جاء حادث الفرافرة الإرهابى الغاشم الذى حصد أرواح شهداء جنود من القوات المسلحة رصاصة فى قلب الوطن ابكت الجميع وأثارت الغضب العارم والحزنر العارم والمطالبة بالثأر الذى لا رجعة عنه. محنة ما بعدها محنة، لكن المحنة قد تصير منحة، فلفجر يولد من قلب الظلمة، إذا تلافينا الاخطاء التى ادت الى ما جري، وتوحدت صفوف المصريين حول جيشهم بحثا عن سبل للنهوض بوطنهم وصيانة وجوده وامنه، حتى لا تسيل الأودية بدماء الشهداء دماء ستظل حارة ساخنة تطالب وأهلها فى القرى والمحافظات المختلفة بالثأر كبحا للإرهاب وتأمينا لأرض الكنانة المحروسة، على نحو ما رسمته لوحات التشييع لمواكب الشهداء. “عريس” فى الجنة ففى مركز ملوى بمحافظة المنيا، شيع 10 الأف مواطن جثمان الشهيد إسماعيل حامد ثابت محمد 21 سنه مجند ابن قرية الريرمون، وسط حالة من البكاء والنحيب حزنا على فقدان الشهيد وأكتست القرية بالملابس السوداء وخيم الحزن على جميع أرجائها. وشارك عدد كبير من القيادات الأمنيه بالمنيا، وقوات الأمن فى تشيع جثمان الشهيد لمثواه الأخير. وقال الأب المكلوم حامد ثابت محمد 50 سنة موظف بالري, أن الشهيد إسماعيل عمره 21 سنه, وهو الأبن الثالث بأسرته كان محبوباً وخدوماً وعلاقته بالأخرين كلها أحترام، وكان ينتظر الحصول على الأجازة قبل العيد بستة أيام لكن الله أختاره لكى يكون شهيداً ويقضى عيد الفطر بالجنة مع الشهداء والصدقين والأبرار, مضيفاً أن الجميع أخفى الخبر عن أمه التى لم تكف عن السؤال عليه حتى وصل الجثمان, حيث أنهارت من الحزن وهى تقول فى الجنة ياولدي. وقال "على" شقيق الشهيد, ترددت كثير فى إعلان خبر إستشهاد شقيقى إسماعيل خوفاً على والدى ووالدتى، . وكانت أخر مكالمة هاتفية معه من أسبوع وكنت اطمئن عليه، وقلت له: أنت عامل أية وأية الأخبار عندك فقال لى الحمد لله. ويضيف الشيخ مدنى أحمد إسماعيل نائب عمدة القرية, أن الشهيد كان محبوبا من جميع اهل القرية ومعروف عنه أنه كان مجتهد وكان مقرراً زفافه بعد عيد الفطر المبارك ولكن الموت لم يهمله. مشهد مهيب وفى مشهد جنائزى مهيب احتشد الآلاف فى اسيوط لتشييع جثمان شهيدى الواجب" الهامى عياد حبيب " بقرية العقال قبلى واسلام عبد المنعم بقرية البدارى، وما بين دقات أجراس الكنائس وأصوات القرآن بالمساجد فى صلاة التهجد، بكى الجميع ذلك الشاب الذى كان ودودا مع غيره، محبا للناس، وهو شقيق لعدد 9 إخوة، 6 بنين و3 بنات ، وكان والده ينوى تزويجه حين الانتهاء من خدمته بالجيش بعد شهر على الأكثر، إلا أن القدر لم يمهله إلى ذلك الوقت، فالشهيد لم يتجاوز 23 عاما، خريج كلية الحقوق. وجاء استشهاد " إسلام " فجرا وأصيب والده بحالة من الحزن الشديد حيث انه كان الشهيد من أحب أبنائه إليه وأصيبت والدته بإغماء من شدة المصيبة والأسرة كلها حزينة عليه ، مشيرا إلى انه قبل وفاته بيوم اتصل الشهيد بشقيقه " عمرو" المجند بالفرافرة وودعه قائلاً له : أن لديه إحساسا أن الدور عليه وان أيامه اقتربت فى هذا المكان المشئوم " وفى سوهاج تعالت التكبيرات بالمساجد ودقت اجراس الكنائس فى وقت واحد لتوديع 5 من شهداء المحافظة الابرار منهم ثلاثة مسلمين و اثنان مسيحيان الى مثواهم الاخير حيث تم دفن جثامين احمد عبد الحميد هاشم بمركز ساقلته