجاح. أما الناقد سمير الجمل فقد رأي أن هناك صعوبة بالغة في تحويل فيلم سينمائي مدته ساعتان فقط الي مسلسل مدته22 ساعة فهو أمر مستحيل, ولذلك سيضطر المؤلف لتغيير جزء كبير من القصة, وبالتالي سيبتعد عن المضمون الحقيقي للقصة, وطالما ابتعدت عن القصة الحقيقية فلماذا لم يجتهد من الأساس خاصة وأنه لم يصبح لدي المؤلف سوي الإسم فقط والذي يستقطب منه النجاح وبالتالي لم نترك الفيلم علي حاله أو نقدم ابتكارا وهذه في النهاية أساليب تجارية واستسهال وإفلاس مع سبق الإصرار والترصد, كما أنه ما كان يصلح منذ عشرين عاما لا يصلح الآن خاصة وأن هناك مستجدات تحدث بشكل مستمر, إذن المسألة ليست مجرد تحويل أفلام ناجحة فقط بل فنانة تريد أن تقدم دورا فيه دلع فتقدم سمارة والذي قدمته الرائعة تحية كاريوكا.