أدان الرئيس عبدالفتاح السيسي بشدة حادث اغتيال المواطنين الإثيوبيين الأبرياء في ليبيا، مؤكداً استنكار مصر لهذه الأحداث البشعة التي تستهدف ترويع الآمنين والتي تعد مخالِفةً تماماً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي حض علي حفظ النفس البشرية وحرم قتلها أو إيذاءها، ومنوهاً إلي أن تكرار مثل هذه الأفعال الإجرامية يعد بمثابة ناقوس خطر يستدعي ضرورة التحرك العاجل لتدارك خطورة الموقف في ليبيا. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي، امس ببانوس كامينوس، وزير دفاع جمهورية اليونان، وذلك بحضور الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومن الجانب اليوناني فريق أول ميخائيل أكوس، رئيس أركان دفاع الجيش اليوناني، والسفير اليوناني بالقاهرة. وصرح السفيرعلاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن تفشي خطر الإرهاب وجهود مكافحته في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في ليبيا، قد استأثرت بجزء مهم من اللقاء، حيث أكد وزير الدفاع اليوناني أن بلاده تدرك وتقدر مدي الخطر الذي تمثله الأوضاع المتدهورة في ليبيا علي أمن منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط أخذا في الاعتبار التداعيات السلبية لتلك الأوضاع علي ملف الهجرة غير الشرعية إلي دول شمال المتوسط، مشيرا إلي أهمية وقف الدعم المقدم للجماعات الإرهابية وتجفيف منابعه لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا. ونوه الرئيس إلي أن مهمة الناتو غير المكتملة في ليبيا تركت البلاد عرضة لتفشي أعمال الإرهاب والفوضي، وأنه يتعين اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمساندة الجيش الليبي ورفع حظر السلاح المفروض عليه، ودعم الحكومة الليبية والجيش الوطني، بما يساعد علي إرساء دعائم الاستقرار وعودة الدولة الليبية بشكل مكتمل والحيلولة دون تفشي هذه الظاهرة وانتقالها إلي دول أخري، لا سيما في ضوء العناصر الأجنبية التي تقاتل في صفوف الجماعات الإرهابية المتواجدة في عدد من دول المنطقة. وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس أوضح خلال اللقاء أن خطورة الملف الليبي تستدعي تضافر جهود المجتمع الدولي بفاعلية أكبر لدحر الإرهاب والقضاء عليه، منوها إلي أن موقف مصر الرافض للإرهاب هو موقف شعبي عام يساند جهود الدولة المبذولة لمكافحة الإرهاب علي أكثر من جبهة، سواء في سيناء أو علي حدودها الغربية. وأكد وزير الدفاع اليوناني توافق بلاده التام مع وجهة النظر المصرية إزاء أهمية وأولوية تدارك خطورة الأوضاع في ليبيا، منوهاً إلي أن تدهور الأوضاع الأمنية جنوب المتوسط يعد أحد أهم التحديات التي تهدد الدول الأوروبية، والذي يتعين إيلاؤه أولوية تحقق توازناً في تعامل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو مع مصادر التهديد المختلفة. وشدد الرئيس علي أن مصر تدعم الجهود السياسية التي يقوم بها المبعوث الأممي «برناردينو ليون» في ليبيا، ويتعين استكمال هذه الجهود الدؤوبة بالتوازي مع تحقيق هدف استراتيجي واضح يتمثل في عودة الدولة الليبية ودعم الحكومة الليبية والجيش الوطني، وهو الأمر الذي سيساعد علي عودة الاستقرار سريعاً إلي الدولة الليبية جنباً إلي جنب مع المضي قدماً علي المسار السياسي. وحول اللقاء ذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس رحب بوزير الدفاع اليوناني، مؤكداً عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر واليونان علي المستويين الرسمي والشعبي، ومنوهاً إلي الحرص والسعي المتبادل لتعزيزها وتوثيقها في مختلف المجالات. وأشار وزير الدفاع اليوناني خلال اللقاء علي أن زيارته للقاهرة تعكس رسالة التضامن التي تحرص اليونان علي تقديمها لمصر، مؤكداً علي التأييد الكامل الذي تحظي به مصر من الحكومة اليونانية، في ضوء دورها الرائد وثقلها السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف السفير علاء يوسف، أنه تم خلال اللقاء الاتفاق علي تكثيف تبادل الزيارات بين مسئولي البلدين خلال المرحلة المقبلة، بغية تعزيز التشاور والتنسيق في العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما علي الصعيد الأمني والعسكري، اتصالاً بموضوعات مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط. من ناحية أخري أكد الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي عمق الروابط الراسخة التي تجمع بين مصر واليونان معرباً عن تطلعه أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التعاون المشترك بين البلدين..جاء ذلك خلال لقائه امس ببانوس كامينوس وزير الدفاع اليوناني الذي يزور مصر حالياً علي رأس وفد رفيع المستوي في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام. وقال وزير الدفاع اليوناني إن التعاون العسكري مع القوات المسلحة المصرية ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لليونان كجزء من تعزيز قوي الإستقرار في المنطقة..تناول اللقاء تطورات الأوضاع بالمنطقة والمتغيرات علي الساحتين الاقليمية والدولية وانعكاسها علي الامن والاستقرار بالشرق الاوسط.. بحث الجانبان أوجه التعاون في المجالات العسكرية والتدريبات المشتركة وتبادل الخبرات بين الجانبين.. حضر اللقاء الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والسفير اليوناني بالقاهرة .