بعد ان طرح الرئيس عبدالفتاح السيسي رؤية واضحة للمستقبل ونموذجا للحضارة.. وبعد نجاح مؤتمر شرم الشيخ في الاستجابة لهذه الرؤية.. فانه من الضروري استكمال هذا النجاح في مؤتمر القمة العربية الثالثة والاربعين التي ستعقد في نفس المدينة يومي 28 و29 مارس الحالي. وكما برهن القادة العرب علي انهم يقفون إلي جانب مصر، فان المرجو ان يقفوا صفا واحدا في مواجهة تحديات غيرمسبوقة تواجه كل العرب. والآن.. هل يحق لنا ان ننتظر من العرب حماية المجتمعات العربية من التفكك والانهيار، إن لم يكن عدد مهم- بينها- قد انهار بالفعل علي أيدي هؤلاء الذين خرجوا من كهوف التخلف والتعصب. ثمة تغول طائفي- مذهبي يستحضر من التاريخ كل أنماط العنف بهدف تحويل العرب، نهائيا، إلي تجمعات لطوائف وعشائر متقاتلة، ومنع انتقال العرب للمضي في طريق اقامة الدولة العصرية لكل مواطنيها علي اختلاف أديانهم ومذاهبم وأعراقهم. نريد قمة عربية تنقذنا من هؤلاء الذين يتصورون انهم في مرحلة الفتح والغزو والأسلاب والنهب والحرق والسبي والجزية والاسترقاق وبيع الرقيق ووطء الجواري والسبايا. وإذا كانت كل القمم العربية قد فشلت حتي الآن- منذ عام 1948- في اعادة الأرض والحقوق للشعب الفلسطيني- فهل ستفشل ايضا في الحفاظ علي بقاء الدول العربية والحفاظ علي ثوابت ودعائم النظام العربي وتجفيف منابع الحقد المذهبي الكامن في بطون كتب التراث واحتضان الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية وبناء دولة الحداثة، والتصدي لقوي الظلام والهمجية والبربرية التي تسعي لإقامة دولة دينية لتبرير وجود الدولة اليهودية؟ القمة العربية تجتمع في وقت تتعرض فيه عناصر التحضر في المنطقة للإفناء والإبادة ويسيرفيه قطاع من العالم العربي نحو التصحر واقتلاع رموز التمدن والحضارة. ولم يعد هناك مجال للشك في انه إما أن ينهض العرب وينتفضوا ويعلنوا التحدي للمصير الذي يريده البعض لهم.. أو أن مصيرهم إلي زوال لمائة عام علي الأقل.. فهناك إلي جانب دولة «الخلافة» الداعشية، من يعلن ان تنظيم «القاعدة» يبحث عن موقع لاعلان «الامارة».. كما لو كان العالم العربي قد اصبح مساحة جرداء بلاشعوب وبلا دول قائمة بالفعل! هل ستترك القمة العربية للقوي الخارجية إعادة النظر في هذه الحدود التي تقررت مع نهاية الحرب العالمية الأولي أم تحاول إنهاء حالة الفوضي والتشنج المذهبي والارهاب الذي يجتاح العالم العربي وهل ننتظر موقفا حاسما ضد هؤلاء الذين يعربدون في العالم العربي بهدف تدميره؟ وهل تشجع القمة التعدد الثقافي ومبدأ المواطنة، وعروبة التنمية، والاقتصاد المنتج، واقامة اقتصاد بشروط عربية بدلا من الاقتصاد الطفيلي الريعي الموظف في عمليات شراء واقتناء وتبذل لدعم انشطة تخريبية في العالم العربي، ووقف نهب الثروات العربية وتحرير العقول واحترام الحقوق السياسية؟ كلمة السر: القوة العربية الموحدة