اتشحت قرية النخلية بمركز سمالوط بالمنيا ،بالسواد حزناً علي فراق ابنها «ماهر رجب عبد العظيم «مجند القوات المسلحة الذي استشهد في الحرب علي الإرهاب الاسود في سيناء. وفي منزل الشهيد التقت «الاخبار» بأسرة المجند الشهيد وهو مكون من طابق واحد مبني بالطوب اللبن ومسقوف بجريد النخيل مما يدل علي مستوي معيشة متوسط للأسرة المكونه من الام والاب وستة أبناء «هم: محمد 30 سنة ،ومحمود 28 سنة ،وأحمد 24 سنة ،وعادل 22 سنة ،وفضل 20 سنة،ونوسة 18 سنة. ورصدت «الاخبار» حالة الحزن التي سيطرت علي الاسرة وأهل القرية والجيران، حيث التفت النساء حول أم الشهيد لمواساتها ،وأمام المساجد افترش رجال القرية الطرقات ليكونوا اول من يقوموا باستقبال الوافدين من خارج القرية للعزاء. الأم مصريةأصيلة بدت متماسكة ودائماً تقول: «الحمد لله رب العالمين واحنا مع الرئيس ومش هانسيبه وبنقوله ولادنا فداء مصر يا ريس ومش هنبخل بالباقي وابني كلمني قبل ما يموت بيوم وقالي هانزل علي العيد وعاوز اشوف بنت الحلال». ويستكمل لنا الحديث «ابن عمه عبدالله فقال «آخر كلمة قالها لي أنه بيفكر يتزوج ويدور علي بنت الحلال وهو كان طيب القلب ومصلي كل وقت بوقته وكانت علاقته طيبة بالجميع». وعبر والد الشهيد: عن حزنه علي فراق نجله الذي راح ضحية غدر الارهاب،قائلاً إن آخر مكالمة جمعت بيننا كانت قبل استشهاده ببضع ساعات، ودار حوار ما يقرب من نصف ساعة، طمأنه خلالها علي نفسه واطمأن علي والدته وأشقائه وقام بالتحدث معهم،وأخبرهم بأنه سوف يقضي معهم إجازة عيد الفطر المبارك، مضيفاً أن نجلي كان أطيب أبنائي ودائماً مطيع لي في كل شئ. أما شقيق الشهيد فقد امتنع عن دفنه قبل أن تراه والدته، قائلًا «اخويا مش هيدفن غير لما امه تشوفه وانا اشوفه»، وسط مناداة العديد من أهالي القرية واقارب الشهيد اقتنع «محمود» بدفن شقيقه. وتم تشييع الجثمان في جنازة عسكرية مهيبة، وقام أهالي القرية بالصلاة علي الجثمان أمام مقابر العائلة، فيما سيطر الحزن والبكاء علي أفراد أسرة الشهيد والأقارب والجيران. ومن جانبه ،أكد اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا، أن مثل هذه الأعمال الخسيسة لن تثني من إرادة وقوة وعزيمة قواتنا المسلحة والشعب المصري بأكمله، واصفاً الإرهاب بأنه لا دين له ولا مكان له بين المصريين، معربا عن ثقته في قدرة قواتنا المسلحة علي هزيمة الإرهاب الأسود، وقال إن ضباط وجنود القوات المسلحة سطروا ملحمة جديدة من الفداء ،تضاف إلي سجل بطولاتهم للحفاظ علي عزة وكرامة الوطن.