تعد رؤية التضامن والعمل الجماعي علي أساس أخلاقي هي أهم رؤي الرئيس وأساس نجاح الرؤي الأخري إلا أنها حتي الآن لم يبدأها الرئيس بعد ونساها الإعلام ولم تأخذ حقها من التحليل التربوي رغم إصرار الرئيس علي التذكير بالقيم ودعوته لثورة دينية في كل المناسبات حتي في احتفالات الأزهر واحتفالات المسيحيين وحتي في افتتاح المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ بل بكلمته للحكومة بعد المؤتمر (نجاحنا مرهون بمكافحة الفساد) وأري أن إعادة استنهاض القيم هو مدخل لمشروع تربوي لثورة أخلاقية وسألقي الضوء عليها من وجهة نظر تربوية كمدخل (لإعادة تنمية قيم شعب) وعلينا أولا إيضاح التحديات الخارجية وما تصنعه من تحديات داخلية وما يتبعها من مؤامرات علي الدول النامية ومنها مصر فنتابع صور أمريكا بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية بانتصار وغرور مستغلة الانتصار كدعاية بالأفلام الأمريكية وبالمطبوعات ولم تتوقف عن الحرب الباردة حتي العقد الأخير من القرن العشرين حيث تفكك الاتحاد السوفيتي فبدت بصفتها القطب الأوحد ومعها الدول الأوربية الرأسمالية يحركون النظام العالمي الجديد المدعي رعايته للسلام العالمي ولحقوق الإنسان والديمقراطية بينما الحقيقة أن حقوق الإنسان ليست إلا سوطا يسلط علي رقاب الدول النامية كوسيلة للتدخل والسيطرة عليها وعلي مواردها استنادا علي ما سمح به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 إضافة إلي الترويج للرأسمالية العالمية ولثقافة العولمة خاصة الثقافة الأمريكية لغزو وإبدال الثقافة القومية مع الترويج للثقافات العقائدية لزرع الفتن والدعوة للانقسام العقائدي لتتفتت الدول لصالح الغرب ولصالح اسرائيل فيسهل فتحها كأسواق لمنتجاتهم من خلال الشركات متعددة الجنسيات وتخترق المنظمات العالمية للنظام العالمي الدول من خلال الجمعيات الأهلية والجماعات الدينية والسياسية والحركات والأحزاب ورجال الأعمال والفضائيات وبرامجها ومسلسلاتها وهذا لتوجيه الفكر والسيطرة علي الثقافة وخاصة ثقافة من يدعون أنهم نخبة وهم مدفوعو الأجر والذين يعملون كلوبي أمريكي أو كطابور خامس بحجة دعم الديمقراطية بوضع الخطط لهم وتدريبهم وتمويلهم والهدف تغيير الثقافة وتغييب الوعي وقتل الانتماء ومازالوا موجودين رغم سقوط كثير من الأقنعة أما رجال الأعمال فمن خلال المشاركة في الانتاج الدرامي المشترك لبث ثقافات مضادة لتضارب القيم بحجة الإبداع وهناك دراسات عن الأثر السلبي للمسلسلات في نشر الثقافات السلبية التي تساهم في الانهيار الأخلاقي أنه مخطط لنشر الاختلاف الثقافي فنفقد الثقافة المشتركة التي تساعد علي التوافق بين أفراد المجتمع لذا فالغرب يلعب بعقولنا لنختلف وتنفلت أخلاقنا باسم الحرية وعن التضليل الإعلامي سنذكر كتابا أمريكيا كتبه « هربرت شيللر» 1974 ونشر بالعربية 1986 وعنوانه « المتلاعبون بالعقول « لتحريك خيوط الرأي العام فيه خمسة مفاهيم ديمقراطية يتبعها تكريس محدد بما يمكن المفهوم من أداء وظيفة مزدوجة ورؤية شيللر تتضح ايضا في المسلسلات فظاهرها ثقافة وتنوير وباطنها ثقافة مضادة للتدمير بعرض المسلسلات المضللة في شهر رمضان بحجة تسلية الصائم. ولكن الغرب يعلم أنه مخطط لمنع قيم الشهر من تعديل سلوك المواطنين بل وإبعادهم عن قيم التراحم والمواطنة والإرادة والالتزام والانتماء والثقافة المشتركة وقيم الشهر الدينية تدفع لضبط السلوك بآليات الضبط الاجتماعي الخمس غير الرسمية وهي (العادات والتقاليد والعرف والدين والأخلاق) بجوار آلية الضبط الاجتماعي الرسمي (القانون) بينما التضليل الإعلامي يعمل علي أساس دراسات علمية لضرب الثقافات بثقافات مضادة تساعد علي الاختلاف لتفتيت المجتمع من خلال مسلسلات رمضان التي تقدم بنجوم مقبولين يضعون السم في العسل لتحقيق أهداف التحديات الخارجية بالغزو الثقافي وفي صنع التحديات الداخلية بالاختلاف الثقافي إلا إذا وعت واتفقت إرادة المسئولين مع إرادة ومصلحة الشعب مع إعطاء فرصة للتربويين لإعادة بناء المواطن الصالح ولاستعادة قيم الشهر واستعادة الثقافة المشتركة والمواطنة وهذه خطوة أولي لعلاج الانهيار الأخلاقي ولإزاحة المعوقات في طريق تحقيق النجاح للرئيس والشعب لتحقيق رؤية « إعادة بناء قيم شعب».