هلت روائح النور، وفاضت ينابيع الإيمان والسكينة، تتلألأ أنوار المدينةالمنورة، لاستقبال فرحة الحجيج، جاءوا فرحين مهللين، لزيارة رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم، فرحة لا تضاهيها فرحة، هنا محمد وصحبه، السلام عليك يا نبي الله، كم اشتقنا لزيارتك، والتمسح بشفاعتك، يا شفيعي يا رسول الله، اللهم تقبل منا، واكتبها للمشتاقين، الذين غلبتهم الدموع، وحرقهم الشوق للقاء حبيبك محمد، يا لمتعة اللقاء، ونضارة المكان ورائحته الذكية، هنا يرقد جسد رسول الله، هنا يرقد أشرف الأطهار، يتزين المكان ويزداد تألقا بروعة وبهاء، تزينه وفود الحجاج، تغلبهم الدموع، فرحا للقاء رسول الله، هنا أصلي بجوار الحبيب في روضته الشريفة، يا فرحتي وفرحة كل من اشتاق وأكرمه ربه بحلاوة اللقاء، تحفة معمارية، تغلفها سكينة ربانية، في أطهر بقع الأرض التي تحمل جسد أشرف المخلوقات. مسجد رسول الله يقع في المدينةالمنورة موقع القلب من الجسد، فهو ثاني مسجد بناه رسول الله في السنة الأولي من الهجرة بعد مسجد قباء وكانت أرض المسجد مكانا لتجفيف التمر لغلامين يتيمين «سهيل وسهل» كانا في حجر أسعد بن زرارة، ولما نزل الرسول بالواحة التي في المدينة، كان الصحابة كل يريد أن يأخذ بزمام ناقته (القصواء) ليكون ضيفه، ولكنه كان يقول»خلوا سبيلها فإنها مأمورة»، ولما بركت عند موضع مسجده قال هنا المنزل إن شاء الله تعالي» ثم دعا الغلامين وابتاع المكان منهما بعشرة دنانير وأبي أن يقبله هبة منهما، وهمّ ببنيانه ليكون مسجداً ومصلّي. اللهم أرزقكم الصلاة بمسجد رسول الله والدعاء في الروضة الشريفة. لحظات سعيدة، يتمناها كل مسلم، ولها ميعاد معلوم، اللهم اجعلنا من الطامعين في شفاعة رسول الله، وارزقنا حجا مبرورا، وذنبا مغفورا ً. أتمني أن يتحلي حجاج بيت الله بالهدوء والصبر، ولا داعي للتزاحم، والعراك، وأن نلتمس العذر للقائمين علي الحج بالسعودية التي تبذل جهودا تفوق الوصف، لكن يبدو أن الأمر هذا العام خرج عن الحسبان، فزادت السلبيات وكثرت الأخطاء، وفشلوا في التنظيم، وما يقوم به العاملون في مطار القاهرة من جهود يستحقون عليه الشكر، وأخص رجال بنك مصر بصالة 2 بمطار القاهرة، لما يقدمونه من جهد محترم ومساعدة طيبة لكبار السن من حجاج بيت الله الحرام، يا ليت الجميع يتعامل بنفس روح التعاون، ويتحلي الكل بأخلاق الحج، ويتخلي الحجاج عن التزاحم فكل شيء بميعاد. السلام عليك يا سيدي يا رسول الله، اللهم تقبل منا جميعا، ويارب اكتبها لكل مشتاق.