و بطرس صابر عيسى بمركز العسيرات و احمد محمد عبدالحميد بمركز طما و محمد عبدالنعيم فهيم بمركز دارالسلام و مينا رسمى شاكر بمركز طهطا وسط حالة من الحزن و الاسى و الالم و اختلطت دموع المئات من ابناء المحافظة حزنا على فقد شباب فى مقتبل العمر اثناء اداء الواجب و ندد المشاركون فى جنازات الشهداء بالحادث الارهابى الخسيس و طالبوا المشير عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بالقصاص لدمائهم الطاهرة التى سالت دفاعا عن أرض الوطن و قد تحولت الجنازات الى مظاهرات ضد الارهاب الاسود و اكدوا على ستعدادهم لتقديم المزيد من الشهداء لاقتلاعه من جذوره . ففى قرية الطوايل الشرقية بمركز ساقلته ساد الحزن على ابنها الشهيد احمد عبدالحميد هاشم الذى يشهد له الجميع بدماثة الخلق و التدين و قال شقيقه حسام (19سنة) طالب بالازهر ان الشهيد مجندا منذ 6 أشهر و قبل الحادث بساعات قام بالاتصال بوالدته للاطمئنان عليها و على اخوته ..اما والدته فهى لا تصدق ما حدث و انها لن تراه مرة أخرى و قال أحمد نجل عم الشهيد ان أهالى القرية جميعا حزينة على الشهيد منذ سماع خبر استشهاده و فى حالة ذهول من هول الصدمة و بشاعة الحادث . و فى قرية كوم اشقاو مسقط رأس الشهيد أحمد محمد عبدالرحمن عاش الاهالى ليلة يكسوها السواد بعد تشييع جثمانه حزنا عليه و قال عماد خلف الله (28سنة) دبلوم تجارى ابن عم الشهيد أنه اتصل بأسرته قبل الحادث بيومين للاطمئنان عليهم و كانت آخر أجازة له فى الايام الاولى من رمضان و قد امضى 7 شهور من التجنيد و كما اتصل بأحد أعمامه و اتفق معه ان يسافر للعمل فى الاجازة القادمة بس حاسس انه من هيقدر ينزل اجازة و للشهيد أخ وحيد يدعى عبدالحميد (20سنة) دبلوم صناعى يعمل فى مصنع ملابس بالقاهرة و 3 أخوات هو اكبرهم جميعا مؤكدا على انه كان انسان ملتزم و قمة فى الأدب و الاحترام . اما فى نجع الشيخ يوسف التابع لقرية اولاد بهيج بمركز العسيرات سادت حالة حداد لفراق الشهيد بطرس صابر عيسى و قال صبرى عطا نجل عمه ان مصيبتنا كبيرة لفراقه فكان متبقيا له 20 يوما على انهاء خدمة التجنيد و خاطب ابنة عمه منذ 6 شهور و يستعد للزواج و له أخ وحيد توماس (16سنة) و والده عامل بسيط و الشهيد كان يعمل باليومية فى فترة الاجازة ليساعد والده فهو شاب مهذب و خدوم محبا للخير . و قال حمدى شحات عمدة قرية أولاد بهيج ان ما يحدث من قتل للابرياء أمر لا يجب السكوت عليه فلابد من مطاردة تلك العصابات التى تخطف أرواح شباب الوطن و ناشد القوات المسلحة بأن يكوت هناك خططا لتأمين تلك الكمائن التى اصبحت مقبرة لجنودنا البواسل، و قال احمد عبدالنعيم (مقاول) شقيق الشهيد محمد عبدالنعيم فهيم من قرية النغاميش بمركز دارالسلام ان الشهيد كان يتبقى له من الخدمة العسكرية شهر لكن الارهاب الغاشم لعنه الله لم يتح له الفرصة ليتمتع بشبابه فقضى عليه فى اللحظات الاخيرة التى ينتظر فيها تسليم عهدة التجنيد و بداية حياته العملية . و اكد أهالى منطقة الشهيد عبدالمنعم رياض بمدينة طهطا و التى كان يسكن بها الشهيد الطبيب مجند مينا رسمى شاكر الذى استشهد فى الحادث الارهابى على انه حسن الخلق و لا يقصر فى خدمة أى شخص سواء كان مسلم أو مسيحى و طالب أقاربه بسرعة القصاص ووقف نزيف الدماء لابناء مصر الشرفاء اللذين يضحوا من أجل الوطن . وفى محافظة القليوبية تحولت قرى مرصفا وميت كنانة وأسنيت والحصة ومدينة شبرا الخيمة إلى سرادق عزاء كبير حزنا على فقدان 6 من أبنائها فى مذبحة الوادى الجديد صراخ الأهل والأقارب لم يتوقف منذ الاعلان عن اسماء الجنود الذين استشهدوا فى الحادث الارهابى وحتى تشييع جثامين الشهداء وسط موجه عارمه من الغضب لدى الشارع القليوبى الذى طالب بالقصاص من المجرمين مؤكدين أن الإرهاب لا وطن ولا دين له فيما تحولت جنازت الشهداء الملازم أول محمد إمام مصطفى محمد، ، مساعد أول اشرف كامل هادى عجاج ، المجند مصطفى شوقى فهيم بيومى ،المجند محمد مجدى سيد محمد ، التى خرجت من مساجد القرى "أمس " متجه للمقابر إلى تظاهرات ضد جماعة تنظيم الإخوان المحظورة حيث ظل الأهالى يرددون هتاف " الشعب يريد إعدام الاخوان حتى تم دفن جثمانين الشهداء الى مثواهم الاخير مطالبين بالقصاص العادل والناجز من الجناة وتقديم الى محاكمة عاجلة فى قرية مرصفا التابعة لمركز بنها ودع أهالى القرية جثمان الشهيد أشرف كامل الهادى حسين عجاج 41 سنة مساعد أول بالقوات المسلحة الذى استشهد فى الحادث الارهابى وداخل سرادق العزاء الذى إقيم لتلقى العزاء فى الشهيد سيطرت حالة من الذهول على جميع الحاضرين مرددين “حسبنا الله ونعم الوكيل منهم لله الارهابيين " وأكدوا أن الشهيد اشرف يعمل بالقوات المسلحة منذ اكثر من 20 عاما وله شقيق يدعى عبدالهادى وشقيقة تدعى عزة ومتزوج ولدية 3 اطفال فى عمر الزهور وهم محمد بالشهادة الاعدادية وعبدالله13 سنة وشروق 8 سنوات ووالده متوفى اما والدته فهى سيدة عجوز اصابها الحزن الشديد على مصابها الاليم غير مصدقة ما حدث لنجلها وفلذة كبدها وانها لن تراها مرة اخرى وتقول "اعز وأغلى الناس ياأشرف خدوك منى يا حبيبى سبتنى لمين “وانتاب زوجة الشهيد عزيزة عياد الحسينى حالة هيسترية من الحزن الشديد عقب علمها بوفاة والد ابنها وظلت الدموع تنهمر من عينيها لفراقه لهم من ناحيته اكد محمد 14 سنة اكبر ابناء الشهيد ان اخر مرة رأى فيها والده كانت منذ اسبوع وقال له "خللى بالك من اخواتك ..ملكش حد غير أمك "وقال يوم الحادث اتصلنا عليه على التليفون لكنه لم يرد وعلمنا بنببأ استشهاده من خلال شاشة التليفزيون واجمع جيران الشهيد على حسن تعامله وانه مثال جدير فى الاحترام وانه كان قمة فى الادب الجم واخلاقه طيبة مع الجميع وطالب ابن عم الشهيد المهندس كامل عبدالهادى بضرورة القبض على الارهابيين المتورطين فى الحادث والتحقيق فى الموضوع واتخاذ كافة لاجراءات لانهاء ذلك التقصير فى قتل ابناء الجيش من وقت لاخر حيث انها ليست تلك الواقعة الاولى التى يسقط فيها شهداء للوطن من القوات المسلحة وقال ان اخر اتصال تم مع الشهيد كان منذ اسبوع فقط اطمئن من خلاله على اسرته ووالدته لم يختلف الحال في قرية الحصة مركز طوخ مسقط رأس المجند محمود راغب عبدالوهاب 22 سنة حيث أجمع أهالى القرية على ضرورة سرعة القصاص وإقتلاع جذور الإرهاب مناشدين الرئيس عبد الفتاح السيسى بإستمرار الحرب على الإرهاب ووالقصاص لأبن قريتهم الشهيد وداخل منزل بسيط كان يعيش الشهيد مع والده والذى يعمل موظف بالشباب والرياضة بالساحة الشعبية بطوخ ووالدته ربة منزل وشقيقه من الأب يدعى طاهر واشقائه من الأب والأم وهم محمد وأحمد بعد الفقيد وأمينة آخر أخواته الفقيد كان قد تقدم لخطبة إحدى فتيات القرية وكان يجهز للزفاف بعد انهاء الخدمة العسكرية لكنه زف الى السماء من جانبه قال رضا صيام من أهالى القرية انه كان مثالا للخلق وكان يتسم بالهدوء وكان يعمل سائقا على سيارتهم الأجرة قبل التحاقه بالجيش واستشهاده أمس فيما عمت حالة من الغضب والسخط أهالى عزبة منشية سرى التابعة بقرية ميت كنانه مركز طوخ خلال عزاء الشهيد المجند "محمد مصطفى جودة عفيفى " 22 سنه، بعد توديعه لمثواه الاخير حيث إقيم سرادق عزاء الفقيد أمام منزل العائلة والد الشهيد يعانى من ظروف مرضية جعلته لايقدر على الوقوف لاخذ العزاء حيث تم نقله للمستشفى فيما أكد الاهالى ان الشقيق الأكبر للشهيد وليد مصطفى جودة معاق بقدمة. وقال راضى السيد عفيفى، عم الشهيد، مزارع، ان الشهيد رفض ان يتخلى عن أداء واجبة رغم ان والدة كان مريضا ولايقدر على إعانة الاسرة ولكن دافع الوطنية وحبه لوطنه فلقى الشهاده. مضيفا انه كان يستعد للخطوبة بعد الإنتهاء من الخدمة كماعاشت محافظه اسوان ليله حزينة ودعت خلالها شهداءها الاربعه وشهد مطار دراو الحربى جنازات شعبيه تقدمها المحافظ مصطفى يسرى والمهندس محمد مصطفى كمال السكرتير العام ،فى موكب مهيب متجهه إلى مسقط رأس كل شهيد .. ففى أقصى شمال اسوان بمركز ادفو استقبلت قرية الرمادى قبلى جثمان الشهيد محمد عبد الكريم إبراهيم ( 21 سنه ) وسط نحيب الأهل والأصدقاء وتهليل وتكبير الاهالى والرافضين للإرهاب الأسود . شقيقه الأكبر مصطفى عبد الدايم يعمل شيف بإحدى القرى السياحية فى مرسى علم بالبحر الأحمر يقول عن شقيقه الشهير " حمادة " لقد توفى والدنا من عام وحضر حمادة أول رمضان فى أجازه واحتفلنا بالذكرى السنوية لرحيل والدنا وهو حاصل على دبلوم صنايع واصطحبته معى لتعلم مهنه الطبخ فى مرسى علم وسلم نفسه عند طلبه للتجنيد وكنا على تواصل يومى بالتليفون إلا أن الاربعه أيام الاخيره لم يتم بيننا اى اتصال وعللت الأمر بعطل أصاب تليفونه المحمول حتى فوجئت بأحد أصدقائى من القاهرة يبلغنى باستشهاد حمادة وهو شاب هادى الطبع متدين يؤدى فرض الصلاة بانتظام عريس السماء لم يدخل دنيا بعد إلا أن عزائى انه فى الجنة مع الشهداء والأبرار واطلب من زملائه بالقوات المسلحة الثأر لهؤلاء الشهداء . فى نصر النوبة وبالتحديد فى قرية توشكى شرق استقبلت جثمان شهيدها خالد طارق مصطفى عبد الغنى بهتافات تندد بالإرهاب " لا اله ألا الله الشهيد حبيب الله " وفى دقائق تم وداع الشهيد فى مقابر توشكى ورغم أن خالد ليس من أبناء النوبة إلا انه ولد وتربى فيها حاصل على دبلوم المدارس الزراعية عمره 21 سنه كان حريص على أداء الخدمة العسكرية لينهى خدمته سريعا ويعمل مع والده طارق مصطفى وهو من أبناء قرية العباسية بكوم امبو – عمل واستقر فى قرية توشكى النوبية – عمل مزارعا لديه 8 أبناء آخرين أكبرهم الشهيد يقول كنت انتظر انتهاء خدمته فى نهاية شهر يوليو الجارى وخطبنا له ابنه عمته بقرية العباسية ليتزوج خلال أجازه العيد وأخر أجازه حضرها معنا كانت فى أول رمضان حيث اتفقنا على أقامه الفرح بعد العيد وخروجه من الخدمة ولكنه الان عريس بالجنة .