يوم الثلاثاء المقبل تتم عروسنا عامها الرابع والسبعين. برغم عمرها المديد مازالت روحها الشابة تمنحها القدرة علي الحلم، والفرح. مر عليها عشرون عريساً، ولها من الأبناء والأحفاد ما يربو علي الثمانية آلاف. عن نقابة الصحفيين أحدثكم. وعن تاريخ نضالي طويل ومضيء لأسلافنا من أبناء المهنة توّجهُ أخيراً صدور المرسوم الملكي رقم 10 الصادر في 31 مارس من العام 1941 بإنشاء نقابة الصحفيين المصريين. عن نفسي سعيدة بهذه العجوز الشابة وفخورة بانتمائي لها، وبتلك العلاقة العضوية التي ربطت منذ ميلادها بين بعض روادها وبين من أصبحوا فيما بعد من الآباء المؤسسين لدار أخبار اليوم التي انتمي اليها أيضاً. فقليلون منا الذين يعرفون ان رموز «أخبار اليوم» كانوا من طلائع إدارة تلك النقابة عند تأسيسها. فأول مجلس لنقابة الصحفيين كان معيناً ومكوناً من إثني عشر عضواً، يمثل نصفهم أصحاب الصحف بينما يمثل النصف الآخر المحررين وكان الأستاذ مصطفي أمين - مؤسس دار أخبار اليوم فيما بعد مع شقيقه علي أمين - من بين أعضائه، ممثلاً للمحررين، وكانت مهمة هذا المجلس المعين الإعداد لأول جمعية عمومية للصحفيين، التي انعقدت في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الجمعة الخامس من ديسمبر 1941 بمحكمة مصر بباب الخلق لاختيار أول مجلس منتخب، في ذلك الحين كان عدد الأعضاء الذين حضروا الاجتماع الأول 110 أعضاء من 120 عضوا هم كل أعضاء النقابة في سنتها الأولي، سدد كل منهم الاشتراك السنوي وقيمته جنيه واحد. وكان أول خمسة أعضاء تقدموا للنقابة كمؤسسين هم حافظ محمود ومحمد لطفي غيث ومحمد أحمد الحناوي وصالح البهنساوي.. ومصطفي أمين. قليلون منّا أيضاً يعرفون ان أستاذ الأجيال جلال الحمامصي كان ضمن اول مجلس منتخب للنقابة مع مصطفي بك. هذه العلاقة الناصعة بين النقابة ومؤسسة اخبار اليوم التي امتدت علي مدي العقود الماضية وشهدت مساهمات فعالة من اساتذة عظماء من أبناء اخبار اليوم سواء في مجلس النقابة او في منصب النقيب هي التي تمدني وكل زملائي في الدار بزاد من الفخر والحماس يكفينا العمر كله. وتأتي نتائج الانتخابات الأخيرة، التي فاز فيها الأستاذ يحيي قلاش فوزا نظيفا علي منافسه النقيب السابق الأستاذ ضياء رشوان. لتطيرنا فرحاً لفوز ثلاثة من زملائنا الأفاضل من أبناء أخبار اليوم هم الأساتذة خالد ميري وحاتم زكريا ومحمود كامل ليمثلوا ربع مجلس النقابة الحالي. لا أدري ونحن علي مشارف الاحتفال بعيد ميلاد النقابة لا تفصلنا عنه سوي أيام قليلة كيف يستعد له النقيب الجديد الأستاذ يحيي قلاش، لكني افهم من مجمل أحاديثه التي سمعتها منه في لقاءات تليفزيونية مختلفة انه يرغب في دعوة النقباء السابقين جميعاً مع حكماء المهنة ونشطاء النقابة وشبابها من اجل إعادة الالتحام بين الجمعية العمومية والكيان النقابي كبادرة للشروع في نشاط جماعي لبث الروح من جديد في العمل النقابي، والاستعداد لعقد المؤتمر العام الخامس للصحفيين. بهذه المناسبة اقترح علي نقيبنا يحيي قلاش ان يبدأ بوضع جدول زمني للمهام المطلوبة بحيث يحل اليوبيل الماسي لنقابتنا العريقة في العام القادم وقد قطعنا شوطاً معتبراً في الملفات المراد دراستها وعلاجها، ويكون المؤتمر العام الخامس قد وضع الأسس لتصور الجماعة الصحفية عن لائحة الأجور والتشريعات المطلوبة، ومنها قانون جديد للنقابة يواكب ظروف ومتطلبات العصر، من ثم يكون الاحتفال بعيدها الخامس والسبعين لائقاً بعمرها وبأبنائها.