إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلي رحمة الله الواسعة في القاهرة، زميلي الحبيب الأستاذ (رضا محمود)، والذي عاش بيننا في مسقط سنوات طويلة، يعمل في قسم الإخراج الصحفي بجريدة عمان، ما بين الثمانينات ومنتصف التسعينات، حتي عاد إلي جريدة الأخبار، وبقي في مقر عمله، يعمل ويكتب. وكنت قبل شهر من الآن اتصلت به هاتفيا، وقد أكرمني الله ورد عليَّ بنفسه، والفضل بعد الله للزميل الأستاذ الفنان محيي عبدالغفار، الذي أرسل لي رقمه الهاتفي، ورغم أن المكالمة غلبها البُكاء من قبلي في بدايتها، حيث أجهشت باكيا حزنا علي حاله الأليم، إلا أنه بعد أن استعدت الأنفاس، أخذنا نتكلم معا في شؤون الحياة ويسألني عن الجريدة والزملاء، ولم تمض إلا أيام معدودة، حتي بلغني خبر انتشار المرض الخبيث في جسمه، من مقالة كتبها الزميل محيي في عموده بجريدة الأخبار، ودخول (الشيخ رضا) في غيبوبة بمستشفي السلام الدولي بالقاهرة. رحمك الله يا أستاذ رضا، فقد كنت زميلا حبيبا طيب القلب، ومتفانيا في عملك، أحببت عُمان وجريدة عُمان، وزينتها بريشة قلمك، حيث كنت ترسم صفحاتها، وكأنك ترسم لوحة تشكيلية، مع زملائك الأحبة الأساتذة: محيي عبدالغفار وعبدالقادر، وبقية الزملاء العمانيين الذين تعلموا منك فن الإخراج الصحفي، ولأنه لا راد لقضاء الله، فإنني لا أقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون.