كما تمنينا وطالبنا بضرورة تصاعد وتعاظم التواصل بين مصر والسعودية دعما للوشائج المصرية بين البلدين ظهرت البوادر الايجابية بعد زيارة سامح شكري وزير الخارجية للرياض. تمثلت مستجدات هذا التحرك الذي شهدته القاهرة في اليومين الماضيين بزيارة كل من الامير محمد بن سلمان آل سعود ولي ولي العهد وزير الدفاع بالسعودية وعادل الجبير وزير الخارجية. وتعبيرا عن قوة العلاقات الاخوية والاستراتيجية بين البلدين جري استقبال الرئيس السيسي لولي ولي العهد. كما اجري سامح شكري جلسة من المباحثات مع الجبير وزير الخارجية السعودي. في اعتقادي ان هاتين الزيارتين المهمتين تعدان بشكل أساسي تجهيزا لما سبق ان تناولته وناديت به في مقالين سابقين خلال الاسبوعين الماضيين بشأن حتمية وضرورة التقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز. هذا اللقاء في غاية الاهمية لتأكيد رسوخ وقوة ومتانة وتاريخية العلاقات. أنها سوف تكون خطوة ايجابية لتأكيد قدرة هذه العلاقات علي مقاومة المؤامرات والشائعات ومحاولات الوقيعة التي يقوم بها الكارهون لأي تقارب بين البلدين الشقيقين باعتبارهما جناحي الامن القومي العربي. ولا يقتصر هؤلاء الكارهون لهذا التقارب علي جماعة الارهاب الاخواني وانما هناك ايضا المتربصون من القوي الخارجية اقليميا ودوليا. اصبح واضحا وجليا ان الاستجابة لدعوة اتمام لقاء القمة السعودي - المصري في القاهرة مرهونة بانتهاء الاجازة التي يقضيها خادم الحرمين حاليا خارج السعودية. انه ولا جدال في حاجة لهذه الاجازة. بعد الاحداث الجسام التي شهدتها الفترة التي اعقبت خلافته للمغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز. لم يعد خافيا ان الزيارة التي قام بها سمو الامير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية قد جاءت للقضاء علي اي شكوك بشأن العلاقات. انها في نفس الوقت تعد تمهيدا لزيارة الملك سلمان للقاهرة بعد اسابيع قليلة باذن والله. وقد جاء اعلان القاهرة الذي صدر عن زيارة الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي بعد لقائه بالرئيس السيسي انها استهدفت تعظيم ما تمثله العلاقة الوثيقة بين البلدين وقائديهما. اشار الي ان الامير محمد نقل تحيات الملك سلمان الي الرئيس السيسي كما تناولت المباحثات استعراض مجمل العلاقات وسبل تعزيزها في كافة المجالات.. اضاف انه وبناء علي ما تم الاتفاق عليه بين القائدين تم وضع حزمة من الاليات التنفيذية لتحقيق هذا الهدف لصالح العلاقات والمضي قدما في تطوير التعاون العسكري واتخاذ خطوات انشاء القوة العربية المشتركة. وفي مجال العلاقات الثنائية اكد علي تعظيم الاستثمارات وتحقيق التكامل الاقتصادي ودعم التعاون والتكامل في مشروعات الطاقة والربط الكهربائي والنقل. وقد اشادت مباحثات سامح شكري وعادل الجبير وزير خارجية السعودية بما جاء في مباحثات ولي ولي العهد مع الرئيس السيسي في العمل لصالح الامة العربية والاسلامية. كما أكدا الاصرار علي تنفيذ مجمل ماجاء في هذا الاعلان الذي يجسد خريطة طريق لمسيرة تطوير العلاقات. من المؤكد ان ما اسفرت عنه زيارة الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع في الشقيقة السعودية قد جاء بمثابة صفعة قوية لكل الساعين الي الصيد في الماء العكر من الذين يؤلمهم التقارب والتحالف القوي بين البلدين الشقيقين. علي ضوء هذه النتائج الناجحة الواضحة اقول للكارهين والمتآمرين موتوا بغيظكم. ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أبعث بتحية شكر وتقدير لأحمد القطان سفير المملكة السعودية بمصر علي جهوده في خدمة هدف تحقيق المزيد من التقارب والفاعلية للعلاقات بين القاهرة والرياض.