أقول هذا الكلام لأنني تلقيت مكالمات عديدة من بعض رجال الاعمال وكانت نبرة الخوف والحزن تسيطر عليهم حالة من الخوف والغضب تسيطر علي مجتمع الاعمال بعد القرارات التي صدرت مؤخراً بالتحفظ علي أموال رجل الاعمال صفوان ثابت وإحالة مجموعة النساجون الشرقيون للنيابة لاتهامها بالاحتكار..انا لم اكتب هذه السطور للدفاع عن أشخاص.. التهمة الموجهة لصفوان ثابت أنه اخواني ويمول عمليات الاخوان الإرهابية لو كانت حقيقية فأنا أطالب بمصادرة جميع امواله وتحويلها إلي الدولة لاصلاح ما دمرته الاعمال الإرهابية للإخوان.. اما لو كانت التهم لأنه قريب المرشد الأسبق للارهابية او لان منتجات شركته كانت توزع في رابعة فهذا لا يكفي لتدمير كيان استثماري كبير يعمل به آلاف المصريين ويعتبر من اكبر الشركات في منطقة الشرق الأوسط.. هناك منتجات لشركات اخري كانت تباع في بؤرة رابعة التي اقامها أعضاء الإرهابية بالتعاون مع الخارج فهل هذا يعني ان أصحابها كانوا يدعمون الاٍرهاب.. أقول هذا الكلام لأنني تلقيت مكالمات عديدة من بعض رجال الاعمال وكانت نبرة الخوف والحزن تسيطر عليهم ويتساءلون.. لماذا في هذا الوقت الذي تحاول فيه الدولة جذب مستثمرين جدد تخرج هذه القرارات..وهل كان هناك مانع ان تتخذ الدولة اي إجراءات دون ان تحدث ضجة وشوشرة تهدد مصالح المستثمرين.. البعض يري ان المخطئ لابد ان ينال عقابه بينما يري البعض الاخر ان الأوضاع التي تمر بها الدولة تحتاج للحفاظ علي رؤوس الأموال المحلية لانها هي فقط من صمدت في الوقت الذي تعرضت فيه الدولة للانهيار ولم تحدث اي أزمة في السلع الغذائية في اصعب الظروف نتيجة لقوة ومتانة ووطنية رأس المال المصري.. اما قضية محمد فريد خميس رئيس مجلس إدارة مجموعة النساجون الشرقيون ما هي الا مخالفة طبقا للقانون وانه وارد جدا ان تطبق غرامة علي الشركة ووارد ايضا ان تنتهي بالبراءة..بناء الشركات العملاقة صعب جدا ولكن هدمها اسهل ما يكون.. أقول للمرة الثانية انا لا أدافع عن اي رجل اعمال وان من يثبت تورطه او فساده او استغلاله لنفوذه ليستحل أموال الدولة يجب ان يطبق علية القانون فورا.. ولكن لا يمكن ولا يجوز ان نحاسب كيانات كبيرة لمجرد الاتهام.. علينا ان نتعامل مع القضايا الاقتصادية بشيء من الحكمة لان هناك إجراءات تقاضي قد تثبت عكس ما نشر ووقتها سنكون خسرنا الكثير في الوقت الذي تسعي فيه الدولة لتغيير القوانين لتسهيل دخول أموال المستثمرين للسوق المصري.. اتذكر أنه في عهد المعزول مرسي التقيت بالكثير من رجال الاعمال لأتعرف منهم علي اوضاع البلد الاقتصادية وكان رد الجميع ومن بينهم صفوان وخميس ان الدولة لو استمرت بهذا الوضع ستنهار تماما خلال 3شهور وكانوا يتعاملون مع النظام بخوف ولكنهم لم يهربوا بالاستثمارات للخارج او يفكروا في إغلاق المصانع.. اتمني من المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ان يخرج ليطمئن المستثمرين علي اموالهم واوضاعهم وان يضع النقاط فوق الحروف ليؤكد للجميع ان ما يحدث ليس تصفية حسابات وإنما هي إجراءات تتخذ للحفاظ علي كيان الدولة الإقتصادي وان اي رجل اعمال شريف تعرض لموقف طارئ سوف تتدخل الحكومة لحل مشكلته فورًا.. المشكلة ليست فيما حدث لشركتين ولكنها مشكلة استراتيجية دولة ترغب في جذب المليارات ولا تستطيع ان تحل مشاكل بعض المستثمرين داخل المكاتب المغلقة.. أقول من جديد اي رجل اعمال اخواني شارك او مول أو ساعد الإرهابيين علي تدمير مصر يجب ان يطبق عليه القانون فورا ولكن لو كانت الاتهامات مجرد اجتهادات فعلينا ان نعيد النظر وبسرعة فيما يتخذ من قرارات قد تضر بكل الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي.. ظاهرة الخوف والترقب المنتشرة في مجتمع الاعمال هذه الأيام تتطلب سرعة التدخل من الحكومة برسالة طمأنة للجميع بان مناخ الاستثمار مستقر وان الدولة لا تتعامل بمبدأ تصفية الحسابات كما يدعي البعض وإنما هناك قوانين حاكمة تضمن الحقوق للجميع.. مصر في أشد الحاجة إلي الشرفاء ليكونوا شركاء في مرحلة التنمية والشعب الذي حفر قناة السويس قادر علي صنع المعجزات في اي وقت بشرط ان تحسن الحكومة معاملة الجميع وان تضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار.. وتحيا مصر.