المواقف العشوائية اصبحت حجر عثرة امام اي محاولات لإعادة الانضباط لشوارع القاهرةوالجيزة، سيارات الميكروباص تضرب بالقواعد المرورية عرض الحائط والسائقون يتوقفون في اي مكان دون اكتراث لتسببهم بهذا السلوك في خنق الشوارع خاصة في مطالع ومنازل الكباري والميادين الهامة. "الأخبار" قامت بجولة ميدانية ورصدت بالصور المواقف العشوائية في القاهرةوالجيزة..تحدثنا مع السائقين والمواطنين وناقشنا الظاهرة مع خبراء المرور وهندسة الطرق للوقوف علي ابعادها والسبل الكفيلة بالقضاء عليها البداية من ميدان عبد المنعم رياض وبالتحديد من امام "طلعة"كوبري اكتوبر..ميكروباصات تقف في اعلي الكوبري ومواطنون استباحوا حرمة الطريق وقاموا مع السائقين بعمل موقف عشوائي اسفل كوبري اكتوبر في مشهد غابت عنه كل معاني التحضر والرقي..الشوارع مختنقة ولابديل لسائقي الميكروباص سوي الوقوف مرة واحدة وفي اي مكان وبأي طريقة للفوز بالزبون ولاعزاء لرجال المرور. بعلم الأحياء يقول سعيد منسي "فني اجهزة" بأن مشكلة المرور في مصر من اهم اسبابها المواقف العشوائية المتواجدة في اماكن حيوية والميادين الكبيرة في المحافظات المختلفة مضيفا ان مالكي سيارات الميكروباص يقومون بدفع يومية شغل مثل "جراج السيارات" في تلك المواقف العشوائية وبعلم تام من مسئولي الأحياء مطالبا الحكومة بالنظر بعين الاهتمام للمواطن الغلبان الذي لايمتلك سيارة خاصة ويقوم باستقلال الميكروباص الذي يعتبر وسيلته الرئيسية للتنقل. فوضي المرور أما احمد هلال "مندوب بالبريد" فيري ان استراتيجية الادارة العامة المرور بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو لاتهتم سوي بتحصيل المخالفات المرورية فقط وتركت شغلتها الرئيسية وهي وضع خطط استباقية لحل ازمات المرور التي وصلت إلي حد ينغص علي المواطن حياته ، مضيفا بان ملايين الجنيهات التي صرفت علي الجراجات التابعة للدولة لم تحل اي شئ بل ان اصحاب الميكروباص و"التمناية" بدأوا بتنظيم مواقف عشوائية خارج هذه الجراجات مثل جراجات "رمسيس" وميدان الجيزة والكيت كات " والرقابة غير موجودة بالمرة فنحن نحتاج مشروعا جديدا بارادة جديدة كمشروع القناة الجديدة لكي نحل ازمة المرور في مصر موجها الدعوة إلي رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب بالنزول إلي الشارع ليري فوضي المرور بنفسه. موقف الهندسة ومن امام جامعة القاهرة لم يختلف الوضع كثيرا.. الزحام علي اخره وسيارات السرفيس تبتكر لنفسها موقفا عشوائيا "يسار الطريق" في مشهد فوضوي يعكس مدي الاهمال الذي اصبحنا نعيش فيه ،حيث تجد عشرات السيارت تقف امام باب كلية الهندسة الرئيسي بجامعة القاهرة ضاربين عرض الحائط بكافة القوانين المرورية. المدير فين اشار اسامه سمير "سائق تاكسي" الي ان الحل يكمن في ان ينزل مدير الادارة العامة للمرور بنفسه في الشارع ويري ما نعانيه كل يوم بسبب الزحام الناتج من المواقف العشوائية والتي انتشرت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية فهناك اكثر من 15 موقفا عشوائيا في ميدان الجيزة فقط مضيفا ان هؤلاء السائقين يتصرفون ببلطجة ومن الممكن ان يقوم بعضهم بالتعدي بالضرب علي الركاب كما ان المثير للدهشة هو قيادة الأطفال الاصغر من 12 سنة لسيارات الميكروباص واوتوبيسات الجمعية الكبيرة بدون تراخيص. ميدان الجيزة..مهجور ! وفي ميدان الجيزة الوضع اصعب بكثير.. الموقف الذي بنته المحافظة وكلف الدولة ملايين الجنيهات اصبح مهجورا خاويا علي عروشه.. طوابير سيارات "فيصل هرم" اجتاحت ميدان الجيزة لتصنع فيه اكثر من 15 موقفا عشوائيا بينما اكتفي رجال المرور بتحصيل المخالفات العادية "كحزام الأمان والتحدث في المحمول اثناء القيادة" وتركوا ميدان الجيزة موقفا عشوائيا لقائدي مركبات السرفيس وسائقي الميكروباص واتوبيسات الجمعية. موقف مناسب ومن الناحية الأخري تحدثنا إلي سائقي الميكروباص حيث اكد هيثم حسن "سائق ميكروباص" بالجيزة انه لو تم توفير الموقف المناسب هنتبع القوانين والتعليمات فالمواقف التي استحدثتها الدولة غير مطابقة للمواصفات وليست مصممة لتستوعب اعدادا كبيرة من سيارات الميكروباص بكافه اشكالها وانواعها لذلك نقوم بالوقوف خارج هذه المواقف. لامواقف رسمية أما سائق الميكروباص الاخر أحمد رزق فأكد ان الدولة ليست موفقه في عمل هذه المواقف فنحن مثلا "سائقو سيارات السرفيس الصغيرة هرم..فيصل" ليس لدينا موقف في ميدان الجيزة او في شارع الهرم لذلك تجدنا نصطف بالمئات خارج هذه المواقف التي لاناقه لها ولاجمل بل انها تزيد من المشكلة لان الزبون نفسه او الراكب لايدخل إلي الموقف لكي يستقل وسيلته بل يكتفي بالوقوف بالخارج حتي يصطاده احد الميكروباصات مشيرا انه لو هناك عشرة اشخاص طبقوا القانون فان الباقي سيخالفونه لان الكثير من هؤلاء السائقين ليس لديهم رخص لانهم غير حاصلين علي مؤهل. قانون مرور كارثي! وفي هذا الاطار اكد اللواء مجدي الشاهد الخبير المروري بان ظاهرة المواقف العشوائية احد العوامل المؤثرة سلبيا في المشهد اليومي للمرور مشيرا إلي انه يجب تعديل قانون المرور في البداية لانه كارثي ولا يوجد استراتيجية حاضرة لعلاج سرطان المواقف العشوئية والذي يعد من الاسباب الرئيسية للازحام المروري وحوادث الطرق ، واضاف الشاهد بان هناك حلولا موجوده عندنا ولكن لا نستخدمها مثل "المجلس الاعلي للمرور" والذي تم إنشاؤه بقرار جمهوري رقم 237 عام 1982، ولم ينعقد سوي مرة واحدة حتي الآن منذ اكثر من 33 عاما.. وأضاف بان الهدف من إنشاء المجلس، حسب نص القرار، أن "يختص برسم السياسة العامة لمرفق المرور ووضع خططه ووسائل وأساليب النهوض به" وأضاف:"هذا المجلس له ميزانية خاصة، ومع ذلك لم يصدر أي قرار يحل أزمة المرور اليومية، وهو ما يعد إهدارًا للمال العام".. وأضاف الشاهد، أن المجلس الأعلي للمرور يضم محافظي الجيزةوالقاهرة والقليوبية ووزير الداخلية وأساتذة الجامعات، ورئيس هيئة النقل البري ورئيس هيئة الطرق والكباري، ويرأسه وزير الداخلية، وأكد أن عدم تفعيل دور المجلس الأعلي للمرور ترتب عليه أن جميع إدارات المرور لاتتحرك وفق إستراتيجيات واضحة، نتيجة لغياب الإستراتيجية الأم التي يجب أن يقررها المجلس. واضاف المستشار المروري لدي دولة الامارات انه يجب تشديد العقوبة علي المواقف العشوائية ومطالع واسفل الكباري والتي تعطل حركة المرور نتيجة غلق طريق او احتجاز جزء منه بالاضافة إلي اهمية تحرير المخالفات ضد مرتكبيها وليس ضد مالك المركبة فقط حتي يتم ردع المخالفين. تغليظ العقوبة ومن جانبه اكد المستشار سامي مختار رئيس جمعية ضحايا حوادث الطرق أن المواقف العشوائية أحد اسباب زيادة حوادث الطرق في الفترة الأخيرة فمصر هي الدولة الأولي عالميا في ضحايا الطرق مضيفا بأن المواقف العشوائية احد اسباب ارتفاع الحوادث هذا العام فهناك اكثر من 25 موقفا عشوائيا في ميداني التحرير والجيزة فقط مطالبا بتشديد الرقابة المروية لازالة مثل هذه المواقف وتغليظ العقوبات علي من يشرع في هذا الفعل الذي يسبب المزيد من الدماء علي الاسفلت. خطط هندسية أما د. مجدي صلاح الدين "أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة" فيري ان التخطيط الهندسي المتكامل والشامل قبل انشاء المواقف التابعه للدولة مهم ويضرب عصفورين بحجر فهو سينهي ازمة المواقف العشوائية وايضا سيقضي علي الأزمات المرورية اليومية والتي يعاني منها المواطن المصري ، واكد صلاح الدين اهمية توفير مناطق مخططة للمواقف الشرعية لاتؤثر علي حركة المرور مع تزويدها بالمرافق حتي نقضي علي ظاهرة المواقف العشوائية مع ضرورة تكثيف المراقبة المرورية لضمان التزام السائقين مع مناقشة افكار جديدة لمشروعات مستقبلية لمواجهة الازدحام المروري مثل انشاء جراجات ومواقف متعددة الطوابق لاستيعات الزيادة المضطردة في عدد السيارات والحركة المرورية.