بيوت تصدعت.. واجهات منازل عتيقة وقعت امام أعين الغلابة.. الفزع في كل مكان.. مياه مقطوعة.. مواطنون بسطاء هربوا من منازلهم التي دمرها الانفجار وافترشوا الشارع واصبحوا مهددين بالتشرد. انتقلت «الأخبار» الي شارع ظهر الجمال.. بمجرد ان وصلنا الي المنطقة وجدنا سيارات النقل تحمل ما تبقي من أثاث الغلابة بعد الانفجار الرهيب وكأنها هجرة جماعية بسبب زلزال.. المياه تغمر الشارع وزجاج النوافذ يملأ الطرقات وسط صيحات من الاهالي البسطاء.. الجميع اكد انهم استيقظوا علي صوت الانفجار الذي هز منازلهم «الهشة».. غاضبين من تجاهل المسئولين الذين اهتموا بالقنصلية ونسوا الفقراء وبيوتهم التي تهدمت فوق رؤوسهم.. متسائلين هل القنصلية اهم من حياة المواطنين؟ مطالبين الحكومة بضرورة توفير مساكن تأويهم وتستر اعراض بناتهم بعد أن سقطت البيوت واصبحوا في الشارع دون مأوي. لحظات رعب وفزع عاشها ابناء المنطقه وكما وصفها علي محمد حسين 70 سنه علي المعاش الذي يسكن الطابق الثالث في العقار رقم 70 بشارع زهرة الجمال خلف القنصليه وقال: استيقظت حوالي السادسة صباحا علي صوت انفجار مرعب والمنزل يترنح يمينا ويسارا وظننت انه زلازلآ هرولت انا واولادي الي خارج المنزل خشية سقوطة فوق رؤوسنا ..واضاف عم محمد قائلآ « ضاع المنزل الذي يأويني منذ 40 عاما ..وده ما يرضيش ربنا « ..اصطحبنا عم محمد الشقة التي يسكن بها في الطابق الثالث حيث وجدنا الابواب والنوافذ قد تحطمت واثاث المنزل اصبح رأسا علي عقب علاوة علي الجدران التي تصدعت واصبح المنزل آيلا للسقوط ..وطالب عم محمد الحكومه بتوفير سكن له ولبناته بدلا من الشارع ..واضاف « حسبي الله ونعم الوكيل في اللي شردونا ورمونا في الشارع وربنا ينتقم منهم ..انا راجل مسن اروح فين دلوقتي « . « حياة المواطن مش أهم من السفارة « هكذا بدأ محمد محمد مرسي 57 سنة حديثه حيث لم يجد مسئولا أمامه ليتلقي شكوته بعد تحطم منزله من أثر الانفجار و قال حسين « صحيت لقيت البيت بيتهز والشبابيك اتكسرت وفوجئنا بأن البيت بيقع و الجدران اتشققت وافتكرنا انه زلزال ونزلنا بسرعة لقينا عربية منفجرة ناحية السفارة « وطالب حسين بضرورة نظر المسؤلين اليهم وتوفير مأوي له و أسرته. وقال محمد مرسي 40 سنة « كنت معزوم أنا وأولادي علي الفطار والسحور عندي اقربائي و الحمدلله ربنا ستر انا جيت الساعة 7 لقيت البيت متكسر و كل اللي فيه اتدمر و حسبي الله ونعم الوكيل في اللي فجروا السفارة وشردوا الناس كلها «. أوضح يوسف محمد 68 سنة ان منزله اصبح مائلا و لا يستطيع ترميمه الان و يخشي دخوله فيسقط فوق رأسه و اشار الي أن اللصوص يستغلون هذه الاحداث لسرقة المنازل المدمرة و هنسيب أهالينا المسنيين في الشارع عشان يموتوا احنا نقلنا « عفش البيت « عند ناس قرايبي و طالب بضرورة توفير شقق لسكان المنطقة . وامام العقار رقم 58 جلست ام الاء سيدة مسنه امام منزلها المتهالك تندب حظها العثر والدموع تكاد تنهمر من عينيها..تسأل الجيران الذين جلسوا الي جوارها لمواساتها ماذا ستفعل بعد ان تهدم المنزل الذي يؤيها .. بمجرد ان اقتربت منها قالت بصوت عال « انا عايزه السيسي ينقذنا ..احنا ولاده ومش هيسينا ننام في الشارع « . تحدث المواطن ثروت احمد «موظف» احد سكان العقار رقم 9 ش شركس الوسطاني وهو في حالة غضب شديد مطالبا المسئولين بسرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة وتسليمهم شققاً جديدة او ترميم منازلهم التي تصدعت نتيجة الانفجار الشديد مؤكدا ان هناك العديد من المواطنين يدبرون قوتهم اليوم بالكاد وليس لهم مأوي غير تلك المنازل. متمنيا ايجاد الحل لتلك الكارثة التي حلت بهم قبل حلول عيد الفطر